اليوم جاءني اتصال من إحدى الصحفيات بجريدة الأهرام لمعرفة رأيي في مشكلة القرصنة التي تعرض لها موقع دار الكتب، لترفقه في تحقيق لها عن القرصنة وحقوق الملكية الفكرية ..
فضحكت وقلت : قرصنة إليكترونية ..!!؟
يا سيدتي قبل أيام فوجئت بكتبي مزورة أمام عيني في شوارع القاهرة ومكتباتها، والمدهش وأنا الكاتب والناشر،إلا أنني ـ وفقا لأحوال بلادي ـ لست قادرا على اتخاذ قرار يحفظ لي حقوقي، ولا يسعني إلا أن أتفرج على ما يحدث متحسرا .. ثم أنصرف .
جهد وتعب وسهر الليالي ثم مخاطرة النشر وتحمل هل سيقبل الجمهور العمل أم لا وحينما ينعم الله بالقبول يأتي من يجني ويحصد ما زرعناه وصبرنا الليالي من أجل إنضاجه، والمضحك ـ وشر البلية ما يضحك ـ أن هذا المزور يصدر كتبي إلى دول عربية كثيرة..!
أغلقت معها الهاتف بعدما دعوت على الظلمة والمجرمين والقراصنة بالويل والعذاب، قبل أن يأتيني اتصال آخر من اليمن يبشرني بأن معرض صنعاء الدولي للكتاب قد صادر جميع النسخ الموجودة من كتابي " جرعات من الحب" ..
قال لي أنهم اقتحموا جميع أجنحة المعرض كجنود يبحثون عن أسير هارب، وفتشوا في الكراتين إلى أن وجدوا المتهم، عفوا الكتاب، وصادروا كميات من دور نشر مختلفة ..
ولم يفرجوا عنها حتى اليوم الأخير ...
والحجة أنه كتاب يحض على الفسق والفجور والإباحية ..!!
سؤال طرأ على بالي ..
وأين إذن يجد المبدع والأديب والكاتب مكانا يحتمي به ..؟؟
فما بين لص يسرق سهرك .. ونظام يقهر اجتهادك .. قل على الدنيا السلام ..
أسقطت تلك الهموم من أجندة صباحي وبدأت في تجهيز نفسي للذهاب للطبيب كي يكشف لي سبب ذلك الوجع الذي كاد يقتلني قبل يومين ..
وعندما جلست بين يديه لم اصدق القلق الذي انتابه فجأة وهو يقلبني ذات اليمين وذات اليسار وينظر لنتيجة " السونار" وهو يقول لي : إهمال جسيم يحتاج لجراحة عاجلة ..
قلت له وأنا أبتلع ريقي : خير يا دكتور ..!؟.
فقال لي : المرارة يا أستاذ .. لازم استئصال سريع ..
لم أسأله عن الأسباب وأنا أودعه على أمل لقاء عاجل في غرفة العمليات، عن أسباب غضب المرارة وهيجانها علي، لأنني أعرف السبب جيدا .
إنها الكتابة .. أو لنقل حصاد الكتابة نص الخبر الاصلى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق