الخميس، 30 أكتوبر 2008

حماقــــة الحب ..!


هناك دائمًا مرة أولى لارتكاب أي حماقة .
وزواجي يا سيدي كان هو حماقتي الأولى في هذا المجال !
بهذا الاعتراف بدأ الزوج حديثه معي، ثم قال معقبًا : بالرغم من ضرورة أن نتعلم من أخطاء الآخرين، فالزواج من نوع الأخطاء التي يجب أن تذوق مرارة ندمها بنفسك، ومهما أخبرك الآخرون عن خطورته فالغرور يجعل كل واحد منا يظن أنه سيكون الاستثناء الذي سيخرج على القاعدة!!.
عندما قررت الزواج كنت أرى حبيبتي أرق من نسيم الصباح ، ألمح في عينيها شحنة أمل تكفي لإعمار الأرض بأكملها، حينما كانت تبتسم تخرج الطيور من أعشاشها ظانة أن الشمس قد أشرقت وأن موعد الغناء قد حان .
ولا أدري ما الذي حدث بعدما ضمنا بيت واحد، وصرنا شركاء فراش، لم تعد هي هي ، وأنا ـ كما أخبرتْنِي ـ لم أعد أنا !! .
إنها على ما أعتقد .. لعنة الزواج !! .


* * *

مـــراحل الحـــــب لسبب أجهله يظن المرء أن انبهاره بحبيبه سيظل حيًا مشتعلاً، منذ النظرة الأولى، وحتى آخر العمر ، وأي شيء يخالف ذلك فمعناه أن الحب يخفت و يختفي .. ويموت!.
ومع أن للحب أطوارًا ومراحل، فإننا نتجاهل هذا، ونحاول بشتى السبل أن نتعلق بأعلى نقطة في منحنى الحب ، ونأبى التماشي معه ومسايرته.
نرفض أن نواكب تطورات الحب، وأن نتعامل معه بشكل عملي .

أطوار الحب :

تعال لأخبرك بخطة الحب كاملة، بدءً من اللحظة التي خفق فيها قلبك بشدة معلنًا أن ما كنت تنتظره قد حدث، إلى تلك اللحظة التي حمل فيها المأذون أوراقه بابتسامته المشفقة التي تخبرك ـ وأنت غير مدرك! ـ أن موعد رجوعك عن الحماقة قد فات!.
المرحلة الأولى :عندما يطرق الحب باب قلبك تلك اللحظة التي نفتح له الباب على مصراعيه وندعوه للدخول، نرى الحبيب حينها أشبه ما يكون بالملائكة، نرفض أن نراه بشريًا، فهو المخلص، الحنون، الرقيق، الذي لا يُضمر سوءً أو شرًا لأحد، ولا يُخطيء أبدًا!.
يصف المفكر و الروائي الفرنسي "مارسيل بروست" هذه المرحلة بأنها "مرض الحب"! لأنها تثير في أعماقنا صراعًا بين ذكائنا الواعي وإرادتنا الوضيعة ! ـ على حد قوله ـ ففي لحظات التعقل القليلة نستطيع أن نرى من نحب كما يراه الآخرون على حقيقته، وفيما عدا هذه اللحظات فنحن نعجز أن نراه إلا متأثرين بمشاعرنا تجاهه أو رغبتنا فيه، فلا نعرف على وجه الدقة هل هو جميل أم قبيح، نبيل أم مخادع، وكل ما نعرفه أننا في حاجة إليه وهنا يكمن سر مرضنا.
ما إن نرى الحبيب حتى تضطرب درجة حرارة أجسادنا، نشعر بأحشائنا وهي ترفرف، يخفق القلب بشدة ، ويتملكنا شعور لذيذ غريب ونحن نراه مقبلاً يتهادى في دلال .

المرحلة الثانية :محاولة إغلاق القلب عليه عندها نعمل جهدنا لاستدعاء الشواهد والبراهين التي تؤكد أن هذا الحبيب ـ دون كل البشر ـ هو من يبحث عنه القلب منذ أن خفق لأول مرة، في هذه المرحلة نكون على استعداد لتحدي العالم أجمع إن شعرنا بأن هناك ثمة محاولة لإخراج من نحب من بوابة القلب.
نحاول وقتها البحث عن الأمور المشتركة ( الهوايات ـ الأيديولوجيات ـ التعليم ) ونعمل على تأطير الحسنات وتكبيرها، مع غض الطرف عن السلبيات ومحاولة إخفائها حتى لو عن أعيننا نحن !! .

المرحلة الثالثة : استبصار المحبوب وفيها يطرق العقل باب القلب ويدخل عنوة ليجلس على طاولة الحب ويدلي بدلوه في أمر هذا المحبوب، هنا يقول القلب : "حبيبي أحن من في الوجود، فيرد العقل في هدوء : لكنه عصبي!"، ينفعل القلب مؤكدًا أنه جميل كالبدر ، فيخبره العقل بأنه متردد، يحاول القلب إثبات أنه رومانسي ، فيجيبه العقل بأنه لا يملك قوت يومه ، وليس لديه ما يقيم به بيتًا !".
بعد هذه المجادلات ينتهي الأمر إما بانتصار العقل أو فوز القلب، إما بهيمنة المشاعر أو امتلاك المنطق زمام الأمور .

قصص حب كثيرة تنتهي عند هذه المرحلة، خاصة إذا كان العقل والمنطق يؤكدان على أن الظروف ليست مثالية للارتباط، وقد ينفطر فؤاد المرء ويبكي دمًا، حتى وإن كان هو نفسه صاحب قرار الانفصال.
إن التوازن في هذه المرحلة جد مهم، ويجب أن يختار القلب ويؤيد العقل، وألا ينفرد أحدهما بإصدار قرار ربما يتحمل الجميع تبعاته فيما بعد .

المرحلة الرابعة :إغلاق باب القلب .. وباب البيت هذه المرحلة الأخيرة، والتي يتم فيها توثيق العلاقة بوثاق أبدي، لقد تزوجتما وستستمران متجاورين حتى آخر العمر، أصبحتما كيانًا واحدًا، وهذا منتهى أمل كل عاشقين على وجه الأرض .

ولكــــن .. دائمًا ما تحدث صدمات، كصدمة صاحبنا الذي يرى الزواج أكبر حماقة ارتكبها في تاريخه وأخطرها أثرًا!.
تحدث هذه الصدمات في الغالب حينما يرفض أحد الزوجين ـ أو كلاهما ـ التعايش مع مراحل وأطوار الحب بالشكل المنطقي الملائم، فيظل أسيرًا لمرحلة النظرة الأولى بكل سحرها وقوتها، ومع أنه قد أصبح في طور المسئولية، إلا أنه ـ بحجة الرومانسية ـ يحاول العيش في هذه المرحلة وحدها!.
ولا يمكن أن تظل الأمور على حالها الأول بالطبع، والحب لم يذهب كما نظن لكنه تطور وغيّر جلده ليناسب المرحلة الجديدة، وبدلاً من أن يكون في ارتعاشة اليد وخفقان القلب وحسب، صار دافعًا للعمل والجد والكفاح من أجل توفير حياة كريمة لمن نحب، وتضحية وإيثارًا لشريك العمر.



إن الزواج يصبح حماقة كبرى لهؤلاء الذين لا يدركون كنه التطورات التي تنتاب القلب، والمراحل التي يجب المرور بها من أجل الحياة مع من نحب .
لعلك تدهش من قصص الحب المشتعلة التي تنتهي بالزواج ويظن الجميع أن قد دانت الجنة لكلا العاشقين، فإذا بهما يفجعانك بعد سنوات قليلة ـ وربما أشهر !ـ بخبر انفصالهما .
هل ما ذكرناه يعني أن الرومانسية تنتهي بانتهاء المرحلة الأولى، وأن الزواج يصبح خاليًا منها ؟ .


قطعًا هذا غير صحيح، الرومانسية تظل في القلوب على الدوام ما دمنا حريصين على الاعتناء بها، واستشعار مسئوليتنا تجاهها، لكن ما أقصده أن المرحلة الأولى للحب تكون بطبيعتها ساحرة، خاطفة، مبهرة، يساعد على استغراقنا فيها عدم وجود مسئوليات كبرى يمليها هذا الحب، أما بعد الزواج، فنحن قادرون على الحفاظ على هذا الحب حيًا منتعشًا على الدوام ولكن برزانة وحكمة أكبر، فهو يحتاج ـ كي نحافظ عليه ـ لامتلاك رؤية واسعة تؤهلنا لكشف أطوار الحب ومعرفة أين نحن بالضبط منه، والأهم من ذلك ما الذي يلزمنا فعله كي نتعامل بشكل ملائم مع كل مرحلة

الأحد، 19 أكتوبر 2008

لماذا لا ننظر في داخلنا أولا ..

الإنصاف .. الغائب
كان الخبّاز يشك في الفلاح الذي يزوده بالزبد المستخدم في مخبوزاته، فأخذ يراقب وزن الزبد يومًا بعد يوم إلى أن تأكد من شكوكه، فذهب إلى الشرطة التي أتت بالفلاح الوَجِل، وبمواجهته باتهام الخباز، اعترف الفلاح بأنه لا يملك ميزانًا يزن به الزبد، لكنه كان يستخدم كفتين، يضع في إحداهما رغيفًا من الذي يشتريهم من الخباز والذي يُفترض أن وزنه رطلا حسب ما يدعي، وبالتالي فإن المشكلة تعود إلى الخباز الذي غش في وزن الخبز ، فانعكس ذلك بالتالي على وزن الزبد!.

ونحن نرى ملامح هذه القصة في حياة كثير من الأزواج والزوجات، حيث يشتكي الواحد منهم من شريكه ويطيل في شكواه ، يعرض عيوبه ويُفردها ، دون أن يتطرق أبدًا لعيوبه هو ومشاكله .
وربما كان هو أصل المشكلة ومنبعها .
ينتقد شريك عمره، ويتفنن في إظهار أسوأ ما فيه، ولا يلتفت إلى نفسه وكأنه المُبرأ من كل عيب!.
أحد الأدباء شبه عين الناقد بأضواء السيارة، فهي تكشف الآخرين فقط وتُظهر ما لديهم ، لكنها لا تتوجه إلى الداخل أبدُا لتضيء جنباته!.


ولعلك قد قرأت من قبل قصة ذلك الطفل الذي أغضب أمه ، فوبخته ، فسار إلى أن وصل لمنطقة الجبال على أطراف بلدته، فصرخ موبخًا نفسه بصوت عال : "أنت غبي"، فسمع صوتًا يرد عليه "أنت غبي"، فتعجب من هذا الشخص الذي يسبه دون سبب، فقال له :" بل أنت الوقح" ، فرد عليه الصوت مرة أخرى :" بل أنت الوقح "، فذهب إلى أمه حزينًا مهمومًا ، فاعتذر لها عما فعله، ثم قص عليها قصة ذلك الطفل الوقح الذي يختبئ في الجبل ويسبه دونما سبب، فابتسمتْ أمه وأخذته معها إلى الجبال مرة أخرى، وقالت له : "قل أنت جميل!"، فقالها، فإذا به يسمع صوتًا يرد عليه :" أنت جميل"، فقالت له :"قل ..أنت رائع"، فقالها، فإذا به يسمع صوتًا يرد عليه :" أنت رائع"، فقالت له الأم بعدما رأت البهجة تطل من عينيه، ليس هذا سوى صدى صوتك يا صغيري، عندما تكون حانقًا، تخرج حنقك على العالم دون أن تدري، فيقابلك حنقًا بحنق، فتحزن وتغضب وتظن أنه قد تجرأ عليك وأهانك ، لكنك لو أخبرته بأنه جميل ورائع فسيرد لك الكلمة بمثلها ، وفي كل الأحوال فأنت أساس وسبب ما يعود إليك!.

هذه القصة الرمزية البسيطة قد نحكيها لأطفالنا لنعلمهم معنى أننا مسئولون عما يعطيه العالم لنا، وأن أفعالنا تعود علينا .
لكننا ـ نحن الكبار ـ نحتاج أن نقف عندها متأملين لنستوعب كيف أننا كثيرًا ما نلوم الطرف الآخر لأنه عاملنا بالأسلوب الذي تعودنا أن نعامله به!.
وأن سلوكه السلبي كان منبعه سلوكًا ذاتيًا سبّب له الألم والحنق والغضب .
نحتاج أن نحمل مصباح الضمير بين وقت وآخر، و نغوص إلى الداخل فننقب على عيب هنا فنقوّمه ، ومرض هناك فنعالجه.


رسولنا صلى الله عليه وسلم ينبهنا إلى مشكلة في غاية الأهمية والخطورة نقع فيها ونحن نتعامل مع الآخر، يقول صلى الله عليه وسلم : "يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه ".

والقذاة هي الأتربة البسيطة ، والجذع هو قطعة خشب كبيرة، فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يعيب على كل شخص غير منصف معايرة لشخص آخر بعيب بسيط وهو نفسه مبتلى بما هو أكبر وأخطر وأشد!.
ينهى صلى الله عليه وسلم عن الوقوع في جريمة ( عدم الإنصاف ) ، والتي تدفعنا إلى جلد الآخر على خطأ ربما نكون نحن أشد منه مواظبة على ارتكابه!


فانتبه يا صديقي ولا تُقم المحكمة وتُدين الآخر وأنت في الحقيقة المتهم والمدان .
حاذر من أن تلوم الآخر على غش الزبد وأنت الذي سممت ميزانه وأفسدت رمّانته .
توقف قليلا قبل أن تنثر عيوب شريكك لتحاسب نفسك وتقيمها .
وتعلّم أن تنظر بداخلك أولا قبل أن تيمم وجهك شطر الطرف الآخر .

الخميس، 9 أكتوبر 2008

الانتقام .. فن

تعلـــــم الانتقـــــام



إذا ما هُزمت يوما في معركة من معارك الحياة .. فيجب أن تنتقم ..!
إذا ما سبقك أحدهم نحو غاية كنت ترنو إليها .. فأنصحك أن تنتقم ..!
إذا ما تعثرت ، أو كبوت ، أو أخفقت .. فلملم جنانك كي تنتقم ..!

في التلمود حكمة أعجبتني تقول ( احي جيدا .. فهذا أعظم انتقام) ، إستقم واعمل بجد وكفاح عندها تكون قد أذقت أعدائك المر ، وجرعتهم العذاب والحسرة .
لا تنسى يا صديقي إخفاقاتك أبدا ، إجعلها كوغز الإبر ، تهيجك لتنتقم ، وانتقامك من السقوط والفشل يكون بالنصر الساحق .
يقول الأستاذ القدير عبدالوهاب مطاوع ـ رحمه الله ـ : أفضل وسيلة للانتقام ممن يسيؤن إليك هو ألا تكون مثلهم .. تجنب أن تسلك نفس سلوكياتهم المريضة في حياتك ، ترفع عن الرد عليهم ليزداد شعورهم بحقارتهم وتفاهة شأنهم وانحراف أخلاقياتهم ..
هذا هو الانتقام الذي أريده يا صديقي ، وليس الانتقام السلبي الذي يقضي على قلبك ويأكل من روحك بشراهة .
يقول الله سبحانه وتعالى (هو أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) ، إن الغفران والتسامح شيء في غاية الأهمية ، كي نستطيع أن ننتقم بشكل أروع ! .
لعل كلمة الانتقام قد أزعجتك يا صاحبي ، نظرا لكونها تدلل على معنى سلبي ، لكنني هنا أريد وجهها المقبول ، أريد نارها الإيجابية التي تلسعك كي تكون الأفضل .
كيف ننتقم !؟
يقول وينستون تشيرشل ـ رئيس وزراء بريطانيا في الحرب العالمية الثانية ـ ( كل منا له يوم .. وبعض الأيام أطول من بعضها ) . لذا دعدني أريك رؤس اقلام للانتقام الذي سيحين يومه :

إذا ما اضطربت حياتك العاطفية فيجب عليك أن تبدأ في الانتقام بأن تكون أفضل مما يتوقع الجميع ، اختلي بنفسك لوقت ، أعد حساباتك مرات ومرات ، حلل بموضوعية تامة سلبياتك ، إبدا من فورك في تغيير تلك السلبيات ولا تقع اسيرا لها ، إقرأ كثيرا ، إستشر أهل الخبرة ، إحضر دورة أو محاضرة عن العلاقات الأسرية ، لا تقبل بأن تكون أقل من ذلك الزوج الرائع الذي يستمتع بحياته الزوجية .



إذا ما جفاك صديق ، أو خانك رفيق ، أو اساء إليك أحدهم ، فانتقم بأن تكون أفضل خلقا واحتراما وإيمانا منه ، أطمس أي مشاعر سلبية تدفعك للإساءة له ، احتسب الأجر عند الله جل وعلى .

 إذا ما تعثر مشروعك الخاص ، أو خسرت أموالك كلها في صفقة وتنبأ الجميع ان نهوضك أمر غير متحقق ودعوا الله لك أن يصبرك في مصيبتك ، فانتقم من الظرف الحاصل بمعاودة الكرة ، وخطط مرة أخرى بشكل أدق ، وأعلن للعالم أن ما حدث كبوة جواد ، وأنك قادم .. وبقوة .

 إذا ما عاندك مديرك في العمل ، أو أستاذك في المدرسة ، فكن فوق ما يظنون ، وتفوق بشكل يسحق اي دعاوى يدللون بها على فشلك أو تكاسلك .


 إذا ما غلبك شيطانك فأسأت الأدب مع شخص ما ، أو وقعت في عرض أخ لك ، أو آذيت أحدهم بقول أو فعل ، فانتقم من شيطانك بسيف الاعتذار ، إصفعه بإيقاظ ضميرك ، وتحسين سلوكك ، وطلب السماح والعفو ممن أسأت إليه .


 إذا ما اسرك هواك ، وغلبتك نفسك ، وطالت غفلتك ، فانتقم منهم بالرجوع إلى حظيرة الإيمان ، وتسلح بالتوبة ، وقض مضجعهم باستغفارك وإنابتك .


وعلى هذا المنوال فسر يا صديقي ، لا تزل لك قدم ، أو تصيبك كبوة ، إلا ويكون ردك عليها قاسيا حاسما .. يعيد لك اتزانك من جديد ..



وتعلم .. فن الانتقام ..

السبت، 4 أكتوبر 2008

حوار ..

كريم الشاذلي : الشباب مخضوض وكلما تعقدت الدنيا كثرت الفرص !!
محيط ـ هاني ضوَّه


"قرع على بوابة المجد"، "صدي الآهات"، "جرعات من الحب"، "امرأة من طراز خاص"، "إلي حبيبين"، "الآن أنت أب"، "الشخصية الساحرة"، وأخيراً "أفكار صغيرة لحياة كبيرة" .. كانت تلك إصدارات الكاتب الشاب كريم الشاذلي التي لاقت النجاح الكبير، سمعت عنه كثيراً من أصدقائي فأثار فضولي .. كيف لشاب ليس كبيراً في السن أن يكتب كل هذه المؤلفات في التنمية البشرية خلال سنوات؟!، حاولت التعرف عليه أكثر من خلال كتاباته .. تابعت مدونته لفترة مما زاد إعجابي به.
سعيت للقاءه ولم يمانع، كنت أتوقع أن يكون كريم شخص قد أخذته أضواء الشهرة والتميز، وسيكون كلامي معه عبارة عن محاضرات وكلام مُقفَّي .. لكن لقائي معه كان غير ذلك، فقد جاء ببساطته، وشخصيته الساحرة، ودار بيننا هذا الحوار ....