الإنصاف .. الغائب
ولعلك قد قرأت من قبل قصة ذلك الطفل الذي أغضب أمه ، فوبخته ، فسار إلى أن وصل لمنطقة الجبال على أطراف بلدته، فصرخ موبخًا نفسه بصوت عال : "أنت غبي"، فسمع صوتًا يرد عليه "أنت غبي"، فتعجب من هذا الشخص الذي يسبه دون سبب، فقال له :" بل أنت الوقح" ، فرد عليه الصوت مرة أخرى :" بل أنت الوقح "، فذهب إلى أمه حزينًا مهمومًا ، فاعتذر لها عما فعله، ثم قص عليها قصة ذلك الطفل الوقح الذي يختبئ في الجبل ويسبه دونما سبب، فابتسمتْ أمه وأخذته معها إلى الجبال مرة أخرى، وقالت له : "قل أنت جميل!"، فقالها، فإذا به يسمع صوتًا يرد عليه :" أنت جميل"، فقالت له :"قل ..أنت رائع"، فقالها، فإذا به يسمع صوتًا يرد عليه :" أنت رائع"، فقالت له الأم بعدما رأت البهجة تطل من عينيه، ليس هذا سوى صدى صوتك يا صغيري، عندما تكون حانقًا، تخرج حنقك على العالم دون أن تدري، فيقابلك حنقًا بحنق، فتحزن وتغضب وتظن أنه قد تجرأ عليك وأهانك ، لكنك لو أخبرته بأنه جميل ورائع فسيرد لك الكلمة بمثلها ، وفي كل الأحوال فأنت أساس وسبب ما يعود إليك!.
هذه القصة الرمزية البسيطة قد نحكيها لأطفالنا لنعلمهم معنى أننا مسئولون عما يعطيه العالم لنا، وأن أفعالنا تعود علينا .
لكننا ـ نحن الكبار ـ نحتاج أن نقف عندها متأملين لنستوعب كيف أننا كثيرًا ما نلوم الطرف الآخر لأنه عاملنا بالأسلوب الذي تعودنا أن نعامله به!.
وأن سلوكه السلبي كان منبعه سلوكًا ذاتيًا سبّب له الألم والحنق والغضب .
نحتاج أن نحمل مصباح الضمير بين وقت وآخر، و نغوص إلى الداخل فننقب على عيب هنا فنقوّمه ، ومرض هناك فنعالجه.
رسولنا صلى الله عليه وسلم ينبهنا إلى مشكلة في غاية الأهمية والخطورة نقع فيها ونحن نتعامل مع الآخر، يقول صلى الله عليه وسلم : "يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه ".
والقذاة هي الأتربة البسيطة ، والجذع هو قطعة خشب كبيرة، فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يعيب على كل شخص غير منصف معايرة لشخص آخر بعيب بسيط وهو نفسه مبتلى بما هو أكبر وأخطر وأشد!.
ينهى صلى الله عليه وسلم عن الوقوع في جريمة ( عدم الإنصاف ) ، والتي تدفعنا إلى جلد الآخر على خطأ ربما نكون نحن أشد منه مواظبة على ارتكابه!
فانتبه يا صديقي ولا تُقم المحكمة وتُدين الآخر وأنت في الحقيقة المتهم والمدان .
حاذر من أن تلوم الآخر على غش الزبد وأنت الذي سممت ميزانه وأفسدت رمّانته .
توقف قليلا قبل أن تنثر عيوب شريكك لتحاسب نفسك وتقيمها .
وتعلّم أن تنظر بداخلك أولا قبل أن تيمم وجهك شطر الطرف الآخر .
كان الخبّاز يشك في الفلاح الذي يزوده بالزبد المستخدم في مخبوزاته، فأخذ يراقب وزن الزبد يومًا بعد يوم إلى أن تأكد من شكوكه، فذهب إلى الشرطة التي أتت بالفلاح الوَجِل، وبمواجهته باتهام الخباز، اعترف الفلاح بأنه لا يملك ميزانًا يزن به الزبد، لكنه كان يستخدم كفتين، يضع في إحداهما رغيفًا من الذي يشتريهم من الخباز والذي يُفترض أن وزنه رطلا حسب ما يدعي، وبالتالي فإن المشكلة تعود إلى الخباز الذي غش في وزن الخبز ، فانعكس ذلك بالتالي على وزن الزبد!.
ونحن نرى ملامح هذه القصة في حياة كثير من الأزواج والزوجات، حيث يشتكي الواحد منهم من شريكه ويطيل في شكواه ، يعرض عيوبه ويُفردها ، دون أن يتطرق أبدًا لعيوبه هو ومشاكله .
وربما كان هو أصل المشكلة ومنبعها .
ينتقد شريك عمره، ويتفنن في إظهار أسوأ ما فيه، ولا يلتفت إلى نفسه وكأنه المُبرأ من كل عيب!.
أحد الأدباء شبه عين الناقد بأضواء السيارة، فهي تكشف الآخرين فقط وتُظهر ما لديهم ، لكنها لا تتوجه إلى الداخل أبدُا لتضيء جنباته!.
ونحن نرى ملامح هذه القصة في حياة كثير من الأزواج والزوجات، حيث يشتكي الواحد منهم من شريكه ويطيل في شكواه ، يعرض عيوبه ويُفردها ، دون أن يتطرق أبدًا لعيوبه هو ومشاكله .
وربما كان هو أصل المشكلة ومنبعها .
ينتقد شريك عمره، ويتفنن في إظهار أسوأ ما فيه، ولا يلتفت إلى نفسه وكأنه المُبرأ من كل عيب!.
أحد الأدباء شبه عين الناقد بأضواء السيارة، فهي تكشف الآخرين فقط وتُظهر ما لديهم ، لكنها لا تتوجه إلى الداخل أبدُا لتضيء جنباته!.
ولعلك قد قرأت من قبل قصة ذلك الطفل الذي أغضب أمه ، فوبخته ، فسار إلى أن وصل لمنطقة الجبال على أطراف بلدته، فصرخ موبخًا نفسه بصوت عال : "أنت غبي"، فسمع صوتًا يرد عليه "أنت غبي"، فتعجب من هذا الشخص الذي يسبه دون سبب، فقال له :" بل أنت الوقح" ، فرد عليه الصوت مرة أخرى :" بل أنت الوقح "، فذهب إلى أمه حزينًا مهمومًا ، فاعتذر لها عما فعله، ثم قص عليها قصة ذلك الطفل الوقح الذي يختبئ في الجبل ويسبه دونما سبب، فابتسمتْ أمه وأخذته معها إلى الجبال مرة أخرى، وقالت له : "قل أنت جميل!"، فقالها، فإذا به يسمع صوتًا يرد عليه :" أنت جميل"، فقالت له :"قل ..أنت رائع"، فقالها، فإذا به يسمع صوتًا يرد عليه :" أنت رائع"، فقالت له الأم بعدما رأت البهجة تطل من عينيه، ليس هذا سوى صدى صوتك يا صغيري، عندما تكون حانقًا، تخرج حنقك على العالم دون أن تدري، فيقابلك حنقًا بحنق، فتحزن وتغضب وتظن أنه قد تجرأ عليك وأهانك ، لكنك لو أخبرته بأنه جميل ورائع فسيرد لك الكلمة بمثلها ، وفي كل الأحوال فأنت أساس وسبب ما يعود إليك!.
هذه القصة الرمزية البسيطة قد نحكيها لأطفالنا لنعلمهم معنى أننا مسئولون عما يعطيه العالم لنا، وأن أفعالنا تعود علينا .
لكننا ـ نحن الكبار ـ نحتاج أن نقف عندها متأملين لنستوعب كيف أننا كثيرًا ما نلوم الطرف الآخر لأنه عاملنا بالأسلوب الذي تعودنا أن نعامله به!.
وأن سلوكه السلبي كان منبعه سلوكًا ذاتيًا سبّب له الألم والحنق والغضب .
نحتاج أن نحمل مصباح الضمير بين وقت وآخر، و نغوص إلى الداخل فننقب على عيب هنا فنقوّمه ، ومرض هناك فنعالجه.
رسولنا صلى الله عليه وسلم ينبهنا إلى مشكلة في غاية الأهمية والخطورة نقع فيها ونحن نتعامل مع الآخر، يقول صلى الله عليه وسلم : "يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه ".
والقذاة هي الأتربة البسيطة ، والجذع هو قطعة خشب كبيرة، فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يعيب على كل شخص غير منصف معايرة لشخص آخر بعيب بسيط وهو نفسه مبتلى بما هو أكبر وأخطر وأشد!.
ينهى صلى الله عليه وسلم عن الوقوع في جريمة ( عدم الإنصاف ) ، والتي تدفعنا إلى جلد الآخر على خطأ ربما نكون نحن أشد منه مواظبة على ارتكابه!
فانتبه يا صديقي ولا تُقم المحكمة وتُدين الآخر وأنت في الحقيقة المتهم والمدان .
حاذر من أن تلوم الآخر على غش الزبد وأنت الذي سممت ميزانه وأفسدت رمّانته .
توقف قليلا قبل أن تنثر عيوب شريكك لتحاسب نفسك وتقيمها .
وتعلّم أن تنظر بداخلك أولا قبل أن تيمم وجهك شطر الطرف الآخر .
هناك 8 تعليقات:
ما شاء الله عليك
أنا متابع شبه جيد لكتبك يا كريم
ومن أول ما جبت "قرع على بوابة المجد"
وجواياه بيقوللي كريم ده شخص ناجح
وبعدين "الشخصية الساحرة" أكدت الموضوع جدا
وأخيرا "أفكار صغيرة.." أثبت إنك ناجح
يا رب يثبتك ويوفقك ويرزقك الإخلاص
ويجعل كل حرف بتكتبه في ميزان حسناتك
وأنا بقيت أنا كمان بأجمع وأبحث وأحاول إني أنمي نفسي .. واكتب كتير .. وأفكر .. وإن شاء الله يبقى فيه كتاب ليه ... بس ساعتها ممكن أبقى آخد من وقتك شوية تقراه !! وتقول رأيك فيه ?
إلى المحبة
وبالمحبة نلتقي
حزاك الله خيرا يا احمد
اشكرك على كلامك الجميل ..
منتظر ما تكتبه ..
واشرف بقراءته
علقت تعليق كبير
ومش عارف وصل ولا لأ
بس علي العموم سلم يداك
أصبت عين الحقيقه
وتكلمت عن واقع مرير
اكيد استفدت منك
تحياتي
البوست راااااااااائع جزاك الله خيراعلى التذكرة فهذا الموضوع من اهم الموضوعات التى يحتاج الفرد تذكرها من وقت لاخر .ننتظر كتاباتك دائما وجزاك الله خيرا
سلمت يداك فيما كتبت
فعلا موضوع رائع
واكتر حاجة بتعجبنى فى المدونة بتاعتك هى التنوع الموجود بالمواضيع
وفى انتظار المزيد
S.M.A
فعلا كلما ادخل الى مدونتك اجد اضافه متميزه ليس للمدونه ولكن الى نفسى بعد قراءة تدويناتك ولا حرمنا الله منك
إرسال تعليق