الخميس، 28 مايو 2009

معتقدات الحب البالية !!.

نشرت في جريدة الدستور الأربعاء27 مايو 2009
اليوم أنتم مدعوون لتكتشفوا معي معتقدين باليين من المعتقدات التي أخبرونا بها، وعلمونا إياها عن الحب والزواج ! .
أما الأولى فقولهم بأن الحب لا يعيش مع المشكلات ! .
وبأن الضغوط اليومية قادرة على محو الرومانسية من حياتنا !.
وهذا ـ لو نعلم ـ معتقد باطل، وتصور لا يوجد سوى في الروايات العاطفية .
فالحياة الزوجية السعيدة لا تخلوا أبدا من منغصات ومشكلات، وستتوفر فيها كل أشكال الضغوط والاضطرابات، وقوة الحب تظهر في العيش مع المشكلات، متحديا إياه أن يكسره أو يلغي وجوده .
أنا لا أقصد المشكلات العابرة البسيطة، أنا أحدثك عن المشكلات الكبيرة المستمرة !.
نعم سيظل هناك شيء أو مجموعة أشياء نختلف عليها مع شريك عمرنا، ونتناقش بشأنها حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا !.
ولعلك تسألني وما دور الحب إذن .
وأجيبك بأنه هو الذي يعطينا القدرةعلى العيش مع من نختلف معه، دون أن يدفعنا إلى التعصب والتشدد، ومحاولة التغيير الأرعن التي يلجأ إليه أصحاب الأفق الضيق .
ما المشكلة في أن أظل على موقفي من أن محاولة وضع حدود لعلاقتنا الاجتماعية هو الأفضل، بينما ترى زوجتي أن الأفضل التعامل بإيجابية وانفتاح أكبر مع الآخرين ؟
سنظل هكذا حتى آخر العمر دون أن يغير أي منا طريقة تفكيره، وسيظل الحب أيضا معنا .
الآن دعني أسألك :
هل تحب أنت وشريكك نفس نوع الطعام ؟، هل هواياتكما مشتركة؟، هل تتفقان على طريقة واحدة لتربية الأبناء؟، هل تتفق أمزجتكم على طول الخط ؟ .
أأمل أن تكون صادقا وتقول .. لا .
زدني إذن وقل لي بأنكما تختلفان بشأن النزهة الإسبوعية، وزيارة الأهل والأقارب، وبشأن خططكما المادية، وتطلعاتكم المستقبلية !.
وبالرغم من ذلك .. الحب موجود .. وباق .. وفي ازدياد !.
الحب يعيش مع المشكلات الحياتية، ويتنفس مع وجود الضغوطات اليومية، ويمكننا أن نغضب من بعضنا، لكن قلوبنا مغلقة على احترام وحب وإكبار متبادل .
أما المعتقد الخاطئ الآخر فيقول بأن الزوجان السعيدان يجب أن تكون لديهما هوايات مشتركة .
وهنا ودعوني أقص عليكم أحد أسراري الخاصة !. فلقد كان أحد شروط زواجي أن أتزوج بفتاة تحب القراءة، ولديها التزام يومي بالقراءة قبل النوم لمدة نصف ساعة، قبل أن تطفئ نور الغرفة بعدما تقبلني على جبيني متمنية لي نوما سعيدا! .
ليس هذا فحسب، بل يجب أن تكون مؤمنة بأهمية الشاي الأخضر للإنسان، وتشربه بشكل يومي !.
أشعر بك تبتسم، الأمر ببساطة أنني كنت مؤمنا بأن الزواج الناجح السعيد يقوم على توفر هوايات مشتركة تجمعنا أنا وشريكة عمري، ولأنني أعشق القراءة، وأحب الشاي الأخضر، فلقد ظننت أن زواجي من امرأة تتوفر فيها هاتان الصفتان الجوهريتان، كفيلا بجعل حياتي سعيدة وممتعة !.
والآن وبعد خمس سنوات من الزواج من امرأة لا تطالع في الجريدة ـ إن طالعت ! ـ سوى مقالات زوجها، ولا تؤمن بأهمية الشاي الأخضر يمكنني القول أني كنت واهم مخدوع !.
فبالرغم من أن توفر هواية مشتركة بين الزوجين شيء جميل وممتع، إلا أنه أبدا ليس أساسا من أسس الزواج السعيد، وكم من الأزواج والزوجات عاشوا سعداء بالرغم من تضاد ميولهم وهواياتهم، فالزوج يعشق تشجيع نادي الزمالك، والزوجة تكره الكرة وتحب مشاهدة الأفلام القديمة، ومع ذلك احترم كل منهما هوايات وخصوصيات الشريك الآخر، ووفر له ما يحتاجه من دعم من أجل الاستمتاع بما يحب .
من هنا أذكرك عزيزي القارئ بخطورة أن نتألم ونحزن لأن هواياتي تختلف عن هوايات شريك حياتي، أو لأن اهتماماتي بعيدة عن اهتماماته، أو أن نربط بين توافق ميولنا وأهوائنا وبين الحب .بل يجب أن تتحرر من هذا المعتقد الباطل، وتصبح مثلي حيث لم يعد يحزنني أن أشرب وحدي كوب الشاي الأخضر بينما زوجتي ترشف ـ باستمتاع ـ عصير الليمون المثلج !

الثلاثاء، 19 مايو 2009

التطور الطبيعي للحب

نشرت في جريدة الدستور المصرية اليوم 20 /5/2009
خدعونا فقالوا أن الأزواج والزوجات يجب أن تظل عاطفتهم ملتهبة أبد الدهر !.

وإلا فإن غير ذلك عاطفة ميتة، وزواج ليس فيه روح !.

ولقد كنت أنا واحدا من هؤلاء، و ظل يطارد ذهني فترة صباي سؤال مهم .

هؤلاء العشاق الذين أراهم في الأفلام، وقد فازوا بمن أحبوا بعد صراع دام مع الأشرار السيئين، هل سيظلوا على أناقتهم، ورومانسيتهم، وعاطفتهم الملتهبة أبد الدهر ؟.

سؤال آخر لازمني فترة مراهقتي، لماذا ارتبط الشعر الغزلي بفترة ما قبل الزواج، ولماذا لم يخبرنا عنترة عن حقيقة مشاعره بعد زواجة من عبلة، وهل كان قيس سيلهب قلوبنا لو كانت ليلى زوجته على سنة الله ورسوله !؟.

الخميس، 14 مايو 2009

قــوة الصمـــــت

الصـمـــت
قبل ما يقرب من ألف وخمسمائة عام قال العظيم عمر بن الخطاب رضي الله عنه "إن الرجل يظل كبيرا في عيني حتى إذا تكلم ظهرت حقيقته" .
إن الصمت فضيلة وله في النفوس رهبة وإجلال ..
والمرء الذي يؤدب لسانه كي لا ينطلق مثرثرا ، ويلجمه بحنكة وذكاء لهو امرء قد فعل الكثير في سبيل امتلاكه القوة .
فكم من كلمة ألقاها صاحبها في غفلة من عقلة ذهبت بماله أو سمعته .. وربما برأسه بعيدا !.
يحكى أن لويس الرابع عشر حينما كان شابا يافعا ، كان يتباهى بقدرته على الحديث والكلام والجدال ، لكنه وحينما تولى مقاليد الحكم صار أقل كلاما ، بل لقد كان صمته أحد أهم اسلحته ومنبع من منابع قوته ، فمما يروى أن وزراءه كانوا يمضون الساعات في مناقشة القضايا الهامة ويجلسون لاختيار اثنان منهم لعرضها على الملك لويس الرابع عشر ، وكانوا يمضون وقتا غير قليل في اختيار من سيرفع الأمر إلى الملك ، وعن الوقت المناسب لهذا الأمر ، وبعد أن ينتهيان من النقاش يذهب الشخصان اللذان تم اختيارهما إلى الملك وعرض الأمر عليه بالتفصل والخيارات المطروحة .ولويس يتابعهم في صمت مهيب ، تغلب عليه روح الغموض .
لقراءة الموضوع كاملا .. فضلا اضغط هنا ..

الاثنين، 11 مايو 2009

بنك الحب


كلنا يعلم أن النظام المصرفي ، يقوم على نشاطين رئيسيين ( سحب ـ إيداع ) ، وكل شخص منا يذهب إلى المصرف أو البنك ليقوم بأحد هذين الشيئين ، إما إيداع مبلغ في حسابه ، أو سحب مبلغ من الرصيد . وفي الحقيقة أن المشاعر الانسانية تتشابه إلى حد كبير مع النظام المصرفي ! .قد يكون هناك تضاد مبدئي بين النظام المالي وجموده ، والمشاعر الانسانية برقتها ، بيد أن كلاهما ( الرصيد البنكي ـ الحب) ، يزيد بالايداع ويقل بالسحب ، وقد يجد المرء منا نفسه ذات يوم مفلسا ماديا .. وعاطفيا

لقراءة المقال كاملا .. فضلا اضغط هنا

الأربعاء، 6 مايو 2009

كيفية اختيار شريك الحياه



اصدقائى الاعزاء السلام عليكم
يعود التواصل معكم من جديد من خلال برنامج كـلام تانى خالص على
قناه الناس





وهذا بمشيئة الله يوم الجمعة الموافق 8-5-2009 تذاع الحلقة الساعة 3,30 عصرا

موضوع الحلقة هو


اختيار شريك الحياه


وماهى المعايير التى يتم من خلالها اختيار الشريك؟؟

ودمتم بحب
***

حول ندوة "النجاح" التي أقيمت في كلية العلوم جامعة القاهرة، يمكنكم قراءة التقرير بالضغط هنـــــا

الثلاثاء، 5 مايو 2009

كيف تقتل حبا ..؟!

كيف تقتل حبا !؟


نشرت في جريدة الدستور المصرية بتاريخ 6 مايو 2009
جلس قبالتي على المائدة وألقى بالجريدة أمامه في ملل وهو يقول : عن الحب لا زلت تتكلم ؟
فقلت بهدوء وأنا أهيئ نفسي لجدال قد يطول : وأكتب وأحاضر وأناقش .. وأناظر أيضا .
فابتسم ساخرا وقال : وهل هناك من يناظرك في الحب ، أتعب نفسه من يفعل ذلك ، الحب كما أريتنا إياه يسكن دفتي كتاب جميل ، أنيق التصميم ، حسن العنوان ، سلس العبارة .
فقلت : هكذا نؤرخ له ، لكنه يسكن حقا في قلوب العشاق والمحبين الصادقين .
تثائب في تكاسل مصطنع وهو يقول : أعط زوجتك وردة ، قل لها يا حبيبتي ، قبلها وأنت ذاهب للعمل . هذا هو الحب كما تراه أليس كذلك .
أدركت أن جدالي لن يفيد مع محاوري الذي أزعجته كتاباتي ، فقلت ملقيا الكرة في ملعبه : اخبرني إذا ما الحب يا صاحبي .
فقال وهو يشيح بيده كمن يطرد عقربا : لالالا .. تكلم أنت عنه ، ودعني أعيشه .
نظرت له كاتما ضحكة قد تأتي على البقية الباقية من حبل مودتنا المهترئ في الأصل ، وقلت محاولا تحريك ستائر التشاؤم التي تغطي نافذة قلبه : من وجهة نظرك هل الحب موجود على الأرض أم أنه كائنا أسطوريا ؟! .
فقال : الحب كائن حقيقي ، لكنه من النوع الذي ولد ليموت ، أو لو شئنا الدقة ( ولد ليقتل) ! .
فسألته باهتمام : ولد ليقتل !؟ ، من ذا الذي يتجرأ ليقتل الحب ؟
فقال مندهشا من اندهاشي : كلنا يفعل ذلك ، نفعله كل يوم وكل ساعة ، وأداة الجريمة أعلمها ، ومستعد لإطلاعك عليها إن أحببت .
فاعتدلت في جلستي وأنا أحثه على الكلام : طبعا أريد أن أعرف .
فتنهد متألما وقال : حسنا ، أن تقتل حبا فيجب أن تفعل ما
يلي :


1. لا تثق في شريك حياتك : وأقصر طريق لزرع الشك بينكما هو الكذب ، ولا أقصد بالكذب الا تصدقها القول فقط ، بل إن إخفاء الحقائق يعد كذبا في دستور الحب أيضا .
2. الزواج مقبرة الحب : آمن بهذه المقولة واجعلها تملك عقلك ووجدانك ، أخبر زوجتك وكل من حولك بأنك تنتظر اليوم الذي ستقرأ فيه الفاتحة على روح الحب ، فهو قادم .. قادم ..لا محالة !! .
3. تمتع بلذة السلبية : فلا تطيع شريك حياتك فيما يطلبه منك ، تهرب من التزاماتك ، ليكن البيت فندقا ، تمارس فيه هواياتك من قراءة الصحف ومشاهدة التلفاز والحديث في الهاتف .
4. أرفض النقد أو النصيحة جملة وتفصيلا : ولا تستمع إلا لصوتك أنت فقط .
5. تعامل مع زواجك كانه قضاء الله الذي لا يرد وقدره الذي نفذ : ردد دائما أن ليتنا نستطيع تغيير ماضينا ، لا تجامل ولا تتسم باللباقة ، فقط أشعر شريكك بأنك في ورطة بارتباطك به طوال الوقت .
6. النظافة الشخصية أمر شخصي : عدم اهتمامك بها من المفترض ألا يزعج أحد ، وعلى شريكك ألا يزعجك بطلبه منك غير ذلك .
7. كن بخيلا : وحاول أن تتفنن في ذلك ما استطعت ، تعامل مع متطلبات الحياة مهما كانت ضرورية وكأنها ترف يجب الاقتصاد فيه .
8. كن هجوميا : احترام شخصية الآخر أمر جيد في العمل ، لكن في البيت الهجوم خير وسيلة لنيل أي شيء .


لم أستطع أن أخفي امتعاضي وأنا أنهر صاحبي قائلا : إن واحدة مما ذكرت كفيلة بقتل الحب في مهده ، فكيف إذا اجتمعوا ، وانهالوا على الحب طعنا وتمزيقا .
فقال وهو يعتدل في جلسته : و جل بيوتنا يسكنها واحدا أو أكثر من هذه الكوارث ، ومع ذلك تستمر وتمضي من اجل أي شيء .. إلا الحب .
فقلت متعجبا : أي حياة تلك التي نعيشها وكأننا في سجن وقد حكم علينا بالأشغال الشاقة المؤبدة .
فقال وهو يبادلني الحسرة : ورغم هذا تحدثنا عن الحب ، وتعدنا بأن ترفرف سحائب الرومانسية على حياتنا ، كفاك خيالا ودع كل منهم يواجه الحقيقة !! .
فقلت : عجبا لأمرك ، أبدلا من معالجة المرض والبحث عن الدواء ، تطالبني بالاستسلام للأمر الواقع ، لماذا بدلا من أن ننعي الحب ونعلن موته ، نتعلم كيف ننهض ونحاول إحيائه ليظلل دنيانا من جديد ، لماذا إذا ما وجدنا الحب يدير لنا ظهره مودعا ، آسفا على حياتنا التي رفضت استقباله وإحسان ضيافته ، نودعه ونخبره ألا يعود ثانية . لماذا نقتل الحب ما دمنا قادرين على الحفاظ عليه ؟ ! .
قال باقتضاب : ليس هناك أمل ! .
قلت : بل هناك آمال كثيرة ، شمس الحب ـ رغم سحب تشاؤمك ـ تسطع على قلوب كثير من بني البشر ، وتنعش بداخلهم أرواح تأبى التفريط فيما أنعم الله عليهم . والحب باق ما بقيت السماوات والأرض .