الأحد، 27 يناير 2008

الإنذار الشريف

أشرف إنذار في تاريخ كرة القدم ..!
كان لقائي الأول به قبل ثلاثة أعوام، حينها كان يمهد لنفسه مكاناً مميزا في قلوب الجماهير ، دام لقاءنا لساعة من الزمن ، إستاذن بعدها لصلاة العشاء في مسجد النادي الأهلي .

في عينيه بساطة أستطيع تمييز صدقها ، وعندما تركته لم أكن أعلم أنني سأدع خلف ظهري رجل صاحب موقف .

فما فعله محمد أبو تريكة من إظهار تعاطفه مع مظلومي غزة ، لم يكن أبدا بالشيء السهل .. أو البسير .

وأثبت لي أن ما فعله قبل عامين من رفع شعار يرفض الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم في كاس الأمم السابقة ، لم تكن عاطفة عامة شملت جميع المسلمين فحسب ، وإنما هو أحد المواقف المشرفة التي يضعها هذا النجم في سجل إنجازاته ، والتي ستتخطى بلا شك رصيده من الأهداف والبطولات .

تعاطف أبو تريكة لم يكن شعارا أجوف ـ كما يحلو للبعض أن يردد ـ فمن يقترب من أبو تريكة يعلم جيدا أن خزينتة من العمل الخيري ملىء ، وأن له في دروب الخير صولات وجولات ، والله هو المطلع على النوايا والقلوب .

حصل أبو تريكة على إنذار على فعلته المشرفة ، وهو ـ لو يعلمون ـ أشرف وأكرم إنذار في تاريخ كرة القدم ، ومن يدري لعله يسكن في كفة الحسنات يوم القيامة .. ولا عجب .

الإتحاد الدولي لم يسكت ، وحياتو يتربص بالنجم الذي يعلو به كعب منتخب مصر في البطولة ، والدوائر القريبة من المنتخب تؤكد أن هناك تحذيرات شديدة اللهجة قد وجهت إلى الاتحاد الافريقي من منتخبات تونس والمغرب والسودان والاتحاد الجزائري ، بالاضافة إلى الاتحاد المصري قد ألجمت يد حياتو من البطش بالنجم المصري وإيقافه .

ومساء أمس ـ الأحد ـ حملت وكالة الأنباء الألمانية نبأ يقول بالنص إن الكاف اكتفى بتوجيه تحذير إلى اللاعب المصري ولم يتخذ أي عقوبات ضده بعد مجموعة رسائل البريد الالكتروني التي وصلت إلى الكاف من قبل الصحفيين ووسائل الاعلام المتابعة للبطولة والتي تعلن تعاطفها معه.



ـ في الأخير البطولة سيسكن كأس البطولة في جعبة المنتخب الأكثر مهارة أو تخطيطا ، وربما الأسعد حظاً ..

لكن ما لا شك فيه أن أبو تريكة قد سكن ـ يقينا ـ في قلوب الشرفا ، لا أقول في مصر وحدها ، بل في كل قطر وبلد ..

والله أسأل أن يتقبل منه .. ويرزقه الإخلاص .






الخميس، 17 يناير 2008

كن جبلا

كن جبـــــــــــــــــــــــــــــلاً

يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله : ( إن مصاعب الحياة تتمشى مع همم الرجال علوًّا وهبوطًا) .
كثيرا ما توقفت أمام كبوات الحياة التي تقابلني ساخطاً ، متسائلا ـ في جهل ـ لماذا توجه لي دائما الحياة ضربات قوية ، أترنح من ثقلها وشدتها


أتساءل ويتساءل معي الكثيرون ممن لا يفقهون فلسفة القضاء والقدر ، لماذا تضرب العواصف العاتية حياة أشخاص ، بينما تمر كالنسيم على أشخاص آخرين .
لكنني حينما تجولت في سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم توقفت كثيرا أمام أحب البشر إلى رب البشر والمصائب تنهال عليه ، فقومه يكذبونه وهو الناصح لهم ، وأصحابه يُقتلون أمام عينيه ، ويُتهم في عِرضه وشرفه . وهو أشرف وأكرم وأفضل خلق الله ..


حينها أدركت أن الصواعق لا تضرب إلا قمم الجبال الشامخة ، وأن المنحدرات لا تذهب إليها إلا المياه الراكدة المحملة بالأوساخ ، وأن المرء يبتلى على قدر دينه كما بين الحبيب صلى الله عليه وسلم
إن الحياة تُعطي لكل واحد من روادها ما يطيق على حمله ، والقيام به ، وكلما على المرء وارتفع كلما وجهت له الحياة أقوى وأعنف ما لديها


إن العظماء يولدون من أرحام أمهاتهم ، والحياة تتربص بهم ، توجه لهم كل يوم صيحة حرب ، أو نذير معركة
إن الصك الذي يجب أن يُوقع عليه كل طموح ، هو التزام بالصمود والشموخ أمام مشكلات الحياة ومصائبها ، والاستئساد أمام ما توجهه له من بلايا وعوائق .فكن جبلا يا صديقي .. ولا ترهبنك ضربات الصواعق العاتية ، فقد ثبت في تاريخ الأبطال أن النصر في الحياة يحصل عليه من يتحمل الضربات لا من يضربها .

الاثنين، 7 يناير 2008

كريم الشاذلي يتحدث عن الشخصية الساحرة في قناة البركة

جزء من برنامج الشخصية الساحرة على قناة البركة

الخميس، 3 يناير 2008

كم عمرك يا صديقي


كم عمرك يا صاحبي

أرجو ألا تخرج بطاقتك ، وتخبرني أن عمرك عشرون أو ثلاثون عاما

فأيامك هذه لا تعنيني في شيء .. إن ما أسأل عنه هو عُمر قلبك

كم عاش هذا القلب سعيدا ,, هانئا

واسمع مني لقصة صاحبنا هذا ..

زار أحد الشباب وكان اسمه ( جبر) إحدى المدن لأول مرة ، وقرر مضيفوه أن يطوفوا به البلدة ترحيبا بمقدمه ، وفي نهاية الجولة مروا قريبا من المقابر ، فدنا (جبر) من شاهد إحدى القبور فوجد مكتوبا عليه : هذا قبر فلان بن فلان ولد سنة 1910 وتوفي سنة 1975 ، وعاش 7 سنوات ، ومر على شاهد آخر فوجد مكتوبا عليه هذا قبر فلان بن فلان ولد سنة 1922 وتوفي عام 2000 وعاش 4 سنوات

ومر على ثالث ورابع ، وكل شاهد مكتوب عليه تاريخ ميلاد وتاريخ وفاة ، وحساب للسنوات التي عاشها صاحب القبر لكنها غير دقيقة ، فتساءل عن السر ، فأخبروه أنهم يحسبون لمن مات عدد السنوات التي عاشها بعدد الأيام السعيدة التي قضاها في الحياة ويُسقطون تلك الأيام التعيسة والحزينة فلا تستحق أن تُحسب من عمره ، لأنه لم يعيشها أو يستمتع بها
فهذا مثلا عاش 65 عام ، لكنه لم يسعد طوال هذه الأعوام سوى سبع سنوات فقط ، لذا يكتبوا هذه السنوات السبع على أنها كل ما عاشه هذا الرجل
هنا التفت إليهم ( جبر) مبتسماً في مرارة وقال : إذن يا أصدقائي رجاءً إذا واتتني المنية في أرضكم هذه أن تكتبوا على قبري : ( هذا قبر جبر .. من بطن أمه إلى القبر)


أعود لأسألك ثانية يا صديقي

تُرى كم عُمر قلبك

؟؟؟