السبت، 25 أبريل 2009

حوار ساخن جدا ..






أجرى الحوار : مؤمن حماد .


الكاتب كريم الشاذلي في حوار جريء ..

ـ هناك مدربين تنمية بشرية يعطون متدربيهم "كورتيزون" فكري !! .


ـ التنمية البشرية ليست دينا جديدا .. ولن تقدم الخلاص للبشرية .

ـ ليس كل من بدأ كلامه بآيه من كتاب الله وختمة بحديث شريف بصادق .

ـ النجاح حق مكتسب لأي شخص يدفع ثمنه ، وثمنه هو عرق الجبين وليس مر الشكوى !.

ـ يجب أن تمتلك الوعي والإدراك والرؤية النقدية وتغربل الأفكار جيدا، وابدأ بكتبي .

ـ الكسالى سيرموني بالخيال والمثالية لأني أفضحهم أمام أنفسهم وأسلط الضوء على أعينهم التي أدمنت الظلام .

ـ كتاباتي وجهة نظر .. اختلف معها إن شئت، ولكن رجاء لا تسفهها ..

في بلد يشتكي شبابها قلة ذات اليد، وكثرت فيها مظاهر العصيان والتمرد والغضب، مما حدا بالجميع إلى توقع الأسوء دائما .. هناك من ينجح في صمت ..
بلا ضجيج، ودون تهليل استطاع كريم الشاذلي أن يصنع من اسمه ماركة مسجلة للنجاح، ولما لا وهو الذي يعلمه للشباب .. ويحببهم فيه !.
كاتب من طراز خاص، يسكنك من أول حرف .. يتمرد بهدوء، لكنه يدخل عقلك بعنف ..!
حصيلته من الانتاج الثقافي ثمانية كتب، يعتز بهم كاعتزازه بطفليه مهند ومعتز، ومع ذلك يرفض أن يتم التعامل معهم سوى أنهم "وجهة نظر خاصة" ، فلا يغضب من النقد أو الاختلاف ..






سؤالي الأول كالعادة : من أنت .. وماذا تريد ؟؟!! .

ـ كريم الشاذلي، كاتب في مجال العلوم الانسانية، مهتم بنشر ثقافة الأمل والإيجابية والتفاؤل، وذلك عن طريق كتاباتي، وأيضا من خلال دار النشر التي أشرف بإدارتها "دار أجيال للنشر والتوزيع" والتي تهتم بنشر مواد من شأنها بث الأمل والإيجابية في النفوس .


ـ عن الأمل تتحدث، بالرغم من سوداوية الوضع في مصر والعالم العربي ؟

ـ أنا قادر على ألا أتحدث، قادر على أن أدفن رأسي في الرمل !، قادر أيضا على أن أزيد السواد والبلاء بنشر المزيد من المشكلات، والحديث عن الوضع السيء، والبشر الذين صاروا كالشياطين، وفرص العمل التي ندرت . لكنني قررت أن ألا أفعل ذلك لحسن حظي .
وبالرغم من أن حياتي كانت سلسلة من الكبوات المستمرة، وبالرغم من الفشل الذي لازمني كثيرا، إلا أني أأؤمن بأن النجاح حق مكتسب لأي شخص يدفع ثمنه ، وثمنه هو عرق الجبين وليس مر الشكوى !.


ـ 6 سنوات قضيتها في الخليج، فلا شك أن تغرس فيك الأمل ! .

وكأنك تحاول إخباري بأن تلك الفترة هي سبب نجاحي، وأأؤكد لك أن نعم هي سبب نجاحي، لكن ليس لأنها نقلتني ماديا، بالعكس فبعد السنوات الست عدت إلى بلدي خالي الوفاض !، بعدما منيت أحد المشاريع التي أنفقت فيها وقتا ليس بالقليل بالفشل .
لقد أعطتني تلك الرحلة ما هو أغلى من المال، أعطتني اليقين بأن النجاح والتوفيق، لا يرتبط بزمان أو مكان، وإنما هو إرادة داخلية، وتوفيق إلهي .
عدت إلى مصر وبي يقين من أن نجاحي هنا كنجاحي هناك، كلاهما يحتاجان إلى عرق وجهد، كما يحتاجان إلى يقين بالله وحسن إلتجاء إليه .
ولقد فشلت هنا كما فشلت هناك، تعثرت مرارا، وأفلست كثيرا، واستدنت كي أطعم أسرتي، لكن اليقين بالنجاح لم يفارق وجداني للحظة، صدقني أنا لا أحدثكم عن النجاح بل أحدث نفسي، فما أنا إلا أنت، وكلنا نحتاج بين الحين والآخر إلى من يذكرنا أن بوابة الأمل لم تغلق بعد .


ـ في كتاباتك ومقالاتك تحدثنا عن الحياة الجميلة، عن المثاليات .. ألا ترى في هذا نوع من التفاؤل المبالغ فيه، والخيال واللاواقعية ؟ .

أختلف معك .. كتاباتي ليست خيال، أنا أتحدث عن النجاح والإيجابية والأمل، كل يائس سيرى أنني خيالي، كل كسول سيرميني باللاواقعية، وذلك لأني أفضحه أمام نفسه، وأسلط الضوء مباشرة على عينيه التي اعتادت على الظلام، هناك من يستسهل الشكوى لأنها تبرر له عجزة وفشله، أنا لم أنكر للحظة بأن الأوضاع الاقتصادية صعبة، بل دائما ما أؤكد لمن يتهم شباب هذا الزمن بالعجز وقلة الحية، بأن شباب هذا العصر مسكين، ورث كوارث اقتصادية وسياسية وعسكرية، ومطالب بأن يتحرك وينجز، أنا أرى أن شبابنا اليوم مظلوم، لكنني في المقابل لا أرى أن الشكوى حل، أنا أقول ببساطة أن الحياة تحدي، ميدان سباق، وأمامك خياران فإما أن تكون كفء لتحدي الحياة، وتكافح وتصارع في بسالة، وإما أن تغلق عليك باب غرفتك وتنتظر المهدي المنتظر كي يريحك من زمانك الأغبر .. وعلى كل واحد أن يختار !.


ـ التنمية البشرية يراها البعض وكأنها الخلاص للبشرية من همومها وأحزانها !؟

للأسف هذا ما يعتقده الكثيرون، ينظر لها البعض وكأنها دين جديد سيحقق السعادة للناس، سا
عد على هذا الجو الساحر، والكلمات المحفزة والحالة التي ينقلها المدرب إلى المتدربين،
لي مقال بعنوان "أضرار التنمية البشرية" بينت فيه أضرار النظرة الغير منضبطة إلى التنمية البشرية، وبأننا يجب أن نتسلح بالوعي والاتزان أمام ما يقدم لنا، ويجب أن نتمتع بحس نقدي، يمكننا من التفريق بين المضمون الجيد العملي القابل للتطبيق، وبين الشكل المبهر الساحر الذي يشبه "الكورتيزون" والذي يعطينا طاقة كاذبة، سرعان ما تخمد، والمؤسف أن يكون لها أثر سلبي على المرء .


ـ لكن مدربي التنمية البشرية يحدثونا عن النجاح وكانه قريب وسهل ؟

هو قريب نعم، لكنه ليس سهل، النجاح صعب، وله ثمن، وله ضرائب، ولا يقدر عليه سوى الجادون .
المشكلة أن ما يقدم فعلا هو نقل للمدرسة الغربية بكل أبعادها إلى وطننا العربي، ليس العيب في الاستفادة من الغرب، أنا شخصيا أدين بالفضل إلى الكثير من علماء الغرب وعلى رأسهم الدكتور "ستفن كوفي" ، لكننا يجب أن ندرك ونحن ننقل أن هناك ما يناسبنا وهناك مالا يناسبنا، ليس من ينجح في تطبيق وصفة ما بأمريكا مثلا، سينجح إذا طبقها في مصر، ظروفنا السياسية والاقتصادية قد تشكل عائقا لا يواجهة المواطن في أوربا ولا أمريكا، يجب أن نضع هذا في أذهاننا ونحن نخاطب الناس، كي نكون صادقين في نصحهم .

ـ لكن كثير من المتحدثين في التنمية الذاتية وأنت منهم يخلطوا هذا الأمر بالإسلام وكأنهم يعطوه شرعية ما ؟

جميل أن ذكرت هذه النقطة، أنا أؤكد أن هناك من يلجأ للإسلام من أجل إعطاء مشروعية لما يقدمه، فتراه يتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم القدوة، ويربط بين ما يقول وبين الإسلام حتى وإن لوى في ذلك أعناق النصوص، المهم أن يعطي شرعية لكلامه، ويستغل نقطة أن الدين مقدس لدى الناس، وهناك في المقابل مفكرين مسلمين يمتلكون الوعي كي يستخرجوا من التراث الإسلامي ما يفوقون به المدارس الغربية، أحسب ان من هولاء الدكتور "طارق السويدان" و الدكتور "علي الحمادي" والدكتور "أكرم رضا" والاستاذ "جاسم المطوع" .
إقرأ أو استمع لهم وستدرك جيدا الفرق بين الصنفين .
وحل هذا الأمر يكون بتنمية الروح الناقدة، والوعي لدى المتلقي، ليس كل من بدا كلامه بآية من كتاب الله، وختمة بحديث عن النبي الكريم بصادق أو مخلص، يجب أن نغربل هذا الشخص تماما، ونضعه على ميزان النقد العلمي، وشعارنا " نحن نعرف الرجال بالحق، ولا نعرف الحق بالرجال"، وها هي كتبي أمامك فلتبدأ بها .


ـ يعاني معظم الكتاب الشباب من أن كتبهم لا تحقق لهم ربحا معقولا، فهل الحال معك يختلف ؟

الحمد لله .. قلمي يقيني سوء السؤال .


ـ أتحدث عن كتب وزع بعضها خمسون ألف نسخة في سنتين فقط، وترجمت إلى لغات أجنبية، ومقالات بصحف ومواقع اليكترونية، وبرامج تلفزيونية ؟





غلاف كتاب "إلى حبيبين" باللغة الاندونسية"

ـ حنانيك .. مالا تعلمه أنني وقعت منذ سنوات عقد احتكار لأحد دور النشر، يقومون بإثرها باحتكار ما أكتب حتى مطلع هذا العام 2009، وذلك مقابل مبلغ مالي كنت في أشد الحاجة إليه، فكتبي جميعها، قانونيا تمتلكها دار اليقين للنشر، وعندما تقوم دار أجيال بطباعة كتبي فبإذن منهم أدفع بموجبه حقوق انتفاع!، أما المقالات التي أنشرها فلا أتقاضى عنها شيء وهذا أمر شائع ومعروف، وكذلك البرامج التلفزيونية، فأنا لست بنجم الفضائيات، وليس لدي مدير أعمال يتحدث مع المعدين في " الأمور المالية التافهة" !.


ـ يوجه إليك اتهام بالنرجسية من صورك الشخصية التي تضعها على كتبك، وكأنك نجم غنائي ؟!

لي ثمانية كتب كما ذكرت، وضعت على اثنان منهم صورتي، وهذا أمر فني بحت، يخضع لرؤية الفنان عبدالرحمن مجدي، صديقي العزيز والذي أتشرف بتخويله بعمل الأغلفة ووضع التصور الفني، هو الذي يقوم باختيار الفكرة، ويريني الغلاف بعد الانتهاء منه، ولم يحدث في مرة أن ان اختلفت معه في شيء إلا وظهر بعد ذلك صواب رايه، والحمد لله كتبي كتب الله لها القبول في معظم الدول العربية، ولم تسبب لي الصورة ثمة مشكلات تذكر، فهي موظفة بشكل لا غضاضة فيه، ولو كان كل من يضع صورة على كتبه نرجسي أو يتشبه بنجوم الغناء، لوجهنا هذا الاتهام إلى أفاضل من أمثال د. طارق السويدان، والشيخ الشعراوي، والدكتور زغلول النجار، د.عمر عبدالكافي !، وكلهم تزين صورهم أغلفة كتبهم .


ـ لكنك لست هؤلاء !؟

ولا ربعهم .. بل ليتني كنت شعرة بصدر أحدهم، فهم أساتذتي ولهم فضل علي، لكنني أرد على سؤالك، وأحاول أن أخبرك ببساطة أن النقاط الفنية يجب طرحها بشكل فني، قل هذا الغلاف لا يعبر عن المضمون، أو قل لي الصورة حرام شرعا، حينها سأرد عليك بشكل فني أو فقهي .
لكن أن تقول لي نرجسية .. فلا أجد ردا الحقيقة .


ـ كيف يمكننا تصنيف كتاباتك، هل هي دين، أم علم نفس، أم أدب ؟

هي وجهة نظر، أنا لم أدرس أي مما ذكرت، أزعم أني قارئ جيد للحياة، أمتلك وجهة نظر خاصة بي، أحاول تجويد آرائي بقيم ومعتقادات آمنت بها وأتبناها، قد تكون هذه القيم والمعتقدات دينية، قد تكون علمية، لا بأس في ذلك، واهيب بمن يتعامل مع كتاباتي أن يتعامل معها من هذا المنطق، أنها ليست حقا مطلقا ولا أدعي ذلك بل لا أجرؤ عليه، هي وجهة نظر من حقك أن تؤمن بها أو تكفر .. هذا رأيك وله مني كل الاحترام، فقط ما أرجوه منك ألا تسفه في المقابل وجهة نظري !.


ـ هل تخاف ؟

بلا شك أخاف، لا أحسبك تظنني خارقا فلا أخشى شيئا، أنا أخاف من نفس لا تشبع، وأخشى أن ينفرط لجامها فترديني المهالك، أخاف من تقصير في جنب الله أكفر به نعم الله التي أعجز عن شكرها، إن أكثر ما يخيفني حقا أن أحرم عناية السماء .


ـ ما هي عيوبك ؟

هذا يحتاج لمقال بل مقالات، عيوبي كثيرة، منها ما ستره الله فلا يحق لي فضحه، وهناك الكثير مما يعلمه المعارف والأصدقاء يجدر بك توجيه هذا السؤال إليهم، وأتمنى أن يكون في وجودي كي يتسنىى لي منع ما اقدر على منعه !.
حملنا أسئلتنا له .. فأجاب دونما مواربة ..





لقراءة الحوار الكاملا فضلا اضغط هنا

الخميس، 16 أبريل 2009

مدرسة التأمل

أحد أهم مدارس الحياة ، مدرسة مراقبة الآخرين ! .
إن التأمل في أحوال الناس لغنيمة النبهاء وفائدة لأصحاب العقول الناضجة .لماذا تميز هذا ..؟! ، ولماذا فشل ذاك ..؟! ، لماذا فلان محبوب ، ولماذا الآخر غير مرحب به ؟كلها أسئلة تنير لك الطريق .
وتتبع خطوات النجاح أو الفشل كفيل بأن يعلمنا الكثير من أسرار الحياة ، خاصة إذا علمنا أن تلك الخطوات ثابتة ومكررة .
وأن للحياة نواميس ومعادلات كونية ، لا تحابي أحد ، أو تتغير إرضاء لأي كائن كان .وهذه الطريقة قد أفادت كثير من العباقرة والعظماء ، فتتبعوا الأثر ، وحاكوا الناجحين حتى صاروا معهم .
يقول الشاعر :
ما زال يدأب في التاريخ يكتبه حتى غدا اليوم في التاريخ مكتوباً
ولقد توقفت أمام السؤال الذي وجه إلى مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا، والذي صنع نهضة شاملة في بلاده خلال زمن قياسي ، عن الطريقة التي استخدمها في إحداث هذه النهضة والذي أجاب عنه بـ : ( لا شيء، إنها المراقبة والتسجيل .. !

الجمعة، 10 أبريل 2009

في بحر الحياة .. أنت الربان والقائد .. والسفينة !!

أنت ربان حياتك

نشرت في جريدة الدستور المصرية ( الأربعاء 8 إبريل 2009) .
هل يحتاج الأمر إلى كثير إثبات كي أؤكد لك أن جميع الناجحين في هذه الحياة قد تحملوا مسؤلية حياتهم كاملة ، ولم يقفوا لثانية واحدة كي يلوموا شخصا ما على الأشياء السيئة التي علمهم إياها ، أو الأبواب الرحبة التي أغلقها دونهم ، أو العقبات المميتة التي ألقاها في طريقهم ..!؟
ما أسهل أن نقف لنشكوا جرم الآخرين في حقنا ، ما أبسط أن ندلل على عظيم ما جنت يد آبائنا ، وكيف أنهم لم يعلمونا مبادئ النجاح والطموح فضلا عن ممارساتهم التربوية الخاطئة في حقنا . وما أيسر أن نلقي بجميع مشاكلنا وهمومنا على هذا أو ذاك . متخففين من مسؤلية مواجهة الحياة وتحمل أعبائها .

لقد علمتني التجارب يا صديقي أن الحياة بحر مضطرب الأمواج ، وكل واحد منا ربان على سفينة حياته ، يوجهها ذات اليمين وذات الشمال ، وأمر وصوله إلى بر الأمان مرهون بمهاراته وقدراته بعد توفيق الله وفضله .
لكن معظمنا ـ للأسف ـ لديه شماعة من التبريرات الجاهزة ، فما أن يصاب بكبوة أو مشكلة ، إلا ويعلقها على هذه الشماعة ويتنصل من مسؤلية تحمل نتيجة أفعاله ! .
تربيتنا السيئة، مجتمعنا السلبي، التعليم الفاشل، الظروف الصعبة، تفشي الفساد .
هذه بعض الشماعات التي كثيرا ما نستخدمها وبشكل شبه دائم .
ودعني أصارحك بأنك إذا ما أحببت أن تقبل تحدي الحياة ، وتكون ندا لها أن تتخلى وفورا عن كل التبريرات التي تعلق عليها مشاكلك وإخفاقاتك ، وتقرر أن تتحمل نتيجة حياتك بكل ثقة وشجاعة .
هل سمعت عن معادلة النتائج الحياتية ؟ ، إنها تخبرك أن نتائج حياتك هي حاصل جمع ما يحدث لك مضافا عليه استجابتك لما يحدث ، أو هي بمعنى آخر :
( موقف + رد فعل = نتيجة )
نجاحات الناجحين قد جرت في حدود هذه المعادلة ، وفشل الفاشلين جرى وفق هذه المعادلة كذلك ..!
إنهم جميعا تعرضوا لمواقف أو أحداث ما ، ثم تصرف كل منهم وفق ما يرى ويؤمن ، فافرز هذا السلوك أو ( رد الفعل ) النتيجة التي نشاهدها اليوم .
فالشخص الفاشل أو السلبي توقف عند (الموقف) ثم أخذ في الشكوى والتبرير ، فالمدير لا يفهم ، والوضع الاقتصادي متدهور ،كما أن التعليم لم يؤهلنا بالشكل المناسب ،وفوق هذا تربيتي متواضعة ، وبيئتي سيئة ، والدولة يتحكم فيها اللصوص .. وهكذا .
هذا بالرغم من أن هناك ناجحين كثر انطلقوا من نفس هذه الظروف ، ومن بين ثنايا هذه البيئة ، وربما كان حالهم اشد وأقسى ممن يشتكي ويولول .
لكننا لو نظرنا للشخص الناجح الايجابي ، لوجدناه يعطي تركيزا أكبر واهم لمساحة الاستجابة لرد الفعل .
فهو يرى أن ما حدث قد حدث ولا يمكن تغييره ، يقول لك حال المشكلات :دعنا الآن ننظر فيما يجب علينا فعله ، وكيف يمكننا استثمار هذا الحدث ـ مهما كان ـ في تحقيق أعلى نتيجة أو أقل خسائر ممكنة .
قد يحتاج الأمر إلى أن يستشير شخص ما ، او يغير من تفكيره ، وقد يستلزم الموقف أن يراجع بعض سلوكياته ، أو يعدل في رؤيته .
إنه يمتلك مرونة كبير، وعزيمة ماضية، وذهن مبرمج على إيجاد الحلول، بل وصناعتها .
سأكون صريح معك يا صديقي واقول أننا نستسهل الركون إلى الدائرة الأولى ( الموقف ) لأنها اسهل من الناحية النظرية ، فليس هناك أيسر من الشكوى ، ليس هناك أبسط من أن نسلط شعاع النقد على الخارج ، وندعي بأن الداخل كله خير ، ومشاكلنا فقط تأتينا من الآخرين السيئين القاسيين ، وللإسف فإن معظم البشر مبدعون في اختراع المبررات التي تبرئ ساحتهم من التقصير أو الفشل .
يزداد جنوح معظمنا إلى التبرير في وطننا العربي بشكل أكبر من سواه نظرا لكثرة الظروف المحبطة ، وتعدد أشكال القهر والاحباط ، مما أدى لنشوء ما اسماه المفكر د. عبدالكريم بكار بـ ( أدبيات الطريق المسدود) ! ، والتي تتمثل في الشكوى الدائبة من كل شيء ، من خذلان الأصدقاء ، ومن تآمر الأعداء ، من ميراث الآباء والأجداد ، ومن تصرفات الأبناء والأحفاد !! .
مما جعل بعضنا ليس فقط مبدع في التنصل من أفعاله ، وإنما متفوق أيضا في إحباط وتثبيط من قرر التغيير والايجابية ، وذلك بالتطوع بإخباره أن المجتمع لن يدعه ينجح ، ولن يومنوا بما يقول ، وأن زمان الطيبين قد ولى بلا رجعة .
رسولنا عليه الصلاة والسلام يعلمنا أن إذا حدث ما لا نريده أن ننطلق إلى الأمام بإيجابية ونتخلى عن عادة التحسر والتبرير فيقول عليه الصلاة والسلام : (لاتقل : لو أنِّي فعلتُ كذا لكان كذا، ولكن قُل: قدَّر الله وما شاء فعل. فإن لو تفتح عمل الشيطان" .
أختم معك يا صديقي هذه الفقرة بالتأكيد على أن النجاح ليس مرهونا بتحسن وضع ما ، وأن الفشل لم تكتبه عليك إرادة عليا ، يقول الفيلسوف والشاعر الهندي ( محمد إقبال ) : المؤمن الضعيف هو الذي يحتجُّ بقضاء الله وقدره، أما المؤمن القوي فهو يعتقد أنه قضاء الله الذي لا يُرد، وقدره الذي لا يُدفع .
ولقد سئل أحد قُوَّاد الفُرس أحد المسلمين يوما في سخرية: من أنتم؟
فقال له واثقا: نحن قدر الله، ابتلاكم الله بنا، فلو كنتم في سحابة لهبطتم إلينا أو لصعدنا إليكم. نحن قدر الله .

وسؤالي .. لماذا لا تكون أنت قدر الله الذي لا يرد .. وقضائه النافذ ..؟

لماذا ..؟

السبت، 4 أبريل 2009

بئر الرغبات


( بئر الرغبات .. لا قرار له )
حكمة انجليزية تذكرتها بعدما انتهت جلستي بأحد زملائي الأثرياء ، وأنا أبتسم في ألم وإشفاق !.
وسبب تذكري لهذه العبارة هو رد صاحبي علي ، بعدما سألته عن حق نفسه وأسرته وأصدقائه فيه ، وعتبت عليه انغماسه التام في العمل .

وبرغم أنه صرح لي آسفاً ، أن له روتين يومي لا يتغير منذ أحد عشر عاما ، من الفراش إلى العمل ، ومن العمل إلى الفراش . وأسر لي بأنه ذات يوم فكر في كسر هذا الروتين ، لكنه توقف حائراً وتسائل : ولكن أين أذهب ، ومع من أجلس !؟ ، فهو ـ باعترافه ـ رجل لا يتقن في الحياة سوى العمل ، وقائمة معارفه لا يرقد فيها إلا أسماء العملاء والموظفين .
ثم فاجئني بوجهة نظره وفلسفته الحياتية قائلا : لكنني أعمل من أجل عشر سنين رخاء ! ، سأقتطع من حياتي سنوات عشر أخيرة أعمل فيها كل ما أطمع فيه ، سأعوض كل من حولي حينها ، صدقتي إني أعد للأمر عدته !! .

صاحبي المسكين يتعب الآن من أجل أن يستريح غداً ، يؤجل فرحه وسعادته إلى الغد ، وآه من غدِ قد لا يأتي ..
وهنا تلح على خاطري قصة الصديقان اللذان ذهبا لصيد السمك فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة فوضعها في حقيبته وهم لينصرف .. فسأله الآخر مندهشا : إلي أين تذهب ؟! .. فأجابه الصديق ببساطة : إلي البيت لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني .. فرد الرجل : انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي .. فسأله صديقه : ولماذا أفعل ذلك ؟! .. فرد الرجل .. عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها.. فسأله صديقه : ولماذا أفعل هذا ؟ .. قال له كي تحصل علي المزيد من المال .. فسأله صديقه : ولماذا أفعل ذلك ؟ .. فرد الرجل : يمكنك أن تدخره وتزيد من رصيدك في البنك .. فسأله : ولماذا أفعل ذلك ؟ .. فرد الرجل : لكي تصبح ثريا .. فسأله الصديق : وماذا سأفعل بالثراء؟! .. فرد الرجل : سيجعلك حينما تكبر وتهرم قادراً على أن تسعد وتفرح مع أسرتك وأبنائك .
فقال له الصديق وابتسامته تغطي وجهه : هذا هو بالضبط ما أفعله الآن ولا أريد تأجيله حتى أكبر ويضيع العمر .

ليت صاحبي يفعل كهذا الصياد اللبيب ، بل ليتنا جميعاً ندرك حكمة أن تأجيل السعادة لا يفيد ، وأن التسويف قد يرتدي ثوب الطموح ليخدعنا ، فيخيل للمرء أنه يمضي من أجل غاية ثمينة ويضحي من أجلها ، وهو في حقيقة الأمر يضيع عمره ، ويقتل سنين حياته بيديه .
نحن لا نملك المستقبل ، لكننا نملك الحاضر ، وقطار السعادة قد يتعود ألا يتوقف في محطتنا إذا ما وجد منا جفاء وعدم احتفاء بمقدمه .
فلا تكن يا صديقي كصاحبي الذي ينتظر عشر سنوات أخيرة يفرح فيها ويسعد ، ولا تكن كالصياد الذي ناداه البحر فأنساه سر السعادة ، ولكن استمتع بسمكتك التي اصطدها أنت ومن تحب .. والآن .

الخميس، 2 أبريل 2009

راديو صوتكم وقناه الناس


اصدقائى الاعزاء اهلا بكم

يعود التواصل معكم من جديد من خلال برنامج فى Male



على اذاعة راديو صوتكم وموضوع الحلقة عن العلاقات الزوجية

انتظرونى اليوم الخميس 2-4 باذن الله فى تمام الساعة الثامنة وحتى العاشرة مساء

لمتابعة الحلقة والاشتراك بها من خلال موقع الاذاعة

راديو صوتكم


--------------------------------------------------------------------

يتيم بين ابويه

ده موضوع حلقة بكرة ان شاء الله الجمعة 3-4 على قناه الناس

وبرنامج كلام تانى خالص

استنونى بكرة الساعة 3.30

وفى انتظار مشاركتكم وتعليقاتكم على الحلقات