نشرت في جريدة الدستور الأربعاء27 مايو 2009
اليوم أنتم مدعوون لتكتشفوا معي معتقدين باليين من المعتقدات التي أخبرونا بها، وعلمونا إياها عن الحب والزواج ! .
أما الأولى فقولهم بأن الحب لا يعيش مع المشكلات ! .
وبأن الضغوط اليومية قادرة على محو الرومانسية من حياتنا !.
وهذا ـ لو نعلم ـ معتقد باطل، وتصور لا يوجد سوى في الروايات العاطفية .
فالحياة الزوجية السعيدة لا تخلوا أبدا من منغصات ومشكلات، وستتوفر فيها كل أشكال الضغوط والاضطرابات، وقوة الحب تظهر في العيش مع المشكلات، متحديا إياه أن يكسره أو يلغي وجوده .
أنا لا أقصد المشكلات العابرة البسيطة، أنا أحدثك عن المشكلات الكبيرة المستمرة !.
نعم سيظل هناك شيء أو مجموعة أشياء نختلف عليها مع شريك عمرنا، ونتناقش بشأنها حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا !.
ولعلك تسألني وما دور الحب إذن .
وأجيبك بأنه هو الذي يعطينا القدرةعلى العيش مع من نختلف معه، دون أن يدفعنا إلى التعصب والتشدد، ومحاولة التغيير الأرعن التي يلجأ إليه أصحاب الأفق الضيق .
ما المشكلة في أن أظل على موقفي من أن محاولة وضع حدود لعلاقتنا الاجتماعية هو الأفضل، بينما ترى زوجتي أن الأفضل التعامل بإيجابية وانفتاح أكبر مع الآخرين ؟
سنظل هكذا حتى آخر العمر دون أن يغير أي منا طريقة تفكيره، وسيظل الحب أيضا معنا .
الآن دعني أسألك :
هل تحب أنت وشريكك نفس نوع الطعام ؟، هل هواياتكما مشتركة؟، هل تتفقان على طريقة واحدة لتربية الأبناء؟، هل تتفق أمزجتكم على طول الخط ؟ .
أأمل أن تكون صادقا وتقول .. لا .
زدني إذن وقل لي بأنكما تختلفان بشأن النزهة الإسبوعية، وزيارة الأهل والأقارب، وبشأن خططكما المادية، وتطلعاتكم المستقبلية !.
وبالرغم من ذلك .. الحب موجود .. وباق .. وفي ازدياد !.
الحب يعيش مع المشكلات الحياتية، ويتنفس مع وجود الضغوطات اليومية، ويمكننا أن نغضب من بعضنا، لكن قلوبنا مغلقة على احترام وحب وإكبار متبادل .
أما المعتقد الخاطئ الآخر فيقول بأن الزوجان السعيدان يجب أن تكون لديهما هوايات مشتركة .
وهنا ودعوني أقص عليكم أحد أسراري الخاصة !. فلقد كان أحد شروط زواجي أن أتزوج بفتاة تحب القراءة، ولديها التزام يومي بالقراءة قبل النوم لمدة نصف ساعة، قبل أن تطفئ نور الغرفة بعدما تقبلني على جبيني متمنية لي نوما سعيدا! .
ليس هذا فحسب، بل يجب أن تكون مؤمنة بأهمية الشاي الأخضر للإنسان، وتشربه بشكل يومي !.
أشعر بك تبتسم، الأمر ببساطة أنني كنت مؤمنا بأن الزواج الناجح السعيد يقوم على توفر هوايات مشتركة تجمعنا أنا وشريكة عمري، ولأنني أعشق القراءة، وأحب الشاي الأخضر، فلقد ظننت أن زواجي من امرأة تتوفر فيها هاتان الصفتان الجوهريتان، كفيلا بجعل حياتي سعيدة وممتعة !.
والآن وبعد خمس سنوات من الزواج من امرأة لا تطالع في الجريدة ـ إن طالعت ! ـ سوى مقالات زوجها، ولا تؤمن بأهمية الشاي الأخضر يمكنني القول أني كنت واهم مخدوع !.
فبالرغم من أن توفر هواية مشتركة بين الزوجين شيء جميل وممتع، إلا أنه أبدا ليس أساسا من أسس الزواج السعيد، وكم من الأزواج والزوجات عاشوا سعداء بالرغم من تضاد ميولهم وهواياتهم، فالزوج يعشق تشجيع نادي الزمالك، والزوجة تكره الكرة وتحب مشاهدة الأفلام القديمة، ومع ذلك احترم كل منهما هوايات وخصوصيات الشريك الآخر، ووفر له ما يحتاجه من دعم من أجل الاستمتاع بما يحب .
من هنا أذكرك عزيزي القارئ بخطورة أن نتألم ونحزن لأن هواياتي تختلف عن هوايات شريك حياتي، أو لأن اهتماماتي بعيدة عن اهتماماته، أو أن نربط بين توافق ميولنا وأهوائنا وبين الحب .بل يجب أن تتحرر من هذا المعتقد الباطل، وتصبح مثلي حيث لم يعد يحزنني أن أشرب وحدي كوب الشاي الأخضر بينما زوجتي ترشف ـ باستمتاع ـ عصير الليمون المثلج !
أما الأولى فقولهم بأن الحب لا يعيش مع المشكلات ! .
وبأن الضغوط اليومية قادرة على محو الرومانسية من حياتنا !.
وهذا ـ لو نعلم ـ معتقد باطل، وتصور لا يوجد سوى في الروايات العاطفية .
فالحياة الزوجية السعيدة لا تخلوا أبدا من منغصات ومشكلات، وستتوفر فيها كل أشكال الضغوط والاضطرابات، وقوة الحب تظهر في العيش مع المشكلات، متحديا إياه أن يكسره أو يلغي وجوده .
أنا لا أقصد المشكلات العابرة البسيطة، أنا أحدثك عن المشكلات الكبيرة المستمرة !.
نعم سيظل هناك شيء أو مجموعة أشياء نختلف عليها مع شريك عمرنا، ونتناقش بشأنها حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا !.
ولعلك تسألني وما دور الحب إذن .
وأجيبك بأنه هو الذي يعطينا القدرةعلى العيش مع من نختلف معه، دون أن يدفعنا إلى التعصب والتشدد، ومحاولة التغيير الأرعن التي يلجأ إليه أصحاب الأفق الضيق .
ما المشكلة في أن أظل على موقفي من أن محاولة وضع حدود لعلاقتنا الاجتماعية هو الأفضل، بينما ترى زوجتي أن الأفضل التعامل بإيجابية وانفتاح أكبر مع الآخرين ؟
سنظل هكذا حتى آخر العمر دون أن يغير أي منا طريقة تفكيره، وسيظل الحب أيضا معنا .
الآن دعني أسألك :
هل تحب أنت وشريكك نفس نوع الطعام ؟، هل هواياتكما مشتركة؟، هل تتفقان على طريقة واحدة لتربية الأبناء؟، هل تتفق أمزجتكم على طول الخط ؟ .
أأمل أن تكون صادقا وتقول .. لا .
زدني إذن وقل لي بأنكما تختلفان بشأن النزهة الإسبوعية، وزيارة الأهل والأقارب، وبشأن خططكما المادية، وتطلعاتكم المستقبلية !.
وبالرغم من ذلك .. الحب موجود .. وباق .. وفي ازدياد !.
الحب يعيش مع المشكلات الحياتية، ويتنفس مع وجود الضغوطات اليومية، ويمكننا أن نغضب من بعضنا، لكن قلوبنا مغلقة على احترام وحب وإكبار متبادل .
أما المعتقد الخاطئ الآخر فيقول بأن الزوجان السعيدان يجب أن تكون لديهما هوايات مشتركة .
وهنا ودعوني أقص عليكم أحد أسراري الخاصة !. فلقد كان أحد شروط زواجي أن أتزوج بفتاة تحب القراءة، ولديها التزام يومي بالقراءة قبل النوم لمدة نصف ساعة، قبل أن تطفئ نور الغرفة بعدما تقبلني على جبيني متمنية لي نوما سعيدا! .
ليس هذا فحسب، بل يجب أن تكون مؤمنة بأهمية الشاي الأخضر للإنسان، وتشربه بشكل يومي !.
أشعر بك تبتسم، الأمر ببساطة أنني كنت مؤمنا بأن الزواج الناجح السعيد يقوم على توفر هوايات مشتركة تجمعنا أنا وشريكة عمري، ولأنني أعشق القراءة، وأحب الشاي الأخضر، فلقد ظننت أن زواجي من امرأة تتوفر فيها هاتان الصفتان الجوهريتان، كفيلا بجعل حياتي سعيدة وممتعة !.
والآن وبعد خمس سنوات من الزواج من امرأة لا تطالع في الجريدة ـ إن طالعت ! ـ سوى مقالات زوجها، ولا تؤمن بأهمية الشاي الأخضر يمكنني القول أني كنت واهم مخدوع !.
فبالرغم من أن توفر هواية مشتركة بين الزوجين شيء جميل وممتع، إلا أنه أبدا ليس أساسا من أسس الزواج السعيد، وكم من الأزواج والزوجات عاشوا سعداء بالرغم من تضاد ميولهم وهواياتهم، فالزوج يعشق تشجيع نادي الزمالك، والزوجة تكره الكرة وتحب مشاهدة الأفلام القديمة، ومع ذلك احترم كل منهما هوايات وخصوصيات الشريك الآخر، ووفر له ما يحتاجه من دعم من أجل الاستمتاع بما يحب .
من هنا أذكرك عزيزي القارئ بخطورة أن نتألم ونحزن لأن هواياتي تختلف عن هوايات شريك حياتي، أو لأن اهتماماتي بعيدة عن اهتماماته، أو أن نربط بين توافق ميولنا وأهوائنا وبين الحب .بل يجب أن تتحرر من هذا المعتقد الباطل، وتصبح مثلي حيث لم يعد يحزنني أن أشرب وحدي كوب الشاي الأخضر بينما زوجتي ترشف ـ باستمتاع ـ عصير الليمون المثلج !