طاولة واحدة كانت تجمعنا في ليالي يناير الباردة، أربعة أصدقاء يتشابهون في حبهم لتناول القهوة قليلة السكر، والجدال، ويختلفون في كل ما عدا ذلك !! .
نلتقي على فترات متباعدة، كلما شعرنا بحاجة إلى أن نصب زيت الصداقة والأخوة على تروس الحياة المادية القاسية
فنقتطع من جسد الأيام ساعات معدودة، نتقوى بها على شدة ما نلاقي من الدهر، ونفتح فيها أبواب القلب بلا تحفظ أو مواربة .
في تلك الليلة كان شريف واجما بعض الشيء، وكالعادة ألح عليه طارق أن يفرغ ما في صدره، فالصديق وقت الضيق كما يقول المثل، وإن لم يتحدث لنا عن همة فلمن يتحدث، وهكذا أقنعه طارق أن يتكلم، ويحكي مشكلتة .
نقل بصره بيننا وهو يقول : لم يتبق على زفافي إلا أياماً معدودات كما تعلمون، لكني أشعر بأني ربما أكون قد أخطأت الاختيار، كل يوم أرى اختلافات كثيرة بيني وبين الفتاة التي اخترتها ، هي صالحة وعاقلة وبها مميزات كثيرة،
وهذا ما يجذبني إليها، لكننا نختلف في أشياء عدة، وكلما حاولنا أن نتنازل قليلا لنقترب من بعضنا البعض، ما يلبث أن يطل سوء الفهم برأسه مرة أخرى فنختلف ونتخاصم ..! .
خيم صمت علينا، قبل أن يقول محمد محاولا كسر الشجن الذي سببته لهجة طارق الحزينة : وتريد الصمت يا صديقي، هذه أمور سهلة ولحسن الطالع أن بين ظهرانينا من يفتي في هذه المسائل، فافتنا يا كاتبنا عن معضلة أخانا .. ثم قهقة ضاحكا وهو يشير إلي .
لقراءة باقى الموضوع فضلا اضغط هنا