الجمعة، 27 يونيو 2008

سقف العالم

السلام عليكم ..
مرحبا أصدقائي ..
الحلقة القادمة من أحلى شباب 30/6 هتكون مفاجأة ..
ضيفي هو الرائع / عمر السمرة .. أول مصري وعربي يصعد قمة افرست ويرفع علم بلده هناك .. أعتقد شيء مهم جدا إننا نعرف كيف وصل عمر لسقف العالم ، وكيف أعد العدة لرحلة قتلاها ليسوا بالقليلين !! ..
تابعوني .. وأسعد باتصالاتكم
ملحوظة : قناة البدر ، الترد 10834 راسي نايل سات الساعة 5 والاعادة 11 صباحا يوم الثلاثاء ...

الأربعاء، 25 يونيو 2008

عفوا .. أنا لست الشخصية الساحرة !


لعل من أبرز السمات التي يمكن ملاحظتها وبقوة في عالمنا الاسلامي ، هو العاطفة الجياشة ، والتعامل بحميمية مفرطة مع كل ما يثير إعجابنا ، والتعامل كذلك بشدة وصرامة مع كل ما يتعارض مع ما ربينا عليه وتعلمناه وألفناه .


ما إن يستمع أحدنا لشيخ أو داعية ويُعجب به إلا ويصير هذا الشيخ في مرتبة من لا يُنقد ، ولا يجب أن يراه الآخرون إلا من ذات العين المحبة المعجبة .

ما إن يتعلق أحدنا بكاتب إلا ويجب أن توضع كتبه في جبين كل مكتبة ، ويرفع اسمه ليسكن بين النجوم ، ولا سماح بالمساس به أو نقده أو حتى مخالفته فيما قال ويقول .

هذه الآفة أزعم أنها أكثر ما يجذبنا إلى أسفل ..!


إن عدم الانضباط في المشاعر دليل خطير على مراهقة المجتمع ، وعدم تحليه بالنضج الذي يؤهله للفصل بين مشاعر الحب والود والاحترام من جهة ، والنقد البناء المنضبط القائم على التناصح والتغافر من جهة أخرى .

تعلمت في المنهج الإسلامي أن الحق المطلق غير موجود فيما عدا القرآن الكريم ، وما عداه أمور تقبل الأخذ والرد .

تعلمت أن نزن الرجال بالحق ، ولا نزن الحق بالرجال .

تعلمت أن كل البشر ـ أقول كلهم ـ غير معصومين ، وأننا يجب ألا نصدر بشأن أحدهم حكما نهائيا ، ولا نضعهم في مكانة ما ، بل نحسن الظن فيهم وندعوا لهم بالثبات والتوفيق .

الرسول صلى الله عليه وسلم ، يخبرنا أنه لا يجب الاقتداء التام بالشخص الحي ، أو إصدار قوانين بأنه قد أؤتي الخير والحق الكامل ، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة .. مهما كان اسمه أو لقبه أو جماهيريته .

يخبرنا المنهج الإسلامي بأنه يجب الفصل بين القيمة والشخص الذي يدعوا إليها ، بمعنى أن الداعية أو الشيخ لا يجب أن يكون هو الإسلام ، فإذا ما سقط في اختبار من اختبارات الحياة فقد سقط الاسلام .

لا .. الإسلام يقول حاول جاهدا أن تتمثل القيمة التي لا تدعوا إليها ، ولا تقع في فخ الازدواجية ، كن كما تقول .. هذا بالنسبة للشيخ أو الداعية .

أما بالنسبة للمتلقي فيجب أن يأخذ الحق بغض النظر عمن تفوه به ، والفصل الناضج بين سلوك البشر وسقطاتهم ، وبين القيم والمبادئ المجردة التي يدعون إليها .


كلنا بشر نصيب ونخطئ .. فلماذا يرفع بعضنا بعضنا إلى مرتبة الملائكة والمعصومين ..


من حق من قرأ كتاب الشخصية الساحرة أن يتوقع من المؤلف أن يطبق ما يقول ، بيد أنه ليس من حقه أن يفترض فيه العصمة الكاملة التامة .. وألا يتعامل معه على أنه النموذج الأفضل للشخصية السوية الجذابة .

فالمؤلف بشر ، له أخطاء وسقطات ..

نعم من حقنا أن نحاسبه إذا ما وجدنا منه ازدواجية وتعارض مع ما يكتب .. لكن لا يجب أن نظن فيه الكمال .

ما دعاني لهذا القول هو بعض الرسائل التي تأتيني من كثير من الاخوة والاخوات عبر بريدي الاليكتروني ، وهاتفي الجوال ..

يحزنني ـ على عكس ما قد يتوقع البعض ـ الثناء المغالى فيه ، والتعامل معي بعاطفة مفرطة .

رسالة تقول : قرأت كتابك جرعات من الحب وأراه سقطة في مشوارك ، وأنه يجب ألا تعيد طباعته مرة أخرى .. وإلا فاترك القلم !! .

وعندما أرسل للقارئ ـ أو القارئة ـ بتساؤل عما لم يعجبه في الكتاب يقول ( قليل الأدب) ! .. فقط ولا يزيد عليها .

ورسالة أخرى تقول : كريم شكرا لوجودك في الحياة .. أنت هدية لنا من السماء ...!!!

أو أخرى تقول ( وأعتذر للنقل ) : لقد قرأت كتابك إلى حبيبين ، ليتني أنعم بزوج مثل كاتب هذه الكلمات !! .

مع احترامي الكامل لكل من يثني وينقد ، إلا أن للثناء وللنقد أصول وأسس ..


الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( احثو في وجه المداحين التراب ) ، هل معنى هذا أن لا نثني على العمل الطيب ، إطلاقا ، بل يقصد صلى الله عليه وسلم عدم المبالغة في المديح والثناء والتمجيد .. فكلنا بشر .. ولعلي أصدق ذات يوم أني هدية من الله ..أو كوني عبقري زماني .. فتكون الكارثة .. وتتحملون وزر شطحاتي .


وفي المقابل للنقد اسس وآداب ، ولا يعيب العمل وجود خطأ أو ذلة ، بل يجب توضيح العيب ، وافتراض حسن الظن في الشخص ، وجعل النصح لله ..


انه الانضباط العاطفي يا أصدقائي ما أريده ..

فأنا .. لست الشخصية الساحرة ..!

الجمعة، 20 يونيو 2008

لا .. لا .. لا


تعلم قول (لا) !!!


كلمة (لا) كلمة شديدة على النفس ، فلا أحد يحب أن يُقابل مطلبه بالرفض ، وكلنا يتمنى أن يقال لنا في كل آن وحين ( لبيك ) ...!
بيد أننا كثيرا ما نكون مجبرين على قولها .. وفي أحيان أخرى يجب أن نقولها ..!




  • قد يطلب مني صديقي طلبا مزعجا ، اعلم أني سأتضرر إذا قمت به ، فهل أقبل على استحيا أم أقول ( لا ) ؟
    قد يتصل بي أحد الأشخاص الأعزاء ويطلب مقابلتي بشكل ملح في وقت قد خصصته لزوجتي وأولادي وانتظراه طوال الأسبوع بفارغ الصبر ، فهل أقبل مقابلته على مضض أم اقول ( لا ) ..؟
    قس على ذلك ، قائمة مطالب لا تعد من جميع من حولك ، مجرد قبولك لها يحيل حياتك إلى دوامة ، وأعباء تعييك .. ووعود تثقل كاهلك .

    فما الحل ..؟
    هل هو في قول ( لا) صراحة ؟؟؟؟
    نعم إنه في قول (لا) وبوضوح !!!!
    اعلم أن قول لا صعب ومخجل .. وأعلم أن حجتك في عدم قولها هي :
    · كي لا يغضب مني احد .
    · لأنني لا أحب أن يقولها لي أحد .
    · أريد قولها .. لكنني أستحي من نطقها .!! .
    · خوفا من ردة الفعل التي سيقابل بها الطرف الآخر رفضي .



  • لكننا يجب أن نتعلم قولها ، ونتقن فن الاعتذار وذلك لأسباب هامة منها :
    o خصوصياتي .. وأعمالي .. وطموحاتي .. ومشاغلي .. والتي قد يكون قول نعم مضر لها ، ويعمل على إفشالها.
    o لأن الإحجام عن قول (لا) يثقل كاهلي مما يسب لي إرهاق وإجهاد يؤثر على حياتي الشخصية والمهنية .
    o استحيائي من قول (لا) قد يدفعني للدخول في وعود لا أستطيع الوفاء بها ، أو على الأقل لست متأكدا من الوفاء بها .



  • والسؤال الآن هو : كيف تقول ( لا) ..؟؟؟؟؟؟؟؟
    هذه أربع مهارات تساعدك في هذا الأمر :
    v قلها وأنت تبتسم ابتسامة المعتذر ، لا تقولها بسرعة واحذر أن تلقيها بلامبالاة ، أشعر الطرف الآخر أنك آسف على عدم استطاعتك مساعدته .
    v يفضل أن تسرد له مبررات رفضك ومعاذيرك ، فكلمة لا وحدها ، قاسية وشديدة على النفس .
    v قدم له اقتراحات تساعده ، لتكن اقتراحات عملية ،لا تجعلها تظهر بمظهر المتهرب من تلبية مطالبه .
    v لا تختلق معاذير أو مبررات و إياك والكذب ، مهما حاول الطرف الآخر مجادلتك وإثنائك عن رفضك .

    .. إنني أخي الكريم لا أطالبك بالتخلي عن تقديم يد المساعدة ، أو التهرب من تلبية مطالب الآخرين ، فهذا ديدن اصحاب المنافع ، وتغليب لمبدأ الأنانية وحب النفس ، لكنني أطالبك أن توازن بين ذاتك وما تحمله هذه الذات من طموحات وأفكار ومشاريع وخطط مستقبلية ، وبين السعي في حاجة الناس وتلبية مطالبهم ، فلا يجوز تغليب طرف على الآخر .



  • أعرف أناسا يستحون من قول ( لا ) وفي ظنهم أن هذا سيوطئ لهم الأكناف ، وتأتي النتيجة العكسية وهي أن إسرافهم في قول نعم كان مصيبة عليهم ، فالحياة فوضى ، والأولويات مبعثرة ، وفوق هذا لم يستطيعوا أن ينفذوا وعودهم ، ويلبوا مطالب قد وعدوا بالقيام بها ، مما اسخط عليهم الآخرين ، ووجدوا ما هربوا منه حاصلا ..!!
    الحل في تعلم قول (لا) ، وبالطريقة التي لا تؤذي أو تجرح .
    وهذا الحل ـ على استثقاله أول الأمر ـ هو الذي سينقذك من كثير من المواقف ، وشيئا فشيئا ستجد من حولك قد تعودوا على طريقتك ، وستجد أنت نفسك غير مجبر على قبول شيء فيه صبغة ( الورطة) .

الثلاثاء، 17 يونيو 2008

عفوا ولكن .. هل أنت متطفل ؟!



المتطفل شخص يسال عن ما لا يعنيه ، ويدس أنفه في مسائل ليس له أن يقف عليها ، ويدلي برأيه من غير أن يطلب منه .


وهذا يا صديقي من سوء الأدب ..بل هي ثلمه في إسلام المرء فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من حسنإ سلام المرء تركه ما لا يعنيه ) .


لقد ورد في حكم العرب أن ( لا تسأل عن مالا يعنيك ، كي لا تسمع ما لا يرضيك ) .فالتطفل صفة مذمومة تدل على قلة الذوق ، وانعدام الشعور ، والمتطفل غير مرحب به ، وإذا حضر قوبل بضيق وربما بشدة ، نظرا لتدخله المستمر في كل شيء .
وأسوء أنواع التطفل هو التطفل في التخصصات !!
يشتكي أحدهم من صداع في رأسه ، وفي المجلس طبيب ، فيطل صاحبنا برأسه ويقول بسرعة خذ قرص من دواء كذا . ، ويسأل آخر عن مسألة فقهية وفي الجلسة شيخ أو طالب علم فيقول صاحبنا كفيت إن الرأي فيها هو كذا . فهو لا يتورع عن الفتيا ، ولا يتردد قبل الكلام في أمر لا يخصه .

والإنسان المحبوب يجب أن يكون أحرص الناس على الابتعاد عن تلك الصفة البغيضة ، وألا يلقي بنفسه في مجالس لم تعد له أو لم يدعى إليها ، وألا يتحدث في مواقف ليس أهلا لها ، ولا يؤيد أو ينفي إخبار لم يأته نبئها .
يجب كذلك أن يكون خفيفا كالنسمة ، حساس كالزهرة ، يقرأ وبسرعة صفحات الوجوه ، ويستشعر مدى حب أو استثقال الناس لوجوده . ويحاول دائما أن يجعل من نفسه شخصية مطلوبة . الكل يهفو إليه وهو يقبل على استحيا .. تماما كالماء للظمأى .
لذا فاسمح لي يا صديقي أن أحذرك من أن تتكلم في موقف لست له أهل .. أو تقتحم مجلسا لم تُدعى إليه .. أو تؤيد وتنفي أخبار لم يأتك نبئها . اعمل على أن تكون مطلوبا لا متطفلا ، كالماء للظمأى ، يُطلب فيجود بقطرات قليلة تزيد السامعين عطشا ورغبة في المزيد .
حتى وإن أخطأت التقدير ذات مرة ، أو أحسست ـ ولو مجرد إحساس ـ أنك ربما تكون في المكان الخطأ ، أو بأنك تفوهت ما لا ينبغي لك أن تتفوه به أن تعود أدراجك سريعا ، وتعتذر في أدب ممزوج بالحياء .

فالناس بقدر ما تمقت المتطفل بقدر ما تقدر وتحترم وتحب الشخص الذي يمتلك شعورا يقظا ، وحسا مرهفا ، وشخصية عزيزة كريمة .

الجمعة، 13 يونيو 2008

عن الحب أتكلم 1


الحب حاجة روحية ، ومطلب قلبي ، فقلوبنا جميعا عطشى للحب الآتي من الطرف الآخر ..
كلنا ـ وبلا استثناء ـ نرنوا بأبصارنا إلى حيث يوجد المعشوق ، ونرسل قلوبنا محملة برسائل الشوق ، كي تخبره في حرارة أننا .. نحبه .
وهذا ليس بالأمر المستغرب ، فالحب مطلب فطري لا يمكن مناقشته ..
لكن الغريب حقا هو ذلك الرقي والفهم في تعامل الاسلام مع تلك العاطفة الحارة الملتهبة .
فلقد أعلن المُشرع ـ جل وعلى ـ أن الحب علاقة سامية جميلة ما دامت في إطارها النظيف الرائع ، وأعلن حبيبه صلى الله عليه وسلم : ( أن لا يرى للمتحابين إلا النكاح ) ، لترتبط القلوب برباط وثيق متين عفيف ، وتتباهى بحبها أمام العالم أجمع ، بلا خوف أو توتر أو اضطراب .
ولا يكتفي الاسلام بذلك بل ينفخ في تلك العلاقة من روحه السمحة الجميلة ، فيخبر الزوج أن إعالة حبيبته وحسن رعايتها ، وتفهمه لمطالبها واحتياجها دليل على حسن خلقه ، واكتمال مروءته ورجولته .
ويخبر الزوجة أن عشقها لزوجها ، ودورانها في فلك المحبوب أمر في غاية الأهمية ، ليس فقط في تنمية الحب ، بل في زيادة رصيد الحسنات والعلو في مراتب الجنة ..!
فلقد بين فقهاء المسلمين أن تزين المرأة لزوجها نوع من العبادة ، وطاعته سبب لنيل رضى الله ، ويقول الامام أبي حامد الغزالي ( من آداب المرأة ملازمة الصلاح والانقباض في غيبة زوجها ـ أي الرصانة والهدوء في غيابه ـ والرجوع إلى اللعب والانبساط ، وأسباب اللذة في حضور زوجها .

ويحكي الأصمعي أنه رأى يوما في البادية امرأة عليها قميص أحمر ، ويديها مختضبة بالحناء ، وتحمل سبحة تسبح بها ، فقال لها متعجبا ( ما أبعد هذا من هذا ؟!) ، فقالت له :
ولله مني جانب لا أضيعه وللهو مني والبطالة جانب
يقول ( فعلمت أنها امرأة صالحة لها زوج تتزين له )

اللعب واللهو والتزين والتغنج أمر تحصدين من وراءه الحسنات .. عجيب أمر هذا الدين أليس كذلك ! .

السبت، 7 يونيو 2008

بداية العد التنازلي ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مرحبا اخواني أخواتي ...
أعتذر لأصدقائي عن ندرة تواجدي معكم الفترة الحالية ، لانشغالات وضغوطات عدة ...
الفترة السابقة كنت مشغول بتجهيز كتابي الجديد ( أفكار صغيرة لحياة كبيرة) ، والحمد لله هيكون موجود في السوق في 20 من الشهر الجاري .
وفي حقيقة الأمر هذا الكتاب أبى عدد كبير من أصدقائي إلا أن يساعدني في إنهائه ، فالشكر بعد الله موصول لهم ..
أخي الرائع عبدالرحمن مجدي قام بتصميم الغلاف رغم انشغالة الشديد ، لدرجة ان إنهائه للبوستر كاد أن يؤخره عن اللحاق بطائرته المتجهه إلى أبوظبي .. شكرا يا عبدو جدا ..
صديقي مصطفى فتحي أنشأ للكتاب مدونة خاصة ، وجروب على الفيس بوك، وقام بنشاط دعائي رائع رغم امتحانات الدراسات العليا التي تشغله ... أشكرك جدا يا درش .
حبيبي شريف عرفه الكاتب الجميل ، قام بعمل تقديم للكتاب .. شكرا يا دوك .
أستاذنا محمد فتحي راجع الكتاب وقدمه كذلك رغم سفره المتكرر .. ووقته المضغوط .. أشكرك يا أستاذي .
حقيقي .. سعيد بكل من ساهم معي .. وأأمل أن أكون على قدر المسؤلية الملقاة على عاتقي .
هذل هو الشكل النهائي للكتاب .. أأمل أن يعجبكم الغلاف
وهذا الشكل النهائي للبوستر

***
أيام وتبدأ الامتحانات بالنسبة لي ..
لمن لا يعرف أنا أدرس في كلية الإعلام ( جامعة القاهرة) ، بالطبع تعليم مفتوح ..
أعتقد آن الأوان لنيل شهادة أكاديمية ، تقف بجوار الشهادات التدريبية التي تزين حائط مكتبي ، فلا زال هناك من يعبد الشهادة ذات الدمغات الست ، والتوقيع الأحمر ..
لذا فأنا غير موجود وحتى انتهاء الامتحانات ..

***

هذا بالاضافة إلى عملي الخاص ، ومشاكله التي لا تنتهي ..
لذا .. أراكم على خير

ع الهامش : لا زال برنامجي ( أحلى شباب) يذاع على قناة البدر كل يوم اثنين الساعة الخامسة ونصف عصرا .. رغم كل شيء ...
المدونة التي أنشأها مصطفى لكتابي الجديد : http://karimshazly.blogspot.com/
إيميلي : karim1924@hotmail.com


الأحد، 1 يونيو 2008

سألوني


موقع الأسد نت ، شرفني باتاحة الفرصة للرد على تساؤلات بعض الإخوة الأكرام ..

أحببت أن أسجل هنا بعضها ,, مع تسجيل شكري الخالص لهم على الثقة التي أولوني إياها ..



مرحبا أخي الفاضل ...
.. شكرا لتفاعلك وترحيبك الحار وأجيب على سؤالك حول أهمية أن يتمتع المرء بشخصية جذابة ، بأن هذا الأمر يحتل أهمية قصوى اليوم ، فلا زالت مدارس علم النفس تؤكد على أن الجاذبية الشخصية والتفاعل الايجابي مع الآخر أحد أهم عوامل سعادة المرء في الحياة ، وفي استقصاء قامت به جامعة هارفرد في الولايات المتحدة الأمريكية على الشعب الأمريكي حول العامل الأول لسعادة الانسان جاءت العلاقات الاجتماعية الناضجة على رأس القائمة .

ولعل المدهش أن المال جاء في المركز الخامس ، مما يعطينا مؤشر على احتياج المرء في زمن المادة إلى اللمسات الانسانية والاجتماعية .

ولعل مصطلح الذكاء الاجتماعي ، ومدرسة إدارة الانفعالات والمشاعر الذي فجرها دانيال جولمان ، والتي أوضح فيها أن ادارة المشاعر أحد أهم أسباب نجاح المرء لا في حياتة الاجتماعية فحسب بل في حياته العملية والمهنية أيضا دليل على أهمية أن يتمتع المرء بشخصية جذابة طمعا في السعادة والهناء .

أضيف بعداً آخر كوني رجل مسلم ، وهو أن الإسلام اليوم لم يؤتى من قبل شيء ، قدر إتيانه من قبل سلوك أبنائه ، فضيق الأفق ، والعصبية ، وعدم قبول الآخر ، أصبحت ملصقة بالإسلام على الرغم من أن الإسلام هو ـ يقينا ـ دين السماحة والحب وفيه أبلغ الشواهد على احترام الآخر والتفاعل الايجابي مع كل البشر .

ولن يجدي أمام هذه الحملات تنظير حيث أنا لا نملك العدة لذلك ، ولو ملكناها فإن العقل الحديث لا يرتاح لنغمات الدفاع والتبرير ، إنما الرد الصحيح سيكون في إثبات أن المسلم شيء مختلف ومتميز .

ردنا عليهم بأن نعطي من أنفسنا القدوة ، وأن نملك زمام القلوب ، فنعقد عليها من محبتنا ، ومحبة الرسالة التي نحملها .وقديما قال الحكيم العربي ( فعل رجل في ألف رجل ، أبلغ من قول ألف رجل لرجل )

* * *

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..شكر الله لكم ترحيبكم الطيب .. وأسأل الله لكم التوفيق الوسداد الأخت الفاضلة / منى والسؤال : كيف تصبح الواحدة منا شخصية جذابة على الصعيد العائلي ؟

كلنا نظن أن الشخصية الساحرة الجذابة ، هي ساحرة جذابة للغرباء فقط ، ونُهمل أن من يبقوا معنا أكثر أوقات حياتنا هم أجدر الناس برؤية الجانب الخير والمشرق من نفوسنا .ويجب على الزوجة ـ من وجهة نظري ـ كي تكون جذابة ، أن تنتبه جيدا لبعض النقاط الهامة ، يأتي على رأسها تفهم طبيعة الزوج ، وخصائصه النفسية ، فالرجل والمرأة يختلفان في تكوينهما النفسي كما يختلفان في تكوينهما الجسدي ، وإن كان الاختلاف الجسدي يظهر للعيان فالاختلاف النفسي يحتاج إلى علم ودراية .. وتأمل .

الزوج ـ أو الرجل بشكل عام ـ يثيره دائما من يداعب رجولته ، ويحترم خلوته ، ويقدر ما يفعله .الزوجة الجذابة هي التي تُشعر زوجها أنها ، رغم ما تملك من علم أومال أوحسب إلا أن فخرها الأول أنها زوجته .

الزوجة الساحرة هي التي تعرف مفاتيح الرجولة لدى زوجها ، وتتفهم احتياجاته العاطفية والجسدية .على العكس من هذا فإن الزوجة التي تظن أنها امتلكت زوجها ، وأن التزين والتطيب والتجمل ، ومحاولة إثارة وإرضاء زوجها أشياء قد مضى زمنها ، تماما كالمذاكرة بعد انتهاء الامتحان ، هي زوجة تدفع حياتها الزوجية إلى التعاسة .

ـ سؤال ثان : كيف أنمي صفات الذكاء الاجتماعي عند أبنائي ؟

وهذا أمر شرحه يطول ، لكنني أطمح في اختصاره حين أقول ( يجب أن يتمتع المربي بفطرة سليمة كي يُخرج نشء معافا نفسيا ) .

يجب أن نتخلص نحن ابتداء من كثير من موروثاتنا الاجتماعية الخاطئة ، ونؤمن بأهمية التربية وبأنها ـ لا غيرها ـ سبيل تقدم الأمة ونهضتها .

حينها سنكون قد فعلنا الكثير .فإذا كان الذكاء الاجتماعي يدعونا لفهم أنفسنا وسلوكنا ، وتفهم نفسية الآخر وسلوكه ، فإن أهم ما يجب أن نقدمه لأبنائنا هو أن نسمح لهم أولا في التعبير عن مشاعرهم ، وتقويم انفعالاتهم النفسية إذا ما عراها جنوح بلطف وتودة ، إن أكثر ما يصنع خللا لدى بناء أبنائنا النفسي هو أن يكون تعاملنا معهم مبنيا على ردود الأفعال ، لا الانفعالات التربوية المنضبطة .

فليس هناك ساعة نطلق عليها ساعة تربية ، نستدعي فيها الطفل كي نعلمه الصواب ونحذره من الخطأ ، بل إن الطفل يتعلم من سلوكنا الظاهر أمامه ، إننا يجب أن ننتبه إلى أنفسنا إذا أحببنا أن نُخرج نشء صالح .

ثم يأتي بعد ذلك دور التعليم والتقويم ، من خلال تشجيع الطفل على التعاطف والاهتمام بالآخرين ، وإظهار الحب والتقدير لهم . وبث منظومة الأخلاق الحسنة ، والتنفير من الصفات السيئة .

من الأهمية بمكان تعويد أبنائنا الانخراط الايجابي في المجتمع ( مع أصدقائه) ، وتعريفه كيف ييشارك الآخرين مشاعرهم ، كيف يسعد معهم ، ويواسيهم حال حزنهم .والأمر لا تختزله إجابة من أسطر معدودة .. أأمل أن أكون وفقت ..

* * *

أخي مصباح : عليك من الله السلام ..سؤالك : لو قيل لك عرف الإبداع في جملة ماذا كنت ستقول ؟

والإجابة : الإبداع هو أن تخرج من عباءة المألوف ..!!

ـ كلنا نظن أن الإبداع أخي هو أن نخترع شيئا خارقا ، على الرغم من أن الإبداع في حقيقة الأمر من الممكن أن يكون أبسط مما نظن ، إن طرح القديم بشكل جديد هو نوع من الإبداع .

إن تبسيط المعقد لون من ألوان الابداع .إن إضافة لمسة جميلة على شيء مألوف هو إبداع ..

وفي حقيقة الأمر فكلنا مبدعين ، لكننا لا ندرك كنه الإبداع وحقيقته .

سؤال ثان : ولو طلب منك جرد أهم المواقف التي تعلمت منها الكثير في حياتك ؟

لعل من أعظم نعم الله على المرء ، أن يرزقه الجلوس بين يدي العظماء ، فينهل من فضلهم ويتعلم من أدبهم وأخلاقهم ، ولقد يسر الله لي مقابلة كوكبة من الأساتذة الأفضل ، غرس كل منهم في وجداني شيء ، سواء بكلمة عابرة ، أو موقف .

ـ أذكر أن الدكتور علي الحمادي ـ حفظه الله ـ قال لي يوما ـ ولعله رأى في ميلا للزهو ـ يجب على المرء منا أن يدع أعماله تتحدث عنه ، فهي أفصح منه لسانا ، فتعلمت من وقتها كيف أصمت لأفسح المجال لعملي كي يتحدث ويعلن عن نفسه .

ـ سألت الدكتور زغلول النجار يوما عن حادث وفاة ابنه وابنته في حادث سيارة وهم في زهرة الشباب ـ وهما وحيداه ـ فقال لي بابتسامة ملؤها الرضى : ( الله يا بني أخذهما كي لا يشغلني شيء عن دعوة الناس إليه ) ، فتعلمت من وقتها كيف أن الإيمان الحي يفعل في نفس المؤمن الكثير .

ـ كنت أنا والدكتور عمر عبدالكافي حفظه الله في أحد الفنادق الكبرى ، وتعرضنا إلى موقف سخيف من إدارة الفندق ، ورغم اعتذار إدارة الفندق لنا إلا أن الشيخ أصر على أن يكون هناك موقف رادع تجاه من أهاننا .. وقد كان .

ثم همس لي الشيخ بعدها ، والله لولا خوفي من أن يلصق بأبناء الدعوة الإسلامية أنهم دراويش مهضومي الحقوق لما وقفت برهة أطالبهم بالاعتذار ... حينها تعلمت أن المسلم الحق يجب أن يكون قويا ، وألا يدع حقه يُنهب ، أو يعبث عابث به ، وأننا يجب أن نُخبر العالم أننا حين نصمت فهو صمت نستمده من طيب الأصل وكرم الخلق ، لا لكوننا ضعفاء قليلي الحيلة ... لك تحياتي

* * *

مرحبا : Basim وحياك الله ..وسؤالك : ما مدى تأثير كلا مما يلي في تعديل السلوك و إكساب الصفات :القدوة الحسنة , الأوامر المباشرة , الثواب والعقاب .

القدوة الحسنة هي أصل التربية ، فالأبناء يتعلمون من المحاكاة والتقليد ، ولا يمكن أن نروي أبنائنا قول الكذب والزور ونريهم من أنفسنا أمثلة على الغش والخداع وننتظر منهم أن يكونوا أبناء صالحين ، يقول د. مصطفى السباعي في كتابه ـ هكذا علمتني الحياة ـ : "الولد مفطور على حب التقليد، وأحب شيء إليه أن يقلد أباه ثم أمه، فانظر كيف يراك في البيت معه ومع أمه، وكيف يراك في المعاملة معه ومع الناس"فقدرة الطفل على الالتقاط -الواعي وغير الواعي- كبيرة جدا، أكبر مما نظن عادة ونحن ننظر إليه على أنه كائن صغير لا يدرك .إننا مهما علمنا الطفل كيف يكون صادقا ثم رآنا نكذب أمامه ـ ولو مرة واحدة ـ فستتحطم قيمة الكذب لديه .ولذلك نرى عتبة بن أبي سفيان يوصي مؤدب ولده: "ليكن إصلاحك ابني إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح ما استقبحت". الأوامر المباشرة : لا تصنع أبطالا ، ولا تنشئ عقولا تهوى التحليق والانطلاق .فإذا أراد الواحد منا أن ينجب أبناء عاديين ، مكررين ، لا يتمتعون بأفق واسع ، أو حرية في التفكير ، فعليه أن يبدأ من الآن في إصدار فرمانات و أوامر المباشرة .كما أن إلقاء الأوامر بكثرة تساعد على تكون المقاومة لدى الطفل، فطفلك مثلك لا يحب الأوامر المتتالية والتي تحد من حريته، ونراه يلجأ مع كثرة الأوامر إلى العصيان والتمرد

الثواب والعقاب : سياسة ربانية قبل أن تكون طريقة بشرية ، فالجنة والنار هما ثواب وعقاب الكبار ، فمن الأهمية بمكان أن يدرك الطفل أن ليس كل الأمور سواء .يجب أن يدرك جيدا أن للطاعة ثمن ، كما أن للعصيان ثمن .وأن للتميز ثمن كما أن للفشل ضريبة .حينها لن يكون لديه الضدان سيان .. .. والله أعلى وأعلم ..


* * *


سؤال أخانا : هل لحالة ألإحباط العامة التى تعيشها شعوبنا من حل علمى وعملى؟؟؟(جلد الذات) أو السادية الإجتماعية و التشكك فى كل ما هو اسلامى من تاريخوحاضر و مستقبل هل هذه حالة عابرة ام تراها قد تجذرت ؟؟؟؟؟

ـ أولا أخي الكريم من يراقب منحنى التاريخ الإسلامي يدرك جيدا أننا في مرحلة هامة وحاسمة ، وتحتاج منا إلى كثير جهد وتعب ، فبعد التخبط وفقدان الاتزان التي انتابت المجتمعات الاسلامية إبان سقوط الخلافة الاسلامية ، وظهور كثير من الحركات الاسلامية ومحاولتها إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، ثم الحرب الشرسة التي شُنت على كل ما هو إسلامي مستغلة بعض الأخطاء التي وقع فيها الاسلامين جراء حماستهم واندفاعهم ، جئنا إلى زمن أصبحنا أكثر وعيا بمشاكلنا وهمومنا ً ، أصبحنا أكثر قدرة على قراءة الخريطة العالمية ومعرفة موقعنا بالضبط .

إن أحد أسوء المشكلات التي انتابت العالم الاسلامي في القرن السابق ، هي مشكلة عدم توصيف الخلل ، وبالتالي التخبط في وصف العلاج .إن أي مسلم اليوم يدرك جيداً أنه أمام تحدي كبير ، أصبحنا نعرف من عدونا وننظر إليه على أنه عدو ، صرنا أكثر وعيا بالجرح الذي ينزف منا ، أصبحنا نتألم حينما يتعرض جزء منا إلى اعتداء .إنني أرى ـ وهي وجهة نظر خاصة ـ أن المسلم اليوم أصبح أكثر وعيا من مسلم القرن السابق .

وحتى لا ندخل في دائرة التنظير ، فإنني أدعي وأؤكد أن واجب كل منا كي نرتقي بهذه الأمة ويُخرجها من حالة الضعف التي تنتابها ، هي أن يهتم كل منا بالجزء الصغير الذي وكله الله سبحانه وتعالى به ، من المهم أن ندرك أن كل موقع يحتله واحد منا هو ثغرة من ثغور الإسلام، وأنت وضميرك فإما تعلوا بالمهمة التي تقوم بها لتعلوا بك الأمة ، وإما تتراخى في أدائها لتكون نفرا من الذين جعلوا أمتنا عالة على غيرها من الأمم .

تعال ننظر إلى إسرائيل ، ذلك النبت الشيطاني الذي لا يتعدى عمره نصف قرن ، إسرائيل اليوم دولة قوية بكل المقاييس ، لماذا .. تعال وانظر لقول (بنجوربون) وهو يضع الخطة لأقامة إسرائيل فكان يقول : إن إسرائيل لن تقوم بناء على قرار تصدره المنظمة الصهيونية العالمية، ولكننا سنبنيها لبنة لبنة، سنضم البقرة إلى البقرة والمزرعة إلى المزرعة والمصنع إلى المصنع والجامعة إلى الجامعة، وبذلك وحده يصبح لنا دولة بما تعنيه الكلمة .تعال نضع الكف في الكف .. ويلتفت كل منا إلى الثغرة التي أوقفه الله جل اسمه عليها ، ويقرر أن لن يؤتى الإسلام من تلك الثغرة.. حينها سترتفع الأمة وتخرج من حالة ( الإحباط العامة ) على حد قولك ...جزيت خيرا ..


* * *


الفاضل / علي أحمد سؤال حول الشخصية المحببة هل تختلف رؤيتها بين شخص وآخر أي حسب مقاييس كل مرء .. ؟

ـ لدى كل منا قائمة بالصفات التي يحب أن تتوفر في الآخر كي نسمه بالشخصية المحبوبة ، قد نختلف في صفة أو صفتين ، لكننا لن نختلف حول بعض القواسم الرئيسية مثل : رحابة الصدر ـ قبول الآخر والتآلف مع النقد ـ عدم الغضب والعصبية ـ عدم احتكار الحق وتهميش قول ورأي الآخر .. وغيرها من الصفات التي إذا كان لدى أحدننا خللا فيها فيجب أن يعالج وإلا سينفر منه الآخر .إن الشخصية الساحرة ليست شخصية خيالية لأنها ليست شخصية معصومة .فكلنا نغضب ، ونخطئ ، وتزل أقدامنا ..

لكن هناك صنف يكون الغضب والخطأ والزلل جزء من حياته وسلوكه .. وشخص آخر ينيب ويرجع ويعتذر إذا ما أخطأ في حق أحد ، أو ذهبت به قدمه في أرض الزلل .

ما أريد قوله أن الشخصية المحبوبة تمتلك معتقدات وثوابت طيبة ، تستطيع أن تحوذ على إعجاب الغالب الأعم من البشر على اختلاف أذواقهم وميولهم ، وبالطبع لا يوجد من يحوذ على إعجاب الجميع ، ولن يتفق البشر على شخص مهما كان ..لك حبي واحترامي

* * *


الأخت / عاشقة الصباح سؤال حول من يريد ان ينصب نفسه صاحب شخصية قوية ومؤثرة ولكن تنقصه بعض الصفات كالحلم والصبر والكلمة الطيبة والهدوووء كما انه يحب ان يكون قوله هو المأخوذولو كانت كلامه ينقصه بعض المصداقيه ويتخلله الخطأ .فما نصيحتك القيمة للتعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص ؟؟

ـ هؤلاء كثر للأسف ـ نسأل الله ألا نكون منهم ـ والبلية الكبرى أن من يعاني هذه المشكلة لا يدري بأن لديه مشكلة .ويختلف الأسلوب الأمثل للتعاون مع أمثال هؤلاء باختلاف أنماطهم وطبيعتهم ، فهناك من يجب أن نبين له بإسلوب غير مباشر الخلل الذي لديه ، وهناك من يجب أن نصارحه بحقيقة بلواه بأدب وهدوء .

إننا أختي الكريمة لسنا قضاة نحاسب البشر ، بل دعاة خير وهداية ، وتعاملنا مع المخطئين ـ مهما عانينا منهم ـ يجب أن يتسم بالروية والحب ، إن الآخر إذا ما شعر منا بالإخلاص والصدق استجاب إلى ما نريد .

لا أنكر أن هناك صنف لا يقبل التغيير ، وكأن شخصيته الصلبة قد قدت من مرمر أو صخر ، لكننا لا نملك لهم إلا النصيحة الطيبة الخالصة ,, والأجر في الحالين ـ سواء استجاب أو رفض ـ مكتوب عند الله تعالى .فلا تملي من النصح الهادئ .. واستدعي النية ، واحتسبي جهدك عند الله ..أعانك الله ..
* * *
أعود إلى أسئلتكم الطيبة وأخانا مصباح والسؤال :بماذا تنصح المربي الذي يريد النجاح في رسالته التربوية في عصر كثرت فيه الفتن ؟

ـ أخي الكريم إن التربية لون من ألوان الكدح المكتوب على الإنسان أن يكدحه ، لكنه كدح رائع لأننا نرى ثماره اليانعة بين أيدينا ، ونراقب تطورها ونموها يوماً بعد يوم .

إن أكبر التحديات التي نواجهها اليوم هو تحدي تغيير القيم والمعايير التي يتم تقييم المرء على إثرها ، فقبل أعوام ليست بالكثيرة ـ على حد قول أستاذنا عبدالكريم بكار حفظه الله ـ كان المرء المحبوب الرائع هو انسان ( طيب ـ إبن حلال ـ صاحب خلق وعطاء) لكنه صار اليوم وفي عصر ( التجارة ) هو ( الناجح ، الذي يعرف كيف يكسب من اللاشيء ، الصاعد في مجال الأعمال كالسهم ) ، بتغير هذه المعاني تغيرت كثير من القيم والقواعد لدى معظم البشر ـ إلا من عصم الله ـ وأصبحت مفردات الشطارة والفهلوة ، واقتناص الفرص ، هي السائدة والمسيطرة ، وبالطبع تأصلت في المجال التربوي .فكيف سنربي أبنائنا على الأخلاق السامية ، وتنمية قيم الصدق والأمانة والكرم لديهم ، في زمن صار ينظر إليها على أنها عوائق في سبيل تقدم المرء ورقيه في المجال الشخصي والعملي .

إن الحل أمام هذه المعضلة بعد عون الله وتوفيقه هو غرس قيمة الآخرة في نفس الطفل ، وتربيته على أن يضحي بالعاجل الكبير من أجل الآجل الأكبر ، على أن يزدري اللذة المختلسة والمكسب الذي تشوبه شائبة من أجل مرضاة الله .

الحل إخواني الكرام في زمن المغريات والفتن ، هو أن نحمي أبنائنا بدرع الأخلاق والفضيلة ، وأن نخبرهم بطبيعة التحدي كي لا يصابوا بالتشتت والانقسام إذا ما رأوا أن من يتخلى عن قيمه يكسب ويربح ، نعرفهم أن للحياة خيارين ، خيار عاجل آني وفاني في الوقت ذاته ، وخيار هناك لدى رب الأرض والسماء باق أبدي .

والموفق من وفقه الله ..


* * *


الأخت أمل: سؤال حول كيف يستطيع المرء منا ـ العادي على حد قولك ـ أن يتميز ، خاصة إن كان امرأة ، ويواجه بجيش من المثبطين المحبطين ؟

.وأجيبك أختي الكريمة بأننا جميعا بشر عاديين ، إذا كان مفهوم ( العادي ) هو أننا نمتلك جميعا ( يدين وقدمين وفم ) ، كما أننا جميعا نمتلك 24 ساعة في اليوم .

وأضيف أختي الكريمة أننا جميعا ، نواجه في جميع مراحل عمرنا أشخاص يحاولون هدمنا وتثبيطنا ، ومنعنا عن المضي قدماً من أجل تحقيق غاية طموحنا وأملنا .لكننا ـ يقينا ـ لسنا سواء أمام الاستغلال الأمثل للقدرات ، ولسنا كذلك سواء في استغلال الأوقات والأعمال .لسنا سواسية أخيتي في تعاملنا مع من يريد هدمنا والغناء فوق أطلالنا بصوته الجنائزي الكئيب .

إن أي إنسان أختي الكريمة قادر على التميز ، وهذا كلام واقعي ليس فيه شبه خيال أو مثالية .يقول المثل الاميركي ( غراب أبيض واحد ، كاف لنفي مقولة أن كل الغربان سوداء ) ، فما دام هناك من فعلها ، فكلنا نستطيع أن نفعلها . لكننا إذ نُقرب العدسة أكثر ، ونقول أن الوضع بالنسبة للمرأة يختلف ، فلا أملك إلا أن أجيب ( نعم يختلف ) ، فلا زالت المرأة في بعض الأرجاء لا تملك المساحة التي تستحقها من الحرية .

لا زالت مقيدة ببعض سلاسل العادات والتقاليد الغابرة .

إنني إذ أقلب ناظري وأقرأ عن مناقب ( خديجة ، وفاطمة ، وزينب ، وعائشة ) رضوان الله عليهن ، أتعجب كيف أن الإسلام ارتقى ليصنع للمرأة تاريخاً ، وجئنا نحن لنؤكد أن تاريخها هو المطبخ ، وسجل إنجازتها هو خدمة الزوج .وبالرغم من إيماني الكامل أن أعظم إنجازات المرأة يكون داخل بيتها ، وأنها ـ وحدها ـ الأجدر بتربية أطفال هذه الأمة التربية الفاضلة ، إلا أني أرى أن لها مكان في ساح المجتمع كبير جدا ، وأننا سنظل نتكئ في عرج واضح ، ما دامت المرأة بعيدة عن العمل المجتمعي .

أعود لسؤالك وأقول : فتشي أختي الكريمة بداخلك جيدا ، كي تضعي إبهامك على ما يميزك ، اكتشفي موهبتك ، وحاولي تنميتها ، حاربي من أجل الوصول إلى ما تريدين ، خالطي الناجحات ، إقرأي كثيرا .. تأملي أكثر .لا تستمعي لمن يريد هدمك ، حتى لو كان أقرب المقربين لكِ .وصدقيني أختي الكريمة إن العالم ينحني في النهاية .. لمن يصمم أن يبلغ غايته .وليكن لك مع الله شأننا .. فكلما على شأنك مع الله .. كان وصولك لما تريدين أيسر مئونة .والله أعلم ..