الخميس، 14 فبراير 2008

امتلك قطعة من الحياة


امتلك قطعة من الحياة


هيا يا صديقي أحضر ورقة وقلم ، وتعال كي تكتب نعيك ! .
أدري أنه مطلب شؤم ، لكن المغزى منه جد مهم ! .
أحد الصالحين كان يجلس في حفرة ويقول ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا ) ، ثم يقول لنفسه : هيا قم ها قد عدت ، أرنا ماذا تعمل ؟ ! .
إن المحتضر يمر على ذهنه حال احتضاره شريط حياته ، فيود صادقا تغيير أحداث ومواقف ، ويأمل في أن يضيف لمشواره إضافات أخرى أكثر قوة وخيرية ونُبل .
إستطاع الروائي غابريل ماركيز ، أن يعبر عن هذا المعنى جليا بعدما اكتشف إصابته بالمرض اللعين وشعر بظلال الموت تزحف لتنهي حياته الحافلة فكتب على موقعه على شبكة الانترنت رسالة موجهة إلى قرائه قال فيها : آه لو منحني الله قطعة أخرى من الحياة ! ، لاستمتعت بها ـ ولو كانت صغيرة ـ أكثر مما استمتعت بعمري السابق الطويل ، ولنمت أقل ، ولاستمتعت بأحلامي أكثر ، ولغسلت الأزهار بدموعي ، ولكنت كتبت أحقادي كلها على قطع من الثلج ، وانتظرت طلوع الشمس كي تذيبها ، ولأحببت كل البشر .
ولما تركت يوما واحدا يمضي دون أن أبلغ الناس فيه أني أحبهم ، ولأقنعت كل رجل أنه المفضل عندي .
ـ كانت هذه قارئي الحبيب نصيحة رجل وقف على حافة الموت ، يتمنى أن يعود بقدمه للخلف كي يقتنص قطعة أخرى من الحياة ، وما أريده منك الآن أن تبصر بوضوح أن أمامك قطعة من الحياة تستطيع أن تفعل فيها الكثير .
عندما أطالبك بأن تكتب نعيك أريدك أن تكون أكثر وضوحا لما تريده من حياتك المستقبلية .
أكثر استفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم .
أقل أخطاء وعثرات .
تصور أن أولادك مثلا بعد ثلاثون عاما سيجلسون لكتابة نعيك ، ما الذي تود أن يكتبوه فيه ؟ .
هل يكتبوا اسمك فحسب ، نظرا لأن حياتك لم يكن فيها ما يميزها ؟.
أم أنه سيكتب في النعي صفة رنانة ( المربي الفاضل ، رائد العمل التطوعي ، رجل الأعمال الخلوق ) .
لا تخرج من الحياة يا صديقي كما دخلتها ، صفرا من الإنجاز والتقدير .
أمير الشعراء ( شوقي ) يلهب حماستك أن ( كن رجلاً إذا أتوا من بعده يقولون مر .. وهذا الأثر ..) . فأين أثرك الذي يدلل عليك ، أين معالم إنجازك ، وملامح عظمتك ؟ .
وا أسفاه على امرء ينظر إلى سنين عمره وقد طوتها الأيام طياً ، بلا إنجاز يذكر ، أو فعل يخلده .
قم الآن قارئي الحبيب وأحضر ورقة بيضا ، واسأل الله أن يهبك العمر المديد والعمل الصالح ، واكتب نعيك بنفسك ، وتعهد لذاتك بأن تحقق ما اخترته ليكون عملك الخالد الباقي .
أنظر إلى آخر الطريق ، قبل أن تجد السير فيه ، وأتح لنفسك الفرصة كي ترى المستقبل ماثلا بوضوح أمامك ، وتذكر دائما قول خالقك ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد) .

إشراقة : من يرى العالم وهو في الخمسين من عمره مثلما كان يراه وهو في العشرين فقد أضاع ثلاثين سنة من عمره... محمد علي كلاي

هناك 3 تعليقات:

المتميزه يقول...

جميل جدا ..
أثرت شجوني أخي ..
حين تنتهي السنة الدراسية أتمنى لو كانت هناك فسحة لأصحح أخطائي وأكون أفضل طالبه ممكنة..
هذا أبسط مثال .. فكيف بمن خرج من الدنيا .. وانتهى كل شي..
فليتأمل المتأملون..

غير معرف يقول...

كم نتمنى من الجميع ان يكون له هدف واضح يسعى الى تحقيقه ويكون هذا الهدف سبب فى تمجيده ويكون ايضا هدف ياثر على الاسلام والمسلمين ويرفع من شانهم جميعا
وفيه مقوله (اذا لم تزد على الحياه شيئا فكنت انت زائدا عليها)

وفى النهاية يجب ان نتذكر دائما ان العمر قصير والايام معدودة فلنجعلها لاصلاح الارض ونصرة الاسلام

فى انتظار المزيد من الموضوعات

ايمان عمر يقول...

ما شاءالله عليك وربنا يزيدك ويثبت خطاك وتستمر بتقدم ورقى دائم وتتربع على عرش المجد رافعا اعلام الموهبه والاخلاص لمهنتك وقرائك .............واتمنى المزيد من الموضوعات الشيقه التى قد تعودت عليها مع كاتب العصر كريم الشاذلى ..........زادك الله من علمه ووسع افقك بما لاتدرى ولاتحتسب