السبت، 29 نوفمبر 2008

الحفاظ على الحب

عدّلت من وضع نظارتها السميكة وقالت : "يا بني إنكم جيل مسكين، لم ولن تعرفوا معنى الحب !، أين أنتم من زمننا الجميل؟، لقد عشنا زمن الرومانسية الحقة أنا وجدك رحمه الله، لا يشغل بالنا كثيرًا ما يحدث حولنا".
ـ ابتسمتُ لها دون أن أعلق، كي لا تعيّرني كعادتها بأننا جيل فاشل يستحق الحرق، قليل الحياء، يفتقر إلى كل شيء جميل! ، وبأننا ـ وحدنا ـ سبب مصائب كوكب الأرض!.
فاسترسلتْ قائلة : "سأخبرك بسر الحب الدائم، حاول ما استطعت ألا تذهب إلى الفراش وفي صدرك شيء سلبي يخص شريك عمرك، نقوا صدوركم دائمًا تنعموا بحياة سعيدة".
إنني أدعي أن هذا الجيل ـ رغم الطغيان المادي الغالب على معالمه ـ هو الذي سيجدد معنى الرومانسية ، ويعيد عبقها مرة أخرى إلى هذا العالم ! .
لا تتعجبا ـ عزيزي الزوج.. أختي الزوجة ـ عندما أقول بأننا ـ جيل السبعينات وما فوقها ـ أحسن حالاً من جيل آبائنا وأجدادنا رغم ترديدهم المستمر بأنهم أتوا من الزمن الجميل ! .
وادعائي هذا نابع من تلك الحركة الموّارة بداخلنا، والتي تدفعنا إلى الارتقاء الذاتي، والتطلع إلى تطوير علاقتنا الإنسانية إلى الأفضل .
فلا يستطيع أحد منا أن يغض الطرف عن تلك الثورة الشاملة في مجال العلاقات الإنسانية، وكيف صارت هناك كتب ودورات وندوات تقام من أجل الأخذ بيد الإنسان ليكون أفضل مما هو عليه.
ومن جملة ما طالته تلك التطورات " العلاقة الزوجية"، حتى أصبحنا اليوم نبذل من جهدنا ووقتنا ومالنا بلا شح أو تقطير من أجل تطوير مستوى علاقتنا بالطرف الآخر، ونعطي تلك العلاقة من الاهتمام الشيء الكثير.
ولعلي أنظر للأمور بشيء من التفاؤل، لكنني ـ ورغم احترامي لمخالفي ـ أغبط هذا الجيل بأكمله، على توفر تلك المعلومات الهامة بين يديه، أغبطهم ـ وأنا أحدهم ـ على الوعي والإدراك الواسعين اللذين يظللان أفقه، ويضيئان سماءه .

مهارة الاحتفاظ بالحب !

أن نحب ليست هذه هي القضية !! .
فكل البشر وقعوا في شباك الحب، كلهم شعروا بتلك الارتعاشة التي تصيب الفؤاد فتزلزل وجدانه ، جميعهم توقفوا للحظات ليجيبوا داعي الحب ويرحبوا بمقدمه .
من هنا فإنني أؤكد أن وقوعنا في الحب ليس بالشيء الذي يجب أن نحتفي وننتعش به .


ولكــن ..
أن نحتفظ بالحب ..فهذا هو التحدي ! ! .أن نعرف كيف نحافظ عليه من شِراك الأيام ، وتقلبات الليالي ، وخبايا الدهر .. هذا هو الأهم .
فالحب يا أصدقائي ليس بالشيء الذي يرتوي ويشب على ما يجده من خشاش الأرض، بل بما نمنحه إياه من مشاعرنا واهتمامنا والتزامنا العاطفي .
الحب بحاجة إلى مهارة تمكننا من الحفاظ عليه دائمًا حيًا .. نقيًا .. نضرًا .
هذه المهارة تنبع من قيمنا التي نتبناها، والمبادئ التي تحركنا .
مهارة تتمركز حول مفاهيم ( احترام الآخر وتقديره، تقبله في جميع أحواله، مسامحته حال الخطأ والزلل) .
إننا قد نقع في الحب وننتشي به لكننا ـ للأسف! ـ لا نتقن سُبل الحفاظ عليه فيخبو بريقه، وتذبل أطرافه، وتبرد حرارته، ونجد أنفسنا وقد مللنا مما كان يؤنسنا ويحيينا ..!
أعود ثانية للقول بأن الحب يحتاج إلى صانع حاذق، و إلى مهارة وحرفة ..يحتاج أن نؤمن بأهميته، وأهمية أن نتعب ـ كثيرًا ـ من أجل الحفاظ عليه ..!


من كتابي الجديد أسطورة الحب .

الأحد، 23 نوفمبر 2008

خلطة الحب !!

نظرًا للصداقة القديمة التي كانت تربطنا، قررت قبول الدعوة التي وجهها لي صديقي "مهاب" فقد افتتح حانوتا "للعطارة" ومن حقه علي أن أهنئه على مشروعه الخاص ، وارتقائه أولى درجات سلم الرأسمالية!.

سألتُ زوجتي عما ينقص مطبخها من الفلفل والكمون والبهارات، وانطلقتُ إلى وجهتي.

وبالرغم من كون "مهاب" محاسبًا محترمًا بإحدى الدوائر الحكومية، إلا أن به شغفًا كبيرًا بالوصفات الشعبية، وكان يُلزم أصدقاءه ـ وأنا أحدهم ـ بمناداته بلقب "دكتور"!، ولم لا .. وهو المستشار الأول عند كل مغص، المستنجد به حال ارتفاع حرارة الجسم أو اضطراب المعدة!.

دخلتُ على صاحبي والبِشر يرتسم على محياي، فوجدته يتحدث مع شيخ هرم بصوت منخفض يوحي بالخطورة، وهو يدس في يده كيسًا به بعض الأعشاب التي لم أتبين هويتها، فما أن رآني حتى هلل مرحبًا، و دعاني للجلوس بعدما ودع الرجل العجوز وهو يعده بليلة ستقصها "شهرزاد" المستقبل على "شهريارها".

لم أستطع كتم فضولي فسألت صاحبي عن أمر هذا الشيخ، فابتسم بطرف شفتيه وهو يقول: "كما ترى يبحث عن دافع للحياة، فأتحفته بآخر وصفاتي".

فقلت وأنا أسترجع خطوات الرجل التي ـ بالكاد ـ نقلته خارج الدكان : هل تقصد ...!؟
قاطعني قائلا وابتسامته الواثقة تزداد حتى التهمت وجهه كله: نعم يا سيدي، أعطيته خلطة القوة .. "فياجرا" الفقراء كما أسميها!!.

قلت له مستنكرًا: يا رجل أين لمثل هذا الشيخ بهذه الأمنيات، إنه يقضم تفاحة الحياة بأسنان صناعية!.

لم أكد أتم جُملتي إلا ودخل شاب في منتصف الثلاثينيات من عمره، وصافح صديقي بحرارة قائلا: دكتور "مهاب"، سمعت عن خلطتك الأخيرة، صديقي "حسام" جربها وأثنى عليها، لماذا تضن علينا بوصفاتك السحرية؟.

نظر لي صديقي وابتسامة ساخرة منتصرة تتلاعب على شفتيه، ثم قام مسرعًا وناول الشاب كيسًا به بعض الأعشاب المختلفة، ثم أقبل ناحيتي مقهقهاً وقال: كلهم يأتون إلي يا صديقي، من ابتدأ حياته للتو، ومن يودعها، لو أنصفت وباقي الشلة، لأسميتموني بائع السعادة .........

الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

الدعم العاطفي
نظرتْ إليه بطرف مليء بالعتاب ثم استدارتْ إلي قائلة : لم يقل لي أنه يحبني منذ أيام الخطبة ، لا يحدثني عن الشوق والحب والهيام ، ثم ضحكتْ قائلة : لقد أعطيته أحد كتبك ليقرأه ، فأعاده إلي بحجة أنه ليس بحاجة إلى رواية رومانسية ، وطالبني بأن أقرأ لكاتب واقعي .
أسرع الزوج قائلا في ارتباك : لم أقصد شيئا، وقد أخبرتها من قبل أني أحبها ، لكنها تنسى ، ثم هل يجب علي أن أبدأ يومي بقراءة قصيدة حب على أسماعها، الحياة يا سيدي ليست بهذا الصفاء !


نعتقد ـ نحن الرجال ـ أن كلمة أحبك التي قلناها في بداية الزواج يمكن أن تظل محتفظة برونقها وصلاحيتها حتى آخر العمر ! .
فيرى الزوج أنه ليس بحاجة إلى دفع ضرائب جديدة على الزواج ! ، وأنه ما دام قد قال لزوجته أحبك ذات يوم، فالأمر ليس بحاجة لتأكيد طالما أنه حتى الآن لم يخبرها بالعكس ! .
لكن طبيعة الزوجة ـ عزيزي الزوج ـ تحتاج دائمًا إلى دعم عاطفي لا ينقطع، إنها تتشكك في الحب إن لم تغذه عبارات رومانسية مستمرة .
صحيح أن الرجال أيضًا يحتاجون للشعور بأنهم مرغوبون ، لكن الفارق أن الرجل ما دام مرتبطًا بعلاقة فالأمر منتهٍ ، على عكس المرأة التي تحتاج إلى تأكيد دائم من زوجها على حبه لها وتقديره لشخصيتها .
في السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لزوجته السيدة "عائشة" رضي الله عنها ذات يوم :( حبك كعقدة الحبل) دلالة على متانة علاقته صلى الله عليه وسلم بها، فكانت ـ كما تروي كتب السير ـ تسأله بين الحين والآخر:( كيف حال العقدة ؟)، فيقول لها صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم (على حالها) ، هذه الحالة الجميلة والفريدة من الحب، تؤكد لنا حاجة إحدى أعقل النساء لسماع كلمات الحب ، وتجاوب أشرف الخلق مع هذا الميل الفطري .
معظم الرجال لا يستوعبون هذا الأمر ، يقول أحدهم لزوجته : "إني أعمل من أجلك ، أحاول توفير أقصى حياة كريمة لك هل بعد هذا تحتاجين تأكيدًا لحبي لك ؟!" .
أضف إلى ذلك أن الرجل يعتقد أن الكلمة تفقد بريقها إذا كثُر استخدامها، وأن زوجته قد تمل من سماع كلمة "أحبك"، ولذا فيجب عليه التغيير والابتكار، وهذا أيضًا شيء غير صحيح، فالزوجة لا تمل أبدًا من سماع كلمة "أحبك" حتى وإن كررها الزوج مع كل نفس يتنفسه!.
إذن فالدعم العاطفي الأول للزوجة هو قول كلمة "أحبك" ، بكامل مشتقاتها ( أشتاق إليك ـ أعشقك ـ أهواك ) وبشكل مستمر ودائم .

الدعم الثاني يكون باستخدام وسائل التعبير عن الحب .. عن الهدايا أتحدث إن شئت التوضيح ! .
كل البشر ـ بلا استثناء ـ تعجبهم الهدية وينتشون بها، وإذا ما نحّينا أمر الصديق الذي لا يعترف إلا بالهدايا الثمينة جانبًا، فإن أروع ما في الزوجة أن الهدايا البسيطة تمثل لها الكثير، لا زالت الوردة هي المتحدث الرسمي باسم الحب ، وما زال العطر يحتل مكانة متقدمة في قائمة أكثر الهدايا إسعادًا للزوجة .
نعم قد تحتاج في بعض الأحيان إلى أن تحصي ما لديك لتحضر هدية ثمينة ، لكن عزاءك أن هذا لا يحدث سوى مرة أو مرتين في العام ، والشاهد أن الهدايا البسيطة الرمزية المعبرة عن الحب يجب أن تكون بشكل دائم.
كلنا في مرحلة الخطبة كنا نحضر البطاقات الجميلة ونزينها بعبارات رومانسية رائعة، كلنا أحضرنا تلك الوردة الحمراء وحافظنا عليها كي تصل إلى المحبوب برونقها وجمالها، إلا أننا لسبب ما توقفنا عن فعل هذه الممارسات البسيطة، فخسرنا بذلك الكثير وفقدنا جزء غير قليل من الرومانسية!.

الدعم الثالث ـ أهديه للصديق الذي يتهمني بالرومانسية المفرطة ـ هو القيام بالواجبات المنزلية البسيطة، قد لا تدرك ـ صديقي الزوج ـ كم تسعد المرأة عندما تُلقي بكيس القمامة في الخارج، أو تحضر الملابس من المغسلة، أو تتصل بها لتسألها عما تريده من "السوبر ماركت" .. والأهم ألا تنسى إحضاره .
أحد أهم القواعد التي أريد منك حفظها هي أنك عندما تنظر بعين الاستخفاف إلى شيء تراه زوجتك مهمًا فإنها تترجم هذه النظرة بشكل شخصي جدًا، وتراها رسالة منك تخبرها بأنها غير مهمة !! .
فإذا طلبت منك زوجتك "حفاضات" من أجل صغيركما ، فالأمر ليس بالبساطة التي تتصورها ، نسيانك لهذا الأمر التافه ـ من وجهة نظري ونظرك ـ يخبرها بأنك لا تهتم بها ولا بمطالبها !! .

الدعم الرابع المعاملة الخاصة ، الزوجة تنتظر دائمًا أن يعاملها زوجها بشكل مختلف عن أصدقائه ومعارفه وباقي عائلته ، تحب أن يسر إليها بأخباره الجديدة، ومشاريعه المستقبلية ، وتغضب بشدة إن علمت بأمر ما يخص زوجها من أحد ، إنها تتوقع أنها الأهم في حياة زوجها ، ولذا فمن الطبيعي أن يهتم بها أكثر من أي شخص آخر في هذا العالم.

الخميس، 6 نوفمبر 2008

احلامي الحقيقية


مرحبا أصدقائي ..

هذ الأسبوع أجرى معي راديو حريتنا على شبكة الانترنت حوار إذاعي ، تحدثت فيه عن تجربتي مع الكتاب ، وكيف أثر في حياتي كلها بعد ذلك ..
البرنامج هو ( أحلام حقيقية) ، وتقدمه المذيعة الواعدة : مروى عبدالمقصود .
وطبعا لأني لم أعلن عن الحلقة فلم يستمع إليها الكثير من أصدقائي ، ولذا لمن يريد سماعها فعليه أن
هذا ملف مضغوط به الحلقة كاملة ، أأمل أن يحوز على اعجابكم ..

لعل المفارقة أن هذه الحلقة بدت وكأني أختم بها عقود حياتي الثلاثة المنصرمة .. فصديقكم قد بلغ من العمر الـ (30)عام .

اسمعوا الحلقة .. وأعطونا رأيكم ..

وشكرا لكم ..