السبت، 29 مارس 2008

نصائح زوج شرس جدا

هو زوج من طراز خاص ، تظهر على وجهة ملامح الرجولة المضطربة ، يحاول دائما إقناعي أن كل شيء على ما يرام ، لا يعرف من كتاب الله إلا ( الرجال قوامون على النساء ) ، يؤمن أن أفضل طريق للوصول إلى غايته هو رسم التجهم والتكشير على وجهة .


عندما أخبرته بأني كاتب ولي بعض المساهمات في مجال العلاقات الأسرية ، نظر إلي في امتعاض وقال : وهي المسألة محتاجة كتابة وكلام كتير ، يا استاذ يا متنور سيبك من شغل الورقة والقلم ، وتعال خد مني .


فقلت له مبتهجاً : أعطني ، واجزل في العطاء .


فعاد براسه إلى الخلف ، وشخص ببصره إلى السماء وقال لي بوقار مصطنع : اسمع وتدبر ، انها خبرات رجل خبر النساء ، وطاف في أودية الحياة الزوجية حتى كلت قدماه .


إذا أردت أن تعيش سعيداً في بيتك فعليك بالتالي :


أولا : ليكن همك نفسك، لا تلتفت لمطالبها، عاملها كوعاء لإفراغ الشهوة، لا تلق بالا لمن يقول بأن لها حاجات يجب إشباعها، المتعة الجنسية للرجال فقط .



ثانيا : ظروفها الصحية والنفسية، ليست حجة كافية كي لا تعطيك ما تريد، كما أنها ليست مبررًا كافيًا يجعلها لا تتجاوب معك بفاعلية.



ثالثا : النساء للفراش، فلا بأس من أن تسمعها كلمة أو أكثر عن الحب، طبعا ليس المقصود هو إشباع حاجتها النفسية التي قلنا بأنها غير موجودة، بل لأن النساء يعطين أفضل عند سماع هذه الكلمة.



رابعا : فترات مرضها أو فترات الحيض والنفاس من الأوقات الجيدة للراحة، غرفة نوم الأولاد توفر لك غايتك المنشودة .


خامساً : الصوت المرتفع، واللوم المتكرر من صفات الزوج القوي، أنصحك بألا تكف عن التقريع المستمر، فبهذه الطريقة يزداد احترامها لك وخوفها منك.



سادسا : إذا أبدعت في إسعادك، وتفننت في إرضائك فحاذر أن تظهر لها ذلك، كلمات الشكر والثناء تقال فقط للزملاء وبائعي الصحف، ولا يجب التفوه بها لزوجتك، خاصة في غرفة النوم.



سابعاً : أنت تستحق الأفضل، لا تمل من تذكيرها بتلك المعلومة، فربما أصابها الزهو ذات مرة وظنت أنك ملك لها.

فقلت له مقاطعا : ناشدتك الله والرحم أن تتوقف ، ما هكذا تورد الإبل يا رجل .


فنظر لي ساخراً وقال : عمرك ما هتفهم ، ابقى خلي الكتب تنفعك ، دا أنا بديلك الخلاصة ، عموما لما تحتاجني انت عارف مكاني .


وأدار لي ظهره ، وسار في خيلاء إلى بيته وهو يعبث في شاربه الذي يعني له الكثير .

الأربعاء، 26 مارس 2008

الألعاب صُنعت كي تُكسر

الواد كسر اللعبة بتاعته !!!

والله يا أستاذ بجيب له أحسن حاجة ، اللعبة ما تقلش عن خمسين جنية ، وبالشحن كمان مش بالحجارة .
وبرضو يكسرها .. هو مش حضرتك بتفهم في نفسية العيال برضو .. شوف وحياة أبوك حمادة كده أصلي خايف ليكون عنده ميول سادية !!

ـ لسبب أجهله يظن الأب أن اللعبة التي أحضرها لطفله يجب أن يُكتب لها الخلود . وأن طفله يجب أن يُحافظ عليها كـحفاظة على ( حبة عينه ) .
ولصاحبي الذي يظن أني ( أفهم في نفسية العيال برضو ) ، وكل من شابهة أصرخ وأقول ..

الألعاب صنعت لكي تُكسر.


هذه هي الحقيقة التي لا نريد أن نصدقها رغم وضوحها؛ فالأطفال ليسوا (مخربين صغار) كما ننعتهم بل هم مكتشفون صغار، لديهم فضول غير عادي، وحب استطلاع لا محدود، ولذلك نجدهم يدمرون ألعابهم بغية التحقق من كنهها وطبيعتها، ونحن -كآباء- نتذمر من ذلك ونعاقب الطفل على فعلته.





إن كل طفل يملك موهبة أعطاه الله -جل وعلا- إياها، وهذه الموهبة تحتاج إلى تنقيب وبحث، وهذا يتأتى حينما نسمح له بالتجريب المستمر، فربما لا ندرك أن طفلنا مبدع في الرسم إلا بعد تمزيق الدفتر رقم مائة، أو أنه يهوي الفك والتركيب إلا بعد أن يجعل من غرفته ميدان فوضى. ومنعنا للطفل من أن يجرب هو منع للتقدم واكتشاف مواهبه. نعم، إننا حينما نعاتب الطفل على أخطائه وتجاربه الفاشلة فإنما نعاقبه على التعلم.
ومن الثابت علميا أن تعدد اهتمامات الطفل وتنقله من مجال إلى آخر هو البداية الحقيقية لظهور مواهبه.
ويجب أن ننظر للعب على أنه نشاط مشروع للطفل يحصد من خلاله فوائد كبيرة، ولا يجب أن نقلق من الطفل الذي يعشق اللعب؛ بل العكس هو الصحيح، فالطفل الهادئ الذي لا يحب اللعب ولا يهوى المرح هو الأولى بالخوف والقلق. يقول الغزالي في إحيائه منبها على أهمية اللعب: "وينبغي أن يؤذن له بعد الفراغ من المكتب (حلقة حفظ القرآن) أن يلعب لعبا جميلا يستفرغ إليه تعب الحفظ، فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه بالتعلم الدائم يميت القلب، ويبطل ذكاءه، وينغص العيش عليه".


ومن الفوائد التي يجنيها الطفل من اللعب:
1- إفراغ طاقاته المكبوتة: فالطفل لديه نشاط جسماني كبير يحتاج أن يفرغه في القنوات الشرعية وهي الألعاب، وكبتنا لهذه الطاقة وعدم إعطاء الولد الحرية في إفراغها يعمل على تعقيد الطفل.
2- تنمية مهاراته الابتكارية والإبداعية: وهذه المهارات تنمى بالتجربة المستمرة والمحاولات الكثيرة.
3- تنمية السلوك الاجتماعي: وخاصة في الألعاب الاجتماعية التي يدرك الفرد من خلالها أنه فرد، وأن الجماعة هي الأهم، وأنه لا يستطيع اللعب حاليا والعيش بعد ذلك بدون التعاون معهم وتقسيم الأدوار فيما بينهم، وتساعد كذلك على نبذ الأنانية وحب الذات.
4- تعليمه بعض المهارات: وهذا يتأتى بأن نمزج التعليم باللعب، فتعليمه ترتيب غرفته ممكن أن يكون بجعلها لعبة زمنية؛ فإذا رتب غرفته في 7 دقائق مثلا نعطيه 5 نقاط، وإذا استطاع جمع 25 نقطة في الأسبوع يحصل على هدية معينة، أو أن نشتري له الألعاب التي تعلمه الحروف والأرقام بشكل مسلٍّ ممتع.
5- يتخلص الطفل من متاعبه وهمومه عن طريق اللعب، وباللعب يتخلص من هموم الواقع وقيوده.
6- اللعب يمكن الطفل من اكتشاف القوانين الأساسية للمادة والطبيعة.

ويجب التنبيه على أن من حق الطفل أن يختار ألعابه بنفسه، فلا نفرض عليه لعبة لمجرد أننا كنا نحبها ونحن في مثل سنه، أو لأن فلانا ابن صديقي يحبها؛ فمطالب الأطفال تختلف حسب ميولهم، ويجب أن نساعد الطفل في أن يتحمل المسئولية ويختار أشياءه بنفسه منذ الصغر، وطبعا لا يفترض أن نتركه هكذا بلا توجيه؛ بل يجب أن نشرح له ماهية اللعبة وفوائدها وعيوبها، وننقل له وجهة نظرنا، ولكن في النهاية يظل القرار ملكا له.
كذلك يجب أن تدرك أن الألعاب الغالية ليست دائما محببة للأطفال، فربما تشتري له لعبة بمئات الجنيهات فيلقيها جانبا ويفرح بصندوق بيض فارغ يجره خلفه بالحبل وكأنه سيارة.
وهذه ميزة تساعدنا في ابتكار ألعاب بسيطة من الأشياء المهملة لدينا نحن الكبار.
أيضا من الرائع له أن تشاركه اللعب بين الحين والآخر، فهذا يسعده، وأيضا يساعدك على توجيهه ومراقبته بدون أن يشعر.
وأنصحك -عزيزي الأب- أن لا تضيق على أبنائك بالأوامر والتوجيهات الكثيرة، أو أن تقطع عليه لعبه باستمرار، وأطالبك بأن تتذكر عندما كنت صغيرا مدى ضيقك وتأففك ممن يحاول أن يهدم سعادتك أو يثقل كاهلك بتعليماته المستمرة.

ما هي الألعاب المحببة لدى الأطفال؟
أقل من ثلاث سنوات يحب الطفل اللعب البسيطة والتي تكون مصنوعة من القماش أو البلاستيك، ويميلون كذلك إلى الألعاب التي تصدر صوتا؛ فهي تجذب انتباههم وتشعل لديهم الفضول.
من سن ثلاث إلى ست سنوات يهوى الألعاب الأكثر تعقيدا والتي تساعد على تنمية مهاراته وأفكاره، كألعاب الفك والتركيب مع الوضع في الاعتبار أن تكون آمنة.

ويجب أن نضع في الاعتبار التفريق بين ألعاب الصبيان والإناث، بحيث تساعد كل لعبة في البناء النفسي للطفل، فلا يحبذ أن نشتري للبنات ألعاب قتال أو نشتري للولد ألعابا مشابهة لماكينات الحياكة أو أدوات المطبخ.
بل يفضل أن نختار أو نساعد الولد على اختيار الألعاب التي تنمي مهاراته العقلية وتفجر طاقاته الابتكارية والإبداعية، ونختار للبنات الألعاب التي تعتمد على تنمية المهارات اليدوية والمواهب الجميلة الرقيقة.

الأحد، 23 مارس 2008

القراءة (1)

لـمــــــاذا لا نـقـــرأ ؟؟!!سؤال : ما الفرق بين شخص جاهل ( أمي ) ، وشخص متعلم لكنه لا يقرأ ؟
إحصائية : ذكرت منظمة اليونيسكو أن معدل القراءة للفرد العربي 6 دقائق ( في السنة ) !
* * *
كنت أرتب حقيبة سفري ذات يوم عائدا إلى مصر قادما من إحدى الدول العربية ، عندما زارني صديق ، وعرض أن يشاركني ترتيب حاجياتي فلم أمانع .
لكنه توقف فجأة مذهولا أمام إحدى الحقائب الثقيلة والتي لم أكن قد أغلقتها بعد ونظر إلى ما فيها ، وقال في استنكار : هل ستأخذ هذه الحقيبة معك ؟ ، وعندما أجبته بعفوية بنعم ، قال معترضا : لكنها ستكلفك كثيرا ، فالشحن على الطائرة غالي الثمن والحقيبة بالغة الثقل ، فأجبته أني أدرك ذلك تماما وقد أعددت لكل شيء عدته ! . فحاول إثنائي عن فعل ذلك العمل الطائش من وجهة نظره ، فلم أزده على أن هذه الحقيبة تحتل الأولوية القصوى لدي .
وحينما وجد مني تمسكا مدهشا قال متعجبا : لا أدري ما الهوس الذي توليه للكتب ، تالله إني لم أقرأ ورقة منذ تخرجي من كلية الهندسة !! .
وصاحبي هذا متكرر في واقعنا ، كثير الشبه بيننا .
النموذج الذي يحدثك عن أن الحياة ليس فيها وقت لنفضبة متصلبين ماسكين بكتاب نقرأه ، فالحياة بها أهم من ذلك ! .
فالقراءة لديهم مضيعة للوقت ، والدرهم الذي ننفقه على الكتاب كان من باب أولى أن نصرفه على الطعام أو الملبس .. وهؤلاء كثر للأسف .
بيد أن هناك نوع أخر يقدر قيمة القراءة نظريا ، لكنه لا يقرأ . وعندما تحدث عن أهمية القراءة ودورها في اتساع مدارك المرء ورقيه يؤكد له أن واثق تماما من هذا الأمر ، لكن المشكلة التي تواجهة أنه ما يلبث أن يمسك بكتاب إلا ويداعب النعاس جفنيه ، ويتملكه السأم والملل سريعا .
وبين صنف لا يعترف بقيمة القراءة وصنف لا يستطيع القراءة ولا يملك الدافع على القراءة ، تضيع أمتنا وتسقط بملْ إرادتها من حقيبة التقدم والرقي .

كيف تصبح قارئا ..؟
القراءة تحتاج إلى جهد وتعب ..!
نعم قد تكون هناك أنواع من القراءة الممتعة والمسلية كقراءة الروايات والكتب الخفيفة ، لكن الإنسان لا يقرأ فقط من أجل المتعة ، وإن كانت المتعة مطلبا شريفا وهاما .
لكن القراءة المثمرة تتطلب نوع من الالتزام ، والتعامل مع الكتاب بجدية ومسؤولية ، ولهذا يفشل الكثيرون في الحصول على لقب القارئ الجيد .
وإليك مجموعة من الالتزامات التي يجب أن تأخذها بجدية ، إذا ما كنت طامح في أن تكون قارئا جيدا وهي :
التغلب على العقبة النفسية : تلك العقبة التي تجعل الكتاب ثقيلا على النفس ، باعثا على التثاؤب والنعاس ، والتغلب على هذه العقبة يحتاج إلى نية صادقة أولا ، وتوفر دافع قوي للقراءة .
بدون متعة ولذة لن يستطيع المرء تحطيم ذلك الحاجز الوهمي الذي صنعه للهروب من مسؤولية القراءة والثقافة ، وتلك المتعة ستتأتى حينما نرى ثمرة ما قرأناه يانعا في ذوقنا وسلوكنا ورؤيتنا للأشياء ، والخطوات القادمة ستساعد على تحطيم هذا الحاجز .
استحضار الدافع : العلم هو أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى ، يجب ألا يفارق هذا الأمر ذهنك ، فعندما وعى المسلمون الأوائل هذا المعنى غيروا الدنيا بعلمهم وثقافتهم وتحضرهم وأناروا العالم وأضاءوا جنباته ، أن تقرأ أنت في عبادة لله ، في رحلة إلى الله ، ولا أقصد القراءة الفقهية أو الدينية بل أقصد القراءة المفيدة بكافة ألوانها العلمية والثقافية والفنية .
ضع خطة للقراءة : دائما الأشياء التي نخطط لها يكون عائدها وفائدتها أكبر ، ويسري هذا على القراءة كذلك ، فوضع خطة للقراءة يوفر في الوقت ، ويساعدك على تقييم قراءتك ، وقبل وضع خطة القراءة يجب الالتفات إلى مجموعة من الملاحظات العامة وهي :
· قدراتك : كم أستطيع أن أقرأ خلال الثلاث أشهر القادمة ، حدد بناءا على معرفتك بنفسك ، ولا تبالغ فتنكص فتشعر بالفشل ، ولا تتهاون فيضيع وقتك ، حدد بعد تفكير ما يناسب قدراتك .
· اهتمامك : ماذا تقرأ ؟ ، هذا أمر بالغ الأهمية ، أنت لست مطالب بقراءة كل ورقة تقع تحت يديك كي تمشي مختالا بأنك واسع الثقافة والاطلاع ، بل يجب أن تكون هناك منهجية لقرائتك هذه المنهجية مبنية على اهتماماتك الفكرية والعملية .
· وقتك : خطتك يجب أن تضعها وفق الأوقات التي تستطيع أن تقرأ فيها ، ونوعية الكتب تتحدد حسب هذا الوقت ، فهناك كتب لأوقات الراحة والهدوء ، وكتيبات تناسب الوقت الذي تقضية في المواصلات أو الانتظار وهكذا .
وبعد وضع الخطة تكون هناك مراحل للتقييم وإعادة النظر ، تنظر فيها إلى إنجازك ، وهل استطعت الوفاء بما التزمت به أم أن هناك مشاكل ، وهل هذه المشكلات في الخطة ودقتها ، أم في ظروف طارئة يمكنك تذليلها .

تحمل البداية : الصاروخ يستهلك معظم قوته فقط في الانطلاق ، والبدايات دائما ما تكون صعبة شديدة قوية ، تحتاج إلى جهد مضاعف ، وصبر شديد .
يزيد الأمر صعوبة أن إنجازات البدايات تكون بسيطة غير منظورة ، لكن بالصبر يمكن للمرء أن يجني الكثير ، ويمكن أن تساعد نفسك في البداية بالإكثار من قراءة ما تحب وتهوى ، هناك كتيبات صغيرة ، وكتب بسيطة لا تحتاج إلى كثير تركيز يمكنك البدء بها ، دائما ما أهدي أصدقائي الذي أعرف لديهم سأم شديد من القراءة كتاب ( لا تحزن) للدكتور عائض القرني ، فهو في ظني بداية جيدة لممارسة القراءة .
ويمكن للقارئ المبتدئ أن يبدأ بالكتب البسيطة الخفيفة ، يمكنه أن يبدأ بالروايات أو كتب الخواطر ، أو الكتب التي تحتوي على قصص وأخبار ، أو كتب السمر .
استغل الأوقات الميتة : في مجتمعنا نطلق مصطلح ( الوقت الميت ) على الأوقات التي تمضي في انتظار شيء ما ، كانتظار الطبيب ، أو ركوب حافلة ، أو عند الحلاق مثلا .
هذه الأوقات يمكننا استغلالها في القراءة ، وهنا تظهر أهمية كتب الجيب والتي يمكنك حملها في حقيبتك أو جيب سترتك وإخراجها كلما سنح الوقت .
لعل من زار الغرب رأي كيف أن ركاب الحافلات منشغلون إما بقراءة كتاب أو جريدة ، أو حتى الاستماع إلى مادة صوتية عبر جهاز الاستماع MP3 ، وأن عيادات الأطباء وأماكن الانتظار تكون دائما مكتظة بمواد تثقيفية منوعة تناسب ميول الإنسان في الغرب ، على عكسنا تماما حيث نطالع بعضنا البعض ونتسلى في التحديق إلى الطريق خلال وقتنا الذي نقضيه في المواصلات .
اجعل من القراءة التزام : القراءة ليست هواية تقوم بها وقتما وجدت وقتا وأردت استغلاله ، بل التزاما جديا ، ومسؤولية يجب عليك الوفاء بها ، لذا أنصحك أن تُقبل على القراءة وأنت مستعد نفسيا وذهنيا للاستفادة مما كُتب ، حلق مع الكتاب واستخرج منه الحكم والمعاني والأفكار التي تسكن بين دفتيه ، يمكنك الاستعانة بقلم تكتب به على الهامش ملاحظاتك ، يفيدك هذا كثيرا إذا أحببت مطالعة الكتاب مرة أخرى ، وكذلك في استرجاع معلومة أو مسألة من الكتاب بيسر وسهولة .
إذا أمسكت كتابا فلا تمسك غيره حتى تنهيه ، فبجانب أن هذا سيمنعك من التشتت الذهني ، فإن إنهاء كتاب كاملا يعطيك الثقة والتفاؤل في نفسك ، ويدفعك إلى تكرار الإنجاز مرة أخرى .

الخميس، 20 مارس 2008

حقيقة الحياة ..

حـقيـقـة الحـيــــــــــاة

ما أشقى الذين يأملون في أن تصبح الدنيا وكأنها فردوس الله ، لا كذب .. ولا خداع .. ولا ظُلم .
ومسكين الذي يتطلع أن يرى البشر ملائكة ، يعطف بعضهم على بعض ، ولا تُطوى أفئدتهم إلا على الجميل من المشاعر ، وجوارحهم على الحسن من السلوك .
الحياة يا صديقي خليط بين هذا وذاك ، والناس أصناف ، فمنهم من أدمن الخير وأصبح كالنسمة الرقيقة ، ومنهم من فاق الثعلب في مكره ، والثعبان في غدره وأذاه .
ودورك يا عزيزي أن تحيا الحياة متشبعا بروح الكفاح والأمل ، يقظا واقعيا .
شعارك قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( لست بالخب وليس الخب يخدعني ) .
دورك أن تحيا إيجابيا طالبا للتغيير ، رافضا أن تنجرف في شلالات الأخطاء ومزالق العيوب ، وحاذر أن تقضي حياتك حزنا وأسى على الحياة التي كانت بخير أيام أجدادنا وصارت كالغابة اليوم .
الحياة لم تكن أبدا مثالية في يوم من الأيام ، منذ حرك الحقد قابيل ليقتل هابيل والحياة صارت ملئ بكل شيء ، الخير والشر ، الضعف والقوة ، الحب والحقد ، الأمن والخوف ..
دورنا أن نبذل الخير ولا ننتظر أجرا عليه .. وأن نغرس الحب ولا نطالب أحد بأن يعطينا ثمنه .. نقول الحق وندفع تكاليف قوله .. وهكذا .
فإذا ما بادلنا أحدهما حبا بحب .. أو خيرا بخير .. فنعمة تستحق الشكر ..
أما غير ذلك فهو المتوقع .. بلاء نصبر عليه وبقدر الصبر يكون الأجر ..


لا أقول أن الحياة غابة ترتع فيها الذئاب فحسب ، لا فأنا أؤمن أن للحق رجال في كل زمان ومكان ، وصناع المعروف كثر ، لكننا إلى أن نقابلهم يجب أن ندرب أنفسنا على مواجهة الصنف الآخر ، حتى لا نتألم ونجزع ونقضي عمرنا في التحسر على حياة الموت خير منها.

الثلاثاء، 18 مارس 2008

كن مختلفاً

كــن مختلـفـاً

تُرى ما الذي يحدث لو وضعنا خمس ذبابات في زجاجة ووضعنا معهما العدد نفسه من النحل ، ثم وضعنا الزجاجة أفقيا ـ وهي غير مغلقة ـ بحيث تكون قاعدتها لأعلى ، ثم صوبنا الضوء نحو القاعدة ، بينما تركنا أسفلها يغرق في الظلام ؟

هل تعلم ما الذي سيحدث حينها ..؟ دعني أخبرك .
ستحاول أسراب النحل أن تخرج باتجاه الضوء ، وذلك لأنها قد تعودت على هذا الأمر ومنذ نشأتها ، فهي في الخلية تصوب ناظريها دائما إلى فتحة الضوء ، ولم تتعود أن تبحث عن طريق للخروج قد يكون مختبئ في ظلام الخلية ، لذلك تحاول وبإصرار على الخروج من أعلى الزجاجة ، ولن تلبث أن تموت بعد فترة من المحاولة بفعل التعب .. أو الجوع .
في المقابل فإن الذباب ، لن يستغرق أكثر من لحظات بسيطة حتى يخرج ، لأنه سيفتش في كل الاتجاهات الممكنة أمامه .

إن الحكمة التي يمكننا قطفها من تلك التجربة أن الذكاء التقليدي ، والروتين الذي تمرسنا على فعله ، قد لا ينفعنا في حل كثير من المعضلات ، وأننا يجب أن نتمتع بإبداع ومرونه في طرح الأفكار البديلة .
أديسون كان يقول : ( لن نستطيع حل مشكلة بنفس الذهن الذي أوجدها) ، ويقصد هنا نفس طريقة عمل العقل ، لذا فهو ينصح أن نحاول طرق أبواب واتجاهات جديدة لم يألفها العقل ، وأن نحرره من النمطية والتعود والروتين .
إن العقل الحجري هو الذي يتعامل بطريقة النحل في الخروج من المأزق ، ويحاول بشتى الطرق أن يخرج باتجاه واحد مألوف ، ولا يفكر في استخدام طرق بديلة أو مبدعة .
فحرر عقلك يا صديقي من روتينه المعهود ، واجعل أفقك متسعاً ، واقبل الروافد ووجهات النظر المتعددة ، وانظر في اتجاه مختلف فلعل هناك الحل .
* * *
من كتابي ( أفكار صغيرة لحياة كبيرة)

السبت، 15 مارس 2008

إعرف حجمك

إعـــرف حجمــــك

الأنانية والكبر والغرور ، آفات تحيل حياة المرء منا إلى جحيم مستعر ..
والذين يعيشون ولديهم هذه الصفات لا ينعمون أبدا بالعيش الهانئ ، ولا يعرفون طعم السعادة التي يتذوقها من يعيش حياة البساطة والإيثار .
إن ( الأنا ) ذلك الصوت السخيف بداخل المرء منا والذي يجعلنا دائما في انتظار انبهار الآخرين بنا لهو شيء جد مؤسف .
ذلك الدافع الذي يجعلنا دائما حريصين على أن يعرف الناس أننا أفضل منهم ، وأجمل منهم ، وأكثر إيمانا واحتراما وانجازا منهم لهو إشارة لخلل في تكويننا النفسي ، ومرض يحتاج إلى علاج ولحظات صدق وتأمل بين المرء ونفسه .
ومن عدالة الأقدار أنها تضع المتكبر تحت ضغط نفسي متواصل ، فهو يخشى دائما أن يكتشف الآخرين أنه أقل مما يدعي ، فيبذل المزيد من الجهد ليخفي عيوبا ، أو يبرز محاسنا ، تؤكد للجميع أنه كما يقول .
على العكس من ذلك فإن المتواضع يُخفي من كنوز محاسنه ، تحت رمال تواضعه . حتى إذا اكتشفها الناس أدركوا عِظم وأهمية وقوة الشخص الذي يتعاملون معه ، والذي ما تفتأ الأيام تخبرهم عن عظيم خصاله ، وكريم طباعه .
نعم النفس تهوى الإطراء والتمجيد ، لكن النفس التي يروضها صاحبها ويجبرها على أن تتسم بالتواضع وتحاول دائما أن تُظهر الجانب الخير عند الناس هي التي تستشعر بصدق حلاوة العطاء وسكينة التواضع .
الغريب حقا أن الشخص الذي يئد كبره ويصفع غروره ويوقظ تواضعه هو شخص يتولى الحديث عن عظمته عمله ، نعم أعماله العظيمة تتحدث نيابة عنه وتخبر الجميع بعظمته وجماله .
وأحسن تفسير هذا الأمر وليم جيمس ـ أبو علم النفس الحديث ـ حين قال : أن تتخلى عن إعجابك بنفسك متعة تضاهي إقرار الناس بهذا الإعجاب.
ولكن إلى أن تجرب طعم هذه المتعة ذق بعضا من تعب التعود على التواضع والبساطة .
استمع دائما أخي إلى الآخرين وكن شغوفا بإشباع نزوتهم في الحديث عن أنفسهم ، أما أعمالك وإنجازاتك وجميل صفاتك فاتركها تتحدث نيابة عنك ..
فهي أفصح منكِ لسانا ..
من كتابي ( أفكار صغيرة لحياة كبيرة )

الخميس، 13 مارس 2008

لا تمثل دور الشهيد


لا تمثل دور الشهيد

هناك من البشر أصناف تهوى تقمص دور البطل الشهيد ! .
فهم ـ حسب زعمهم ـ يعطون في زمن كثر فيه الغدر ، ويغفرون في واقعٍ غلب عليه القسوة ، ويصدقون على الرغم من أن الكذب هو العملة الرائجة المطلوبة ! .ويظلون يرددون على الآذان قائمة البطولات التي قاموا بها ، ويشكون قلة التكريم وانعدام التقدير .
وهؤلاء والله مساكين ، أعوزهم طريق البطولة ، فطافوا يتمسحون في ترابه البراق .
إن الأبطال حقا قومٌ يفعلون الخير في صمت ، فلا تعلم أطراف الشمال ، ما أنفقت أطراف اليمين ، ويهبون في جنح الليل لينثروا من جميل فضلهم قبل أن تراهم عين أو يشعر بهم أحد
أما مرتدي ثوب الشهادة دون أن يدفعوا تكاليفها ، فأناس مرضى لكنهم لا يعلمون .
أجلس إلى الواحد منهم فلا يحدثنى سوى عن قلبه الأبيض المرمر ، وذكائه الثاقب اللماح ، وينعي وجوده في زمن أغبر ، لا يعرف قيمة العظماء ، ولا يلتفت إلى العمالقة الأفذاذ .
وتالله إن اللسان لا يجري بمديح النفس والإفراد في محاسنها ،إلا من عيب فيها ، وضمور في طموح صاحبها ، وتقزم يواجهه أمام نجاحات الآخرين وإنجازاتهم .
ولأنه لا يستطيع الاعتراف بما فيه من عيوب وثلمات ، فإنه يجد أن الأيسر مؤنه هو تمثيل دور العبقري الذي جاء في الزمن الخطأ ! .

لذا أحببت أن أحذرك يا صديقي من أن تسول لك نفسك تقمص دور الشهيد ، أو أن تهفوا إلى سماع نغمة المديح وترديد كلمات الثناء والفضل .
فنحن ـ ثبتنا الله ـ قد جبلنا على حب المديح وتزكية النفس ، وإظهار محاسنها .
والأفضل والأليق بك أن تقتحم الحياة وتكون أحد أبطالها أو شهداءها الحقيقيين ، الذين يروون بعرقهم ودمعهم ، بل ودمهم إن تطلب الأمر شجرة عزتهم وكبريائهم ، دون ضجيج أو صراخ أو صخب .
كن رجلاً ، لا يشغل بالك من صفق لك ممن سخر منك ، فبصرك النافذ يخترق حجب المستقبل ليستقر على هدفك وحلمك .
سر إلى هدفك في قوة .. وصمت ..
تتعثر فتنهض دون شكوى أو تذمر ..
تنجح وتعلوا دون صخب أو ضجيج ..فهكذا عرفنا الأبطال .. والعظماء .. وأصحاب الرسالات الحقة
من كتابي : أفكار صغيرة لحياة كبيرة

الثلاثاء، 11 مارس 2008

أحبك .. يا رسول الله


الخميس، 6 مارس 2008

حـكمــــــــــــــــــــة القنافــــــــذ


يُحكى أنه كان هناك مجموعة من القنافذ تعاني البرد الشديد ، فاقتربت من بعضها وتلاصقت طمعا في شيء من الدفء ، لكن أشواكها المدببة آذتها ، فابتعدت عن بعضها فأوجعها البرد القارص ، فاحتارت ما بين ألم الشوك والتلاصق ، وعذاب البرد ، ووجدوا في النهاية أن الحل الأمثل هو التقارب المدروس ! .
بحيث يتحقق الدفء والأمان مع أقل قدر من الألم ووخز الأشواك .. فاقتربت لكنها لم تقترب الاقتراب المؤلم .. وابتعدت لكنها لم تبتعد الابتعاد الذي يحطم أمنها وراحتها .. وهكذا يجب أن يفعل السائر في دنيا الناس ! .

فالناس كالقنافذ يحيط بهم نوع من الشوك الغير منظور ، يصيب كل من ينخرط معهم بغير حساب ، ويتفاعل معهم بغير انضباط .
لذا وجب علينا تعلم تلك الحكمة من القنافذ الحكيمة ، فنقترب من الآخرين اقتراب من يطلب الدفء ويعطيه ، ونكون في نفس الوقت منتبهين إلى عدم الاقتراب الشديد حتى لا ينغرس شوكهم فينا .
نعم الواحد منا بحاجة إلى أصدقاء حميميون يبثهم أفراحه وأتراحه ، يسعد بقربهم ويفرغ في آذانهم همومه حينا .. وطموحاته وأحلامه حينا آخر .
لا بأس في هذا .. في أن يكون لك صفوة من الأصدقاء المقربين .
لكن بشكل عام ، يجب ـ لكي نعيش في سعادة ـ أن نحذر الاقتراب الشديد والانخراط الغير مدروس مع الآخرين ، فهذا قد يعود علينا بآلآم وهموم نحن في غنى عنها ..
وتذكر دائما حكمة القنافذ .

الاثنين، 3 مارس 2008

كرة الثلج


زوجتي من أصول نازية !!!
ـ قالها لي الزوج النحيف بصوت خافت ، وعينيه تمسح المكان خشية أن يكون أحدهم قد التقط كلمة أو أكثر فيطير بها إلى مترقب يبحث عن سبب وجيه للتعذيب .
ـ فقلت له مستفسرا : تقصد أنها من أصول ألمانية ؟ .

ـ فنظر إلى في حدة ، وقرأت في عينية علامات خيبة الأمل من الأستاذ الذي ( لا يفهمها وهي طائرة ) وقال وهو يضغط على كل حرف من عبارته : بل نازية ؟!


رائع هو الزواج الذي يجعل المرء منا يرى حقب التاريخ باختلافها داخل جدران بيته الأربعة .


ـ فقلت لزائري الوجل وأنا أداري حيرتي : إذن لديك في بيتك ذلك الرسم اللطيف للصليب المعقوف ، وتحيي أهل بيتك بتحية الفوهلر الشهيرة .
ـ فانفجر الرجل منفعلا : هل تتصور رجلا يعيش في الجحيم ؟ . إنه أنا .
تحاصرني زوجتي بالمشكلات ، وتكبلني بقيود من الهموم والآلام التي لا تجعلني أهنأ أو أرتاح لدقائق ألتقط فيها أنفاسي كي أواصل رحلتي الكادحة من أجل توفير لقمة العيش لها ولأبنائنا .
مهما فعلت لا ترضى ، لا أدري ماذا تريد مني ، إنها تريد قتلي .


إنها الزوجة النكدية إذن .. لكنها نكدية بشكل مروع ، فالرجل على وشك الجنون .


ـ فقلت لزائري بتعاطف : عظم الله أجرك ، وصبرك على فداحة مصابك ، احك لي يا صديقي عن المشكلات التي تنشئ بينكم ، وابدأ بالمصائب العظيمة ، هيا كلي آذان مصغية .
ـ صمت الرجل في حيرة ثم قال : بيتي الذي يجب أن أرتاح فيه سيرك ، غير مهيأ للراحة ، أبنائي الذين حلمت بهم يستقبلوني في مرح وسعادة ، تهيئهم أمهم في طابور عرض كي يستقبلوني بجملة مصائبهم طوال اليوم .
غرفة النوم ، ذلك المكان الذي يفترض أن يشتاق إليه المرء كي يرتاح فيه من جملة تعبه وآلامه صار غرفة اعتراف وتعذيب ، تمارس فيها كل أشكال وألوان الصراخ والتأنيب ، وتسكن في كل زاوية منه قطط الشكوك وسوء الظن .
ـ فقلت لصاحبي المستجير : ما هي أسوء صفات زوجتك ؟
ـ فقال وقد أدهشه سؤالي : كثر .. لا يمكنني التحديد .
ـ فقلت : لا لا يجب أن تعطيني 5 صفات أو أكثر ، إنها من أصول نازية يا رجل ، إذن لن تعجز عن استدعاء صفات تقشعر البدن .
ـ فأجابني مرتبكا : لا هي ليست شريرة ، ولا يمكنني وصمها بالخيانة أو الاستهتار أو تدمير حياتنا بقصد ، لكنها المشكلات الصغيرة المتكررة ، والتي أصبحت من كثرتها كالأشواك التي تغطي أرض حياتنا ، ما إن تخطو خطوة إلا وتصيبك بجرح يدميك .
ـ فقلت مؤكدا على كلامه : إذن هي ليست شريرة .. ليست كارهة لك .. لا تحمل تلك الصفات التي تستحق أن يطلقها المرء من أجلها .
ـ فقال بسرعة : نعم .. لكنها في الوقت نفسه قادرة بشكل غريب على إحالة حياتي إلى جحيم ، وبأدوات بسيطة .

حسنا إنها حالة أخرى من حالات كرة الثلج المنطلقة !


كلنا يلتفت وبقوة إلى المشكلات الحياتية الكبيرة والضخمة ، ولا نلقي بالا بجملة المشكلات البسيطة التي تسيطر على حياتنا وتحاصرنا لتفاهتها وقلة شأنها .
لكننا وللأسف الشديد وبعد فترة من الزمن نجد أن تلك المشكلات وبتراكمها أصبحت ككرة الثلج التي بدأت صغيرة ثم أصبحت تكبر وتكبر كلما التصق بها مزيد من القطع الصغيرة .
فجأة نجد أنفسنا أمام كارثة تضج مضجعنا وتحيل حياتنا إلى عذاب وجحيم مستعر ، والسبب مجموعة توافه وصغائر ليست ذات قيمة ، أو هكذا كنا نظن .
صديقي عندما وسم زوجته بأنها نازية ، كان يقصد أنها تتفنن في جعل كل حدث أو موقف أداة لتعكير صفو مزاجه ، وإرهاق عقله وقلبه .
وأذكر حدثا تاريخيا يروى عن بعض الطغاة في التعذيب بواسطة أشياء صغيرة تافه ، لكنها تدفع للجنون ! .
فقد ذكر المؤرخون أن الصينيون كانوا يأتون بالشخص الذي يريدون تعذيبه ، ويضعوه في غرفة مغلقة ، لا يسمع فيها سوى صدى أنفاسه ، ويخلعون عنه ملابسه ، ثم يشدون رباطه في قوة ، ويضعوا أعلى رأسه دلو ملي بالماء ويثقبون هذا الدلو بحيث يُسقط ماءه قطرة قطرة على رأس السجين .
في البداية يكون ألأمر عاديا ، لكنه وبعد فترة طويلة ، يصاب المسكين بالجنون ـ وتتدمر خلايا مخه تماما .
والسبب قطرات ماء تافهة .
وهكذا المشكلات الزوجية التافهة ، تتكرر بشكل يومي رتيب ، فتعمل عملها في تحطيم مقاومتنا ، ونجد أنفسنا عاجزين أمام الطريقة المثلى لمحاربة هذه المشكلة ومحاصرتها .
المصائب الكبيرة كما أنها تكون شديدة الألم إلا أنها تكون واضحة جلية ، ظاهرة المعالم والتضاريس ، ويكون المرء أمامها وجها لوجه ، ويشحذ كل طاقاته وإمكاناته لمواجهتها والتغلب عليها .
أما تلك المشكلات البسيطة المتراكمة فتكبر على غفلة منا وتتضاعف .
ونكون أمامها في حيرة من أمرنا وتساؤل عن الكيفية التي يجب أن نعالج بها هذا الموقف .

ـ والحل يا خبير ؟؟
قالها الزوج البائس بنفاذ صبر وهو ينظر إلى نظرة استنجاد ، فقلت له : الأمر يحتاج منك إلى كثير عناية والتزام . رسولنا صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن ( الحلم بالتحلم ، والعلم بالتعلم ) ، وأنا أقول لك ( والحب كذلك بالتحبب ) .
وكما أن المشكلات الحياتية البسيطة تجمعت حتى صنعت ذلك الغول المخيف الذي أضج مضجع أيامك ، كذلك تفعل الممارسات الرومانسية في إعادة الهدوء والسكينة إليك مرة أخرى .
الأمر يا صديقي بحاجة إلى مساحات جوهرية من الصراحة والحوار والنقاش الجاد مع شريكة أيامك ، يحتاج إلى جلسة ثنائية لا يوجد بها مقاطعات ، يخرج فيها كل طرف ما لديه ، ويشكو كل منكما للآخر ، وستندهش عندما ستجد لديها أيضا ممارسات سيئة تضج مضجعها وتشجعها على فعل تلك الأفعال النازية على حد قولك .
ولا تستعجل التغيير ، امض نحو سعادتك خطوة خطوة ، واستدع من ملفات عقلك الممارسات الرومانسية الجميلة التي هجرتها منذ زمن ، وابدأ في تطبيقها .
وأعيد التأكيد على الحوار ، الحوار يا صاحبي قادر على إعادة الروح إلى حياتك الزوجية ، وأنا متأكد أن أصول زوجتك النازية تلك لم تظهر إلا بعدما هجرتما الحوار ، وأغلقتما الباب أمام جلسات المصارحة والنقاش الزوجي .
لا أعرف كيف أشكرك ؟ .. قالها لي في امتنان أشعرني بحرج حقيقي ، فقلت بتواضع : لا عليك يا صاحبي ، فقط ابدأ من الآن قبل أي وقت آخر في ما قلته لك ؟
وذهب صاحبي منتشيا إلى بيته ، ودعوت الله وهو يغلق باب المكتب ألا أراه قريبا شاكيا لي قسوة المعاملة في سجون الحلفاء !!! .
ملحوظة : كل ما أكتبه في هذه المدونة هو من إبداعي الشخص ، مالم أنوه بعكس ذلك ، لذا أستمحي عذرا كل من يقوم بنقل فقرات إلى منتديات أو مدونات أخرى أن يتفضل مشكورا بذكر المصدر .. وله مني كل الشكر .

السبت، 1 مارس 2008

حوار صحفي .. جداً .

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخبار عني جديدة ، ترى هل تهم أحد ؟؟!
لا أدري ..
لكنه لمن يريد معرفة بعض الأمور عن كريم الشاذلي ، أجد أن تلك الأخبار ستفيده إلى حد بعيد .
الخبر الأول : حديث صحفي لصالح مجلة النوارس الأدبية ..
أي حديث .. وأي صحافة .. أي نوارس ...؟؟
إتبع هذا الرابط وستعرف كل شيء .. تذكر .. كل شيء .
الخبر الثاني : مقابلة مع موقع الأسد .
أحسنوا الظن بي ، وطلبوا مني الرد على استفسارات الأعضاء ، أأمل أن أستطيع إفادتهم .
إتبع هذا الرابط .. وسترى كل شيء .
فقط .. هذا كل شيء