عذرا إن أسهبت في حديث قد يبدوا للوهلة الأولى كرويا ، رغم كوني غير متحمس لكرة القدم بيد أن ما حدث قبل وأثناء وبعد مباراة مصر مع الكاميرون لشيء يستحق الوقوف والتأمل .. وبروية شديدة
قبل المباراة لم تتوقف رسائل sms من جميع الأقطار العربية التي تربطني صلة بأحد أبنائه ، تتمنى الفوز للمنتخب المصري .
وهذه للعلم حادثة تحدث لأول مرة ، فلست بالمشجع المعروف بشغفه الكروي ، كما أني لا أحب ضجيج المشجعين وهتافاتهم
وفازت مصر بهدف معجزة ـ كما وصفه الخبراء ـ وحملت مصر كأس البطولة
لقد سعدت أيما سعادة بهذا المنتخب ، وهمت حبا بهولاء الفتية الساجدين
ما أجملهم وأحلاهم وأروعهم وهم مطئطئي الرأس لله بعد كل هدف
هل أبالغ حينما أقول أن أبو تريكة أجرى الدمع في أحداقي وهو ساجد لله بعد الهدف
بل لقد اقشعر جسدي وأنا أراه يرفع يده عاليا بعدما أضاع أحد الأهداف ، وأسمعه يقول ( كن معي يا الله ) .. نعم أسمعه
أسمعه .. وبوضوح
قلبي سمع تمتماته .. وتجاوب مع زفرته الحارة .. وقال آآآآمين خلفه في صدق
أحمد فتحي في المبارة التي سبقتها يحث اللاعبين على السجود .. فما أروعك
إنهم يخبرون أنفسهم والعالم أن صاحب اليد الأولى والعليا فيما هم فيه هو من يسجدون له .
تذهب الكرة بعيدا .. ويدخل الكاس إلى دولاب البطولات
ولكن تبقى تلك اللحظات الجميلة الصادقة .. ما أعظمك يا إيمان حينما تملك القلوب
حتى في لعبة اسمها كرة قدم