في لقاءه بشباب اخوان في الشرقية : التسامح والتغافر وقبول الآخر .. طريقنا لامتلاك القلوب .
أقامت جماعة الإخوان المسلمين بأبو حماد بمحافظة الشرقية ندوة بعنوان " من امبارح لبكرة" تحدث فيها الكاتب كريم الشاذلي عن رؤيته للمرحلة القادمة، وكيف يمكن للشباب أن يتعاطوا بإيجابية مع التحديات التي تفرضها طبيعة المرحلة.
وأكد الشاذلي في حديثه أن قبول المخالف لنا في الرأي مهما كان حجم معارضته أمر مطلوب، وشدد على أنه ليست كل الاتهامات التي تطال المرء أو الجماعة تحتاج إلى رد حاسم، بل إن هناك من إذا رددت عليه جعلت منه شيئا مذكورا، والرد لا يكون إلا على شبهات تعتمد على معلومات ضبابية تحتاج إلى من يزيل اللبس عنها وتوضيحها .
وتحدث عن أهمية الاعتذار قائلا " ليست العظمة في ألا أخطئ، فانا بشر في النهاية، العظمة تكون في قدرتي على الاعتذار عن الخطأ بلا تكبر أو تجبر، وإذا ما كُنا نحن في الجانب الآخر، وأتانا أحدهم معتذرا، فالمروءة والأخوة تقتضي أن أقبل الاعتذار، فطبيعة أصحاب الدعوات هو التسامح والغفران، لا التعنت والانتقام .
وعن أهمية العمل الجماعي ذكر الشاذلي أن الفتور أقرب ممن يعيش وحده، والذئب ـ كما في الحديث الشريف ـ لا يأكل من الغنم سوى القاصية، وأكد على أن الجماعة قد تجتهد فتخطىء، بيد أن كدر الجماعة خير من صفو المرء كما يقول الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه، والأدب تجاه الفكرة التي اجتمعنا حولها يدفعنا إلى طاعة القرار الذي تم اتخاذه مهما خالف رؤيتنا، ضاربا المثال باختلاف العظيمين أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما عند إنفاذ جيش اسامة بن زيد ومحاربة المرتدين، بيد أن الخلاف انتهى بمجرد التوصل إلى قرار، واختفت المعارضة، وتكالتف الأيد في مواجهة التحدي .