الأحد، 23 نوفمبر 2008

خلطة الحب !!

نظرًا للصداقة القديمة التي كانت تربطنا، قررت قبول الدعوة التي وجهها لي صديقي "مهاب" فقد افتتح حانوتا "للعطارة" ومن حقه علي أن أهنئه على مشروعه الخاص ، وارتقائه أولى درجات سلم الرأسمالية!.

سألتُ زوجتي عما ينقص مطبخها من الفلفل والكمون والبهارات، وانطلقتُ إلى وجهتي.

وبالرغم من كون "مهاب" محاسبًا محترمًا بإحدى الدوائر الحكومية، إلا أن به شغفًا كبيرًا بالوصفات الشعبية، وكان يُلزم أصدقاءه ـ وأنا أحدهم ـ بمناداته بلقب "دكتور"!، ولم لا .. وهو المستشار الأول عند كل مغص، المستنجد به حال ارتفاع حرارة الجسم أو اضطراب المعدة!.

دخلتُ على صاحبي والبِشر يرتسم على محياي، فوجدته يتحدث مع شيخ هرم بصوت منخفض يوحي بالخطورة، وهو يدس في يده كيسًا به بعض الأعشاب التي لم أتبين هويتها، فما أن رآني حتى هلل مرحبًا، و دعاني للجلوس بعدما ودع الرجل العجوز وهو يعده بليلة ستقصها "شهرزاد" المستقبل على "شهريارها".

لم أستطع كتم فضولي فسألت صاحبي عن أمر هذا الشيخ، فابتسم بطرف شفتيه وهو يقول: "كما ترى يبحث عن دافع للحياة، فأتحفته بآخر وصفاتي".

فقلت وأنا أسترجع خطوات الرجل التي ـ بالكاد ـ نقلته خارج الدكان : هل تقصد ...!؟
قاطعني قائلا وابتسامته الواثقة تزداد حتى التهمت وجهه كله: نعم يا سيدي، أعطيته خلطة القوة .. "فياجرا" الفقراء كما أسميها!!.

قلت له مستنكرًا: يا رجل أين لمثل هذا الشيخ بهذه الأمنيات، إنه يقضم تفاحة الحياة بأسنان صناعية!.

لم أكد أتم جُملتي إلا ودخل شاب في منتصف الثلاثينيات من عمره، وصافح صديقي بحرارة قائلا: دكتور "مهاب"، سمعت عن خلطتك الأخيرة، صديقي "حسام" جربها وأثنى عليها، لماذا تضن علينا بوصفاتك السحرية؟.

نظر لي صديقي وابتسامة ساخرة منتصرة تتلاعب على شفتيه، ثم قام مسرعًا وناول الشاب كيسًا به بعض الأعشاب المختلفة، ثم أقبل ناحيتي مقهقهاً وقال: كلهم يأتون إلي يا صديقي، من ابتدأ حياته للتو، ومن يودعها، لو أنصفت وباقي الشلة، لأسميتموني بائع السعادة .........

هناك 3 تعليقات:

إسلام منسي يقول...

القصة معبرة جدا عن حال رجال الامة
من كبيرهم حتى صغيرهم
.
ولكن اعتقد انه نظرا لسوء فهمنا للمرأة فى عالمنا العربي ... فإننا نحتاج لمثل هذه الشايء
من العطار او غيره
.
ولكن لنعرف المرأة حسن المعرفة
ونعرف كيف نعاملها
ويجب هي ايضا ان تعرف الرجل وكيف تتعامل معه
.
وليلتزم شباب الاسلام قبل الزواج بالحفاظ على فروجهم ..
وبهذا نستطيع ان نجد مجتمع خال من خلطات الدكتور مهاب
.
تسلم يا استاذ وتسلم دماغك

غير معرف يقول...

شكراً على مقالاتك واسمح لنا بالاقتباس في موقعنا dar-alnajah.com
ولكم الشكر

Unknown يقول...

بالرغم إني قريته قبل كده و قولت رأيي فيه .. بس المره دي بجد فطست من الضحك

أحييك علي إختيار الصورة بجد رائعه

و كما قلت من قبل المقالة أكثر من رائعه و للأسف مجتمعاتنا الشرقيه علمتنا أو نحن من استكسلنا ذلك .. الخوف من الكلام عن المشاعر مهما كان شكلها فيخاف الأب علي شكله أمام أبنائه لو قال أنه يحبهم أو خافت الأم ألا يطيعها أبناؤها لو صرحت بحبها .. و إن كانت الأم لا تقع في هذه الدائره مع أبنائها .. و لكنها عادة عامه

للأسف .. فمن الطبيعي أن يخاف الناس من الكلام صراحة في أي وسيلة للتعبير عن المشاعر سواء بين الزوج و زوجته أو بين أي شخص و آخر عموما ..

تحياتي :)