ليس هذا هو رمضان الذي أعرفه ..!
أو لأكن أكثر دقة وأقول " ليس هؤلاء ضيوف رمضان اللذين أألفهم" !.
أين ضيوف رمضان القدامى المخلصين ..
صوت الشيخ محمد رفعت يصدح قبل المغرب، مبشرنا بفرحة الإفطار، وقبلها بشارة بالقبول والثواب ..
أين حديث الشيخ الشعراوي أجلس أمامه ـ طفلا وشابا ورجلا ـ في استمتاع وهو يفسر بعض أيات من كتاب الله الحكيم ..
أين روح الطفولة التي كانت تدفعنا لنحمل فوانيس رمضان ونركض في سعادة والأهل ينهروننا ألا نصنع ضجة أمام المسجد فنوشوش على المصليين في التراويح ..
أين دفء العائلة التي كانت تلتف حول مادة طعام شهية، لكن دون تبذير ..
لم يكن في رمضان الذي فارقني منذ زمن "حصريات" ..
لم يكن فيه 40 مسلسل ..
لم يكن فيه إفطار راقص، أو سحور على التخت الشرقي ..
لم نكن في حاجة لأن " نسأل مجرب من رمضان اللي فات" عما يمكن أن نضيع فيه رمضان، فلم يكن حرصنا على خسارة هذا الشهر ملحا كما هو الآن ..
لم أكن محتاجا لأن أصل الليل بالنهار كي أفوز بالكعكة الكبرى من البرامج والمسلسلات ..
كنا في الماضي ننتظر رمضان شهرا كاملا، فلا عجب أن يكون أول يوم فيه، أقرب للقاء العشاق والمحبين .
اليوم يأتي رمضان ويمر وينتهي دون أن نشعر به ..
وبحثا عن رمضان هذا العام قررت أن أفعل ما تمليه علي شقاوة الطفولة ..
هذا الفانوس " بشمعة" أمامي، لا أخفيكم سرا بحثت عنه كثيرا حتى وجدته ..
وهذه اسطوانة الشيخ محمد رفعت تصدح في جهاز الكمبيوتر ..
وتلك بعض حلقات من تفسير الشيخ الشعراوي، على اسطوانات كنت أحتفظ بها منذ زمان جاء وقت سماعها ..
لكن تبقى شيء أخير لم أفعله، أستسمحكم في الذهاب للنيل من ذلك المزعج الصغير ..
ولكن أين .. أين ..