كان عالماً له تلامذة وأتباع، يأتيه المئات والآلاف ليجلسوا بين يديه، ويستفيدوا من علمه، ويسألوه عما أشكل عليهم، أو التبس على فهمهم.
إلى أن وقع الرجل في ذنب كبير، فانفضّ الناس من حوله وهجروه..
وأدار التلامذة ظهرهم للأستاذ، متندّرين بوقوعه في ذنب كهذا، حانقين عليه.
وبينما الرجل في بيته إذ طرق بابه طارق؛ فلما طالعه وجده صبياً ممن كان يقصد مجلسه، وطلب الصبي منه أن يسمح له بالدخول والتعلّم منه.
فسأله الرجل متعجباً: ولماذا لم ترحل مع من رحل؟
فأجابه الصبي قائلاً: لأنني لم أتّبعك على أنك نبي!!
هذا الصبي النّبِيه وضع يده على حكمة كبيرة، وهو أن ليس بيننا من عُصم من الخطأ والزلل، ولا يجب أن نطالب الآخر أن يكون طاهراً نقياً كالأنبياء..
للأسف الشديد.. معظمنا يتعامل وكأن خطأً واحداً يكفي لإصدار حكم نهائيّ على الشخص المخطئ، ويطرده من الجنة إلى يوم الدين.
والأدهى أن يصبح اجتهادك -إن خالف أحدهم- دليلاً على سوء نيّتك، وخراب ذمتك، وفساد حالك..!!
في مقال سابق لي بعنوان "الله يريد فهل تريد"، اجتهدت في إيصال معنى هام -من وجهة نظري- وهو أن معظمنا يتواكل ولا يفعل ما يجب فعله من أجل التفوّق والنجاح والريادة، وتراه في الوقت ذاته يلوم على الله -سبحانه وتعالى- بأنه لا يريد له الخير، أو أنه قد كتب عليه الفشل والسقوط.
لقراءة باقى المقال فضلا اضغط هنا