الخميس، 28 فبراير 2008

خبــــــــــر ـ أحسبه ـ مهم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بمشيئة الله سبحانه وتعالى وابتداء من يوم الاثنين القادم 3 مارس 2008، سيتم اذاعة برنامج ( أحلى شباب ) ، والذي سيقدمه العبد لله على قناة البدر الفضائية .
قناة البدر ـ لمن لا يعرف ـ قناة جديدة ، بدأت بثها المباشر منذ عشرة أيام تقريبا ، وهي قناة منوعات ذات طابع إسلامي .
تردد القناة هو : 10834 رأسي
نايل سات
ـ البرنامج سيذاع الساعة الثانية ونصف ظهرا ( موعد صعب أنا عارف)
ويعاد يوم الخميس ( بحاول أغير موعد الاعادة ادعولي ، عشان ما يكون الظهر كذلك) .
أأمل في أن تتابعوا البرنامج ، ولا تحرموني من جميل ملاحظاتكم .
أي استفسارات ... لبيكم أنا جاهز .

الأحد، 24 فبراير 2008

من أوراق زوج مثالي جداً

رُب متزوج ليس له من زواجه إلا الهم و تعكير المزاج





· هو : زوجتي لا تغلق أنبوب معجون الأسنان بالشكل المثالي ، وتسألني لماذا أنا غاضب ؟ .


· هي : لا أستطيع الصمت والمعاناة أكثر من ذلك ، إنه لا يخلع حذائه قبل أن يدخل ويسير على السجادة بهما ! .


· هو : سأخبرك بكل شيء كي تعرف كم أنا زوج صبور : إنها لا تطفئ الأنوار ليلا قبل أن تنام ، هل تعرف ما الذي يعنيه هذا ، إنها مستهترة مبذرة ، تظنني آتيها بالمال من البئر الذي تركه لي أبي .


· هي : لن أطيل عليك ، إنه ـ باختصار ـ يتعمد استفزازي وإهانتي تصور أنه يشاهد قناة الرياضة دائما ، ولا يدعني أشاهد قناة الأفلام عندما يكون في البيت !! .



بالرغم من أننا نشئنا نسمع عن الزواج وأهميته في استقرار الإنسان ، وإعطائه الطاقة والدافع كي ينشط وينجز ويتألق في الحياة محرزا النجاح تلو الآخر ، إلا أننا وبعد انقضاء تقريبا السنة الأولى من عمرنا كأزواج ، نبدأ في التعثر والانكفاء ، وتطل علينا مشكلات حياتية منوعة تعمل عملها في رج جدران البيت ، وخلخلة أعمدة الأسرة .
وقد يدفع هذا المرء إلى التفكير مجددا في اختياره لشريك حياته ، وهل وفق في هذا الاختيار أم لا !
علميا أثبتت الأبحاث أن السنوات الثلاث الأول هي التي يحدث خلالها أكبر نسبة طلاق ، وأن الزواج الذي يصمد أمام مشكلات البداية ، وأعاصير البدء يكون حظه في الاستمرار والاستقرار أكبر .
وأوعزوا ذلك إلى أن الاختلاف النفسي بين الرجل والمرأة ، واختلاف البيئة والتنشئة والثقافة ، والتصادم الذي يمكن أن يحدث من جراء هذا الاختلاف هو السبب .
وكلما أعطينا الفرصة لأنفسنا وللطرف في الفهم والاستيعاب والتقرب كلما كان التوفيق والنجاح أقرب لنا .

العقل والتوقعات

يقول العالم ديفيس اختصاصي تطوير الطفل والأسرة بجامعة مينوستا :
إن الزواج عملية كاملة تحوى في إطارها النضج والنمو المستمر, كما تحوي التكيف والتأقلم وكذلك التغيير. كل طرف يأتي إلى عش الزوجية بمجموعة من التوقعات, كل يتوقع من الآخر شيئا وأشياء, وكل يتوقع من نفسه أيضا ما يمكن أن يفعله في حياته الجديدة .
كل من الزوج والزوجة يحملان في عقليهما هذه الأفكار والتوقعات ، ويبحثا عنها ، فإذا لم يجدوها تعاملا مع الأمر بشكل حاد وعنيف ، بسبب حالة الإحباط التي تنتابهم .
تكبر وتتسع دائرة المشاكل بقدر المسافة بين التوقعات السابقة والواقع الحالي .
ولذلك نسمع العبارات المألوفة عند حدوث المشكلات :
لم يعد يحبني ..
ليس هذا هو الشخص الذي تزوجته .
وتبدأ المشكلات العابرة في السيطرة على حياة الزوجين والاتساع والتمدد في فراغ الحياة الزوجية .
أحمد وهند تزوجا بعد قصة حب عنيفة ـ كما أخبراني ـ لكنهما وبعد مرور ست أشهر على الزواج بدأ في العراك والتشاجر ، لدرجة أن أحمد حطم في أسبوع واحد فقط 3 أطباق ، و 12 كوب زجاجي و المكواة ، وجميعهم كما علمت مسجلين في قائمة الزواج .
وفي المقابل قامت هند بالذهاب إلى بيت والدها ثلاث مرات ، ودفع فاتورة هاتف بمبلغ 1200 جنية ، وإهمال تنظيف البيت طوال فترة المشاكل .
ـ وعندما بدأ أحمد بالتلويح بالطلاق ، وصراخ هند بأن هذا التهديد لا يخيفها ، وأن عليه أن يفعل ما بوسعه ، تدخلت لأشاهد تفاصيل مملة ومكررة لمشاكل أنشأتها التوقعات المبالغ فيها من كلا الحبيبين ، تدمرت على صخرة الواقع ، ولم يستطيعا التعامل معها بعقلانية وهدوء .
وكاد القلب بعاطفته وأحلامه ، أن يطيح بالعقل ومنطقه .
وبعد أسبوعين من التنقل بين أحمد وبيت أم هند حيث تسكن ، قررنا استنادا إلى صوت العقل والحب القديم الذي يجمع بينهما والقائمة ومؤخر الصداق الذي سيلقي به في السجن ، أن تعود المياه إلى مجاريها واستمرار الحياة .
إن الحياة الزوجية عزيزي القارئ أعمق من أن نعيشها خشية مؤخر الصداق ، أو من أجل الأبناء .
بل يجب أن نعمل على استمرارها لأنها جزء لا يتجزأ من منظومة النجاح والسعادة التي يطمح فيهما كل واحد منا .

كيف نتغلب على مشكلة التوقعات السابقة :
1/ دع التوقعات المثالية ، وتمسك بروعة التجربة ، كن واقعيا وتعامل بمرونة مع الأمر الواقع ، تماسك وبصلابة أمام منغصات الحياة اليومية .
2/ ركز على أخطائك واستدعها باستمرار ، فحينها ستدرك أن الكمال لله ، وأن الخطأ والزلل قاسم مشترك بين بني البشر جميعا .
3/ بح بمكنونات صدرك ، لا تترك صدرك يغلي كالمرجل بأحاديث سلبية وأفكار هدامة ، صارح الطرف الآخر بما يزعجك ويقلقك ويثير غيظك .
4/ تأكد من أن المشكلات لا تعني غياب الحب : أنتم مختلفين في الأفكار والرؤى ، كلاكما أتى من بيئة مختلفة ، ويحمل خلفية مختلفة ، مما ينشئ خلافا في الرأي وتضاربا في وجهات النظر ، اقبل بهذا ، ولا تربط بينه وبين غياب الحب أو موته .
5/ نمي الحوار دائما ، فالحوار يضيء بأنواره جوانب العقل ، ويذيب بصراحته الفجوات والشقوق ، ويكشف بشفافيته الأوهام والمشكلات الزائفة .


ـ مقياس الذكاء الناجح
كيف أقيس حرارة الحب ، ودرجة التوفيق في حياتي الزوجية ؟
بالرغم من أن كل أسرة تختلف عن جارتها ، في إدارة وتقييم أمورها ، إلا أن هناك جملة من الأعمدة التي تتكئ عليها البيوت السعيدة ، والتي يجب أن تعمل على النظر إليها وتعهدها بين الحين والآخر ، قبل أن تتآكل أو تزحف إليها الأمراض القاتلة ومنها :
1/ توافر البيئة الصحية للحوار الإيجابي : وكما أسلفنا فالحوار يعول عليه كثيرا في تنمية الحب وازدهاره من ناحية ، ومحاصرة المشكلات وقتلها في مهدها من ناحية أخرى .
2/ العطاء المتزن : كل طرف يحمل في قلبه دوافع قوية وصادقة للعطاء وتقديم الخير للطرف الآخر ، وأقصد بالمتزن أن يكون عطاءً خالصا ، فهناك عطاء يُسجل في ركن ما في الذاكرة حتى إذا حانت لحظة الصدام حدثت المقارنة بين ما قدمت أنا ، ومالم تُقدم أنت .
3/ الاتزان النفسي : وثبات الجنان أمام كل جديد سواء جيد أو سيد يقابل أي من الطرفين أو كلاهما في الحياة .
4/ الإيمان باختلاف الطبائع : والتعامل معها بهدوء وصبر وروية ، ومحاولة الفهم وتفهيم الطرف الآخر .
5/ المرونة : تجاه المستجدات .
6/ الإخلاص : وعدم الخيانة .

فخ الذوبان في الآخر
إن الرجل والمرأة قبل أن يغلق عليهما باب واحد ، كان لدى كل منهم ثقافة وبيئة وردود أفعال تجاه الأشياء تختلف عن شريك حياته .
وكما أسلفت فإن هذا الاختلاف ينشئ نوع من المشكلات والمناوشات بين كلا الزوجين ، لكنني أحب أن ألفت الانتباه إلى مشكلة في غاية الأهمية وهي مشكلة مطالبة أحد الأطراف ذوبان الطرف الآخر في دائرته .
والتي يستخدم فيها أسلحته من قوة الشخصية أو النفوذ ( المادي أو الاجتماعي ) .
علماء النفس أكدوا على أنه يجب على الزوجين إن أرادا حقا حياة زوجية ناجحة وسعيدة أن يتفاعلا مع بعضهما البعض ، وألا يذوبا في كيان واحد .
معللين ذلك بأن الزواج هو عبارة عن مؤسسة بين شخصين يضاف إليها أعضاء جدد ( الأبناء ) ، و تتأثر سعادة وراحة وقوة كل طرف بحالة الطرف الآخر .
فهناك تفاعل بين الشريكين يثير الحب ويحفزه ، ويستفز المشاعر الطيبة ويدفعها إلى التعبير عن نفسها .
أما محاولة الاندماج فإنها في بدايتها ـ والذي غالبا ما يكون في بداية الزواج ـ تثير مشكلات وتصادم ، وإن تحققت يوما ما فإنها تلغي شخصية طرف على حساب طرف آخر ، مما يجر مجموعة من المشكلات للطرف المسلوب كفقدان الثقة في النفس ، وغياب المبادرة والايجابية بداخله ، وعدم التفاعل الحار مع الشريك الآخر ، أما الشخص المذاب فيه فإنه و برغم سعيه إلى هذا الاندماج يتذمر ويشتكي من سلبية الطرف الآخر وغياب بريق شخصيتها ! .

الثلاثاء، 19 فبراير 2008

قراءة في كتاب الآن أنت أب

الآن أنت أب
هذه المرة أترككم وقراءة في أحد أحب الكتب إلى قلبي ،وهو كتابي الثاني ( الآن أنت أب) ، قامت بقراءته وتلخيصه الأستاذة / ليلى السيد ، في موقع الأمة أون لاين ..
مقياس الثروة في الأمم أصبح يعتمد على عدد ما تملكه هذه الأمم من ثروات بشرية، وعقول فذة، لذا كانت التربية الواعية الصحيحة هي أول وأهم احتياجات تلك الأمة الضائعة، وفي المقابل نجد أن العجز الحقيقي في تقدم أمة من الأمم هو فقر المواهب، أو (قتل المواهب!)، من خلال هذا الوأد الممارَس من قِبَل الآباء، ومن قبل الحكومات، لذا كانت "التربية" هي كلمة السر لأي أمة ناهضة، تعزم على دخول مضمار السباق.

هكذا حدد "كريم الشاذلى" هدفه من نشر كتابه "أنت أب الآن"، الصادر عن دار أجيال في طبعته الأولى عام 2006م، مؤكدًا أنه لا يجب أن نركن إلى ميراث الآباء والأجداد فقط، بل نأخذ ما فيه من خير، وندع ما لا يتناسب مع وقتنا الحالي، فالطفل الذي لا نُعده الإعداد المناسب، ليعيش بكفاءة في عصر معقد، يكون حظه - غالبًا- العيش على هامش المجتمع، منفعلا غير فاعل، وآخذًا غير معطٍ، بل ربما جعلنا منه مخلوقًا قابلا لأن يستغله الآخرون أسوأ استغلال.
كما أجرى الكاتب مقارنة في غاية الأهمية، عندما وضح الفرق بين مفهوم الرعاية ومفهوم التربية، عندما حذر الآباء من الخلط بينهما، فيقول: إن رعايتي لولدي تعني توفير الملبس والمسكن وسبل الحياة الطيبة، أما تربيتي إياه فتعني تعليمه الخطأ والصواب، الحلال والحرام، ما لا يصح وما يفترض أن يفعله، وهو ما يستلزم توفرهما الاثنين في الأب.
وبدأ الكاتب يسرد بعض الصفات التي يجب أن يتحلى بها المربي، ومنها:
* يجب أن يُحس الابن أن الأب أعلى منه، وأنه منه - بالطبيعة- في موقف الآخذ المتلقي، فلا يجب أن يُحس الطفل عندما يقترب من المراهقة أن شخصيته أكبر من شخصية والديه، وهنا يرفض التلقي منهما، ويتمرد عليهما.
* أن يشعر الابن أن لدى أبيه ما يقدمه له، وإلا لن يكون للأب التأثير الفعال في نفسية الابن، وسيبحث عمن يتلقى عنه، فيجب على الأب أن يمتلك رصيدًا من التجارب الشخصية، والمعلومات التربوية، التي يعطيها لولده؛ حتى يكون ملمًّا باحتياجات طفله.
يقع الآباء أيضا في بعض الأخطاء الفادحة، فنجده يشتد على ولده في سنينه الأولى، وهى سنين اللعب والتدليل، ويصادقه، ويفرط في الثقة فيه، في سنوات يجب أن تكون سنوات التوجيه والتربية، ويحاول أن يجرب كل الوسائل في فترة المراهقة، فيفشل فشلا ذريعًا.
* يجب أن يكون الأب حسن العطاء، فوجود ما ستقدمه لطفلك لن يُجدي إذا لم تقدمه بأسلوب حسن طيب.. أسلوب الترغيب لا الترهيب، والضمان الأول لذلك هو الحب، فيجب أن يشعر الطفل بحب أبيه؛ حتى يقبل منه ما يقدمه له.
* أن يكون مُقدرًا لمكانة التربية، فالتربية تحتاج إلى التعب والتفاني والإخلاص، وهذا ما لا يقدر عليه سوى قلة قليلين، وبعض الآباء لا يريدون أن يُتعبوا أنفسهم، وهل يوجد شيء يستحق أن تتعب لأجله كتربيتك لأبنائك؟، هل هناك إنجاز يساوى نجاحك في تربية رجل صالح، أو امرأة فاضلة؟.
* ينبغي أن يكون الأب قادرًا على المتابعة والتوجيه، التربية عملية مستمرة لا يكفي فيها التوجيه العابر، مهما كان مخلصًا، ومهما كان صوابًا في ذاته، إنما يحتاج الأمر إلى المتابعة، والتوجيه المستمر.
* أن يتعهد نفسه بالتربية الذاتية، يجب أن يدرك المربي أنه لم يصل إلى قمة الهرم التربوي، وأن حاجته هو نفسه للتربية لا تقل عن حاجة طفله.
فالمربى الذي لا يملك تغيير عاداته في التفكير، والتعامل، وقبول النقد، والتكيف مع الجديد، كلما حاد عن الجادة، هو "مربٍّ دخل مرحلة التخشب".
توجه "الشاذلى" بعد ذلك في كتابه بسؤال للآباء، قائلا: "أين يتربى ابنك؟"، ويجيب عن نفسه قائلا: أجمع علماء التربية وعلم النفس أن البيت هو أقوى مؤثر في سلوك الابن، ومنه يأخذ مبادئه وقيمه وعاداته، وذلك بحكم التصاق الابن به، وقضائه وقتًا طويلا فيه، ففي دراسة صدرت مؤخرًا، في مجلة "ريدر دايجست"، ظهر أن 60% من الطلاب؛ الذين يجلسون مع كامل أفراد الأسرة، على الأقل 4 مرات أسبوعيًّا، أفراد يتمتعون بالقبول والاحترام في مجتمعهم.
ويستطرد كريم مؤكدًا أن التأثير على الأولاد يأتي من خلال جعل العلاقة بين الآباء والأطفال قوية ومتينة، فحين يكون الطفل محبًّا لوالديه، متعلقًا برضاهما عنه، يكون وزن البيت في حسه أثقل من وزن الشارع، فيستطيع البيت أن يُصلح ما أفسده الشارع، أو بعضه على الأقل.
وينصح الكاتب الأمريكي "دوج باين" الآباء قائلا: "لا تترك لطفلك مساره في الحياة، بل أنِرْ له طريقه، ووفر له مجموعة واسعة من المقترحات، واتركه يختر، فدورك مع ابنك يقتصر على التوجيه، وليس تحديد ما تريده أن يكون؟، لأن هذه الجزئية بالذات من أشد خصوصيات الابن، والتي يجب أن يختارها بنفسه، وبدون تأثير من أحد..
فنحن للأسف نريد أبناءنا أن يكونوا كما نحب لا كما يحبون"، ويعلق الشاذلي على "دوج" قائلا: إن طفلك يحتاج أن يشعر بهوية، ومن هنا وجب عليك أن تغرس فيه حب الإسلام، وتحضره للاندماج التاريخي والمجتمعي، بقص بعض مآثر العظماء في هذه الأمة، وتعريفه بلمحات من عظمتها ونبوغها، وتركه بعد ذلك يحدد ما يريد أن يكون.
ومن أهم الصفات التي يجب أن يزرعها المربي في ولده، كما ذكر بالكتاب "صفة الانضباط"، والانضباط يعنى ببساطة منع سعادة بسيطة أو حالية؛ للحصول على سعادة أكبر في المستقبل.
والضبط مقدرة يتدرب الإنسان عليها، وعادة يتعودها، وكلما تدرب عليها وهو صغير كان أقدر عليها، وأكثر تمكنًا منها، فيجدها حاضرة في أعصابه حين تفاجئه الأحداث، وبالتدريب يستطيع الأب زرع هذه الصفة في ولده، مع استدعاء شواهد محيطة تقوى هذا المعنى، فيقول له مثلا: "الإفراط في أكل الحلوى يسبب لك آلام الأسنان، كما حدث لك يوم كذا".

يستكمل الشاذلي نصائحه للآباء قائلا:
- يجب أن يعطي الوالدان لابنهم مساحة من الحرية؛ كي يستطيع أن يتعلم تحمل المسئولية، والثقة بالنفس، ومن الخطأ أن نُحجِّم الولد، ونحسب عليه خطواته، وأن نجعله منفذًا فقط لأوامرنا، دون أن نعطيه حقًّا في الاختيار والمفاضلة، فهذا من شأنه أن يصنع رجلا إمعة، يسير حسب أهواء الناس، فمثلا، بدلا من اختيار ملابسه نعطيه المال وندعه يختارها بنفسه، والحرية تُعد الخطوة الأولى في تمهيد الطفل لتحمل المسئولية، فالشخص الحر شخص مسئول.
والشخص المسئول يُعمل عقله، ويفكر دائمًا، ويطرح اقتراحات، ويقارن، ويختار بينهما، فنحن عندما نعطي لأبنائنا المسئوليات نطرد من عقولهم وهم العقول المستريحة، والشعور بالدونية، ولن يكون ذلك إلا بتكليفه بالمسئولية منذ نعومة أظفاره؛ حتى يصل به المستوى إلى إحساس عالٍ من المسئولية.

العقــــــــــــــــاب
- إذا عاقبت ولدك فأعلمه لماذا تعاقبه؛ حتى يعرف الولد تحديدًا نوع الخطأ الذي ارتكبه، فقد ترى ما لا يراه ولدك، وتعاقبه وهو جاهل لمَ كان العقاب، أيضًا من الأفضل قبل أن تعاقبه أن تتحدث معه، وتجعله يعترف بخطئه، فهذا سيجعله أكثر حرصًا في المرات القادمة، على عدم الوقوع في نفس الخطأ مرة أخرى، لذا تريث قبْل أن تُهدد، فليس من الحكمة أن تهدد ولا تفعل، كثيرون هم من تسبقهم ألسنتهم في تهديد أبنائهم.
إن لم تتوقف سأضربك.. لا تفعل وإلا لن تخرج معي بعد ذلك، ثم لا يتوقف الطفل، ولا ينفذ تهديده الأب، فيتولد لدى الابن استخفاف بالتهديد، فبذور العصيان تَنبت من مثل تلك المواقف، لذلك يجب أن تعي ذلك، وتفرض سيطرتك على الطفل، بقرارات حاسمة منفذة، وإلا ستصبح تهديداتك بلا قيمة لديه.
- أخطر شيء أن يكون الأب والأم على منهجين فكريين مختلفين، فحينها ستفشل التربية، فما يُلقنه الأب ستمحوه الأم والعكس، فحينما نطالب الأب والأم بتوحيد منهج التلقي لدي الولد؛ فإننا نطالب الأب والأم على حد سواء أن يتعبا؛ من أجل أن لا يدفع الابن ثمن أخطاء هو غير مسئول عنها، فيجب أن ينظم الأب والأم مسئولياتهم تجاه الابن، بحيث يشعر أنه بأمان، ويشعر بمتانة البيت الذي يحيا فيه.
يجب أن يَعلم ولدك مَن المُوكَّل بتسيير دفة البيت، فمثلا إذا أراد أن يخرج يعلم أنه لابد أن يستأذن من الأب، وإذا استأذن من الأم يجب أن توجهه الأم إلى أبيه، وتخبره بأنه الوحيد صاحب الحق في إعطائه هذا الترخيص، أو العكس، إذا كانت الأم هي الموكلة بذلك الأمر.
- لا تتشاجر أو تختلف مع أمه أمامه؛ فإذا حدثت أية مشكلة فأجلا النقاش إلى أن تذهبا إلى غرفتكما، فليس بالشيء الهين أبدًا أن يرى الابن أباه يتشاجر مع أمه، أو ينشأ في بيئة تحيطها المشكلات من كل جانب، فيشعر بعدم الاستقرار والأمان.
ويسأل الشاذلي الآباء مرة أخرى، قائلا: هل تضرب ابنك ؟، فيقولك إن 95% من الذين يضربون أبناءهم لا يضربونهم لأسباب تربوية مقبولة، لكنهم يضربونهم للتنفيس عن غضبهم.
كذلك فإن خبراء التربية أكدوا أن الطفل الذي يعيش مهددًا دائمًا بالعقاب الجسدي يفقد الثقة بنفسه، وقد اتفق التربيون على خطأ العقاب البدني حينما يكون هو الأصل، وهناك من رأى عدم مشروعيته من الأساس، وأنه لا يجب التعرض للضرب؛ لأنه يعقد الطفل، ويزرع لديه الخوف، وكثيرًا من المشكلات النفسية.
لذا؛ فنحن نرى أنه لا يجب اعتماد الضرب كوسيلة تربية، إلا في حالة فشل جميع الوسائل الأخرى، والتي قلما تفشل إذا مورست بشكل صحيح.
كما أن هناك طرقًا أخرى للعقاب، يجب أن يعلمها الأب، ويلجأ إليها كبديل عن الضرب، ومنها، على سبيل المثال: الحرمان من الامتيازات، بأن يدرك الصبي أن وقوعه في الخطأ يعنى حرمانه من مصروفه، والخروج مع أصدقائه، وعدم مشاهدة برنامجه الكرتوني المفضل، وعدم الجلوس على جهاز الكمبيوتر.
كذلك من الأهمية أن نضع في اعتبارنا الفروق الفردية بين طفل وآخر، فهناك طفل تضيق به الدنيا إذا وجه له أبوه عتابًا وجافاه، وأخر يتألم إذا عبس أبوه بوجهه، وثالث متمرد لا يستقيم حتى يذوق العقاب الجسدي.
وأكد الشاذلي في النهاية على أهمية الحوار بين الآباء والأبناء، قائلا: إن الحوار يربي الجانب العقلي، والروحي، والنفسي، والاجتماعي، ويجب أن يكون الحوار في حد ذاته أسلوب حياة، كما يجب أن يكون تعاملنا مع أبنائنا على مستوى الجهد المبذول، لا على مستوى الذكاء
http://www.alummahonline.com/?zPage=Systems&System=PressX&Press=Show&ID=9480

الخميس، 14 فبراير 2008

امتلك قطعة من الحياة


امتلك قطعة من الحياة


هيا يا صديقي أحضر ورقة وقلم ، وتعال كي تكتب نعيك ! .
أدري أنه مطلب شؤم ، لكن المغزى منه جد مهم ! .
أحد الصالحين كان يجلس في حفرة ويقول ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا ) ، ثم يقول لنفسه : هيا قم ها قد عدت ، أرنا ماذا تعمل ؟ ! .
إن المحتضر يمر على ذهنه حال احتضاره شريط حياته ، فيود صادقا تغيير أحداث ومواقف ، ويأمل في أن يضيف لمشواره إضافات أخرى أكثر قوة وخيرية ونُبل .
إستطاع الروائي غابريل ماركيز ، أن يعبر عن هذا المعنى جليا بعدما اكتشف إصابته بالمرض اللعين وشعر بظلال الموت تزحف لتنهي حياته الحافلة فكتب على موقعه على شبكة الانترنت رسالة موجهة إلى قرائه قال فيها : آه لو منحني الله قطعة أخرى من الحياة ! ، لاستمتعت بها ـ ولو كانت صغيرة ـ أكثر مما استمتعت بعمري السابق الطويل ، ولنمت أقل ، ولاستمتعت بأحلامي أكثر ، ولغسلت الأزهار بدموعي ، ولكنت كتبت أحقادي كلها على قطع من الثلج ، وانتظرت طلوع الشمس كي تذيبها ، ولأحببت كل البشر .
ولما تركت يوما واحدا يمضي دون أن أبلغ الناس فيه أني أحبهم ، ولأقنعت كل رجل أنه المفضل عندي .
ـ كانت هذه قارئي الحبيب نصيحة رجل وقف على حافة الموت ، يتمنى أن يعود بقدمه للخلف كي يقتنص قطعة أخرى من الحياة ، وما أريده منك الآن أن تبصر بوضوح أن أمامك قطعة من الحياة تستطيع أن تفعل فيها الكثير .
عندما أطالبك بأن تكتب نعيك أريدك أن تكون أكثر وضوحا لما تريده من حياتك المستقبلية .
أكثر استفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم .
أقل أخطاء وعثرات .
تصور أن أولادك مثلا بعد ثلاثون عاما سيجلسون لكتابة نعيك ، ما الذي تود أن يكتبوه فيه ؟ .
هل يكتبوا اسمك فحسب ، نظرا لأن حياتك لم يكن فيها ما يميزها ؟.
أم أنه سيكتب في النعي صفة رنانة ( المربي الفاضل ، رائد العمل التطوعي ، رجل الأعمال الخلوق ) .
لا تخرج من الحياة يا صديقي كما دخلتها ، صفرا من الإنجاز والتقدير .
أمير الشعراء ( شوقي ) يلهب حماستك أن ( كن رجلاً إذا أتوا من بعده يقولون مر .. وهذا الأثر ..) . فأين أثرك الذي يدلل عليك ، أين معالم إنجازك ، وملامح عظمتك ؟ .
وا أسفاه على امرء ينظر إلى سنين عمره وقد طوتها الأيام طياً ، بلا إنجاز يذكر ، أو فعل يخلده .
قم الآن قارئي الحبيب وأحضر ورقة بيضا ، واسأل الله أن يهبك العمر المديد والعمل الصالح ، واكتب نعيك بنفسك ، وتعهد لذاتك بأن تحقق ما اخترته ليكون عملك الخالد الباقي .
أنظر إلى آخر الطريق ، قبل أن تجد السير فيه ، وأتح لنفسك الفرصة كي ترى المستقبل ماثلا بوضوح أمامك ، وتذكر دائما قول خالقك ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد) .

إشراقة : من يرى العالم وهو في الخمسين من عمره مثلما كان يراه وهو في العشرين فقد أضاع ثلاثين سنة من عمره... محمد علي كلاي

الثلاثاء، 12 فبراير 2008

منتخب الساجدين

عذرا إن أسهبت في حديث قد يبدوا للوهلة الأولى كرويا ، رغم كوني غير متحمس لكرة القدم
بيد أن ما حدث قبل وأثناء وبعد مباراة مصر مع الكاميرون لشيء يستحق الوقوف والتأمل .. وبروية شديدة
قبل المباراة لم تتوقف رسائل sms من جميع الأقطار العربية التي تربطني صلة بأحد أبنائه ، تتمنى الفوز للمنتخب المصري .
وهذه للعلم حادثة تحدث لأول مرة ، فلست بالمشجع المعروف بشغفه الكروي ، كما أني لا أحب ضجيج المشجعين وهتافاتهم
وفازت مصر بهدف معجزة ـ كما وصفه الخبراء ـ وحملت مصر كأس البطولة

لقد سعدت أيما سعادة بهذا المنتخب ، وهمت حبا بهولاء الفتية الساجدين
ما أجملهم وأحلاهم وأروعهم وهم مطئطئي الرأس لله بعد كل هدف
هل أبالغ حينما أقول أن أبو تريكة أجرى الدمع في أحداقي وهو ساجد لله بعد الهدف
بل لقد اقشعر جسدي وأنا أراه يرفع يده عاليا بعدما أضاع أحد الأهداف ، وأسمعه يقول ( كن معي يا الله ) .. نعم أسمعه
أسمعه .. وبوضوح
قلبي سمع تمتماته .. وتجاوب مع زفرته الحارة .. وقال آآآآمين خلفه في صدق
أحمد فتحي في المبارة التي سبقتها يحث اللاعبين على السجود .. فما أروعك
إنهم يخبرون أنفسهم والعالم أن صاحب اليد الأولى والعليا فيما هم فيه هو من يسجدون له .
تذهب الكرة بعيدا .. ويدخل الكاس إلى دولاب البطولات
ولكن تبقى تلك اللحظات الجميلة الصادقة .. ما أعظمك يا إيمان حينما تملك القلوب
حتى في لعبة اسمها كرة قدم

الجمعة، 1 فبراير 2008

في معرض الكتاب .. كانت لي أيام

مرحبا أعزائي .. وسلام من الله عليكم موصول .. ورحمة وبركة لا تنقطع
يناير من كل عام تعني لي الكثير .. فهو التقاء العاشق بمعشوقته ، والاعتكاف في محراب هواها لعشرة أيام تزيد يوما أو يومين فشهر يناير ـ لمن لا يعلم ـ هو موعد معرض القاهرة الدولي للكتاب ، وفيه ألتقي بالجديد من الكتب ، وصحائف الحكمة ، وإبداعات المبدعين أنهل في شراهة ما تقع عليه عيناي ، غير آبه بوقت ، أو جهد ، أو ميزانية قد أعاني من جراء إنتهاك حقوقها لأشهر قد تصل إلى الأربعة :)
وفي هذا العام كان لمعرض الكتاب مذاق غير موصوف ، ففيه قد التقيت بأصدقائي من قرائي الأعزاء ، وأساتذتي الأفاضل ، ورفقاء درب قد طالت غيبتهم ، وهفا إليهم القلب ، وتمنتهم الروح في إلحاح .. فلأدع أمر الكتب جانبا ، وأحدثكم عن أصدقاء لي أنست بهم هذا العام ، وقد كانوا كثر ، فلله الحمد الكثير
ـ أول من التقيت بهم كان صديقي العزيز ، والكاتب المهذب د. شريف عرفه ، هنأته على كتابه ( لماذا من حولك أغبياء ) ، وتشرفت بإهدائه نسختين من كتبي الجديدة ( جرعات من الحب ـ امرأة من طراز خاص ) ، أنست به لساعة ، لا تحسب من حساب العمر
ـ ثم كان لقائي الثاني بكلا من أخي الحبيب : شريف شحاته ، الكاتب الواعد ، ثم الأخ الداعية مصطفى حسني ، طفنا سويا على أروقة بعض المكتبات وسعدت بهم أيما سعادة ، وأفاضا علي من طيب أخلاقهم الكثير
ـ ثم كان الموعد مع أستاذي : أحمد خالد توفيق ، أثناء توقيعه على روايته الجديدة في دار ميريت ، عاتبته على إهماله لي فترة طالت من الزمن ، لكنه ـ بجمال أصله المعهود ـ ملكني ، ونثر من عبق فضله علي ، فودعته بحرارة تغلب عتاب اللقاء .
ـ ثم التقيت بالمذيع اللامع الأستاذ : أحمد منصور ، وبالرغم من مرور أربع سنوات كاملة على لقائي الأول به ، إلا أنه كما هو محترف في إرسال النظرات ، ولكل حرف في فمه دلالة ، مذيع ... شيئ طبيعي يعني :)

أداعب الأستاذ أحمد منصور بقولي : قريبا سأجلس على كرسيك ، شاهد على العصر طموحي القادم ، وقناة الجزيرة قبلتي

ـ في المعرض هذا العام رأيت مشاعر الحب لشخصي الضعيف ، وأحسست بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي
فبين أستاذ لي يعطيني من جزيل علمه ، وفضله .. وأصدقاء لي يتابعون أعمالي ويشجعوني ، أقف شاكر الله
واعدا كلاهما بألا أخط سوى ما يرضي الله .. ويرضيكم