لأننا نحيا في زمن معقّد، أورثنا هذا تحفزا شديدا في التعامل مع الأشياء، والأشخاص، والمواقف!..
نظن أننا يجب أن نعصر الذهن كثيرا، ونفكّر بلا كلل كي يمكننا التعامل الأمثل مع الحياة ومواقفها..
وهذا ليس دائما الشيء الصحيح!
يؤكد ذلك علماء الإدارة وهم يؤكّدون أن الإبداع معناه "أن تأتي بجديد" حتى وإن كان هذا الجديد بسيطا، يسيرا، المهم أن تلتقطه عينك ويقتنصه عقلك المتأهب..
ويؤكّدون أن عصر الذهن دائما وأبدا، كي يأتي بالعجائب، يوقعنا في مشكلة ألا نرى الحلول القريبة الماثلة أمامنا!، والتي قد لا تحتاج منا إلى كثير تفكير وإرهاق، بقدر ما تحتاج إلى بساطة وإبداع.
روى لي يوما أحد أصدقائي أنه زار مصنعاً كبيرا في إحدى الدول العربية، وحكى كيف أن مدير المصنع أخبره أنهم ظلوا أعواماً يعانون من مشكلة صعوبة تنظيف الآلات من الغبار والأتربة الناتجة عن التصنيع أثناء العمل، وأن هناك عشرات الاجتماعات، والمئات من أوراق العمل لم تستطع أن تعطي حلاً لهذه المشكلة، والتي كانت تتسبب في خسائر للشركة بسبب توقف العمل لفترات متقطعة لتنظيف الآلات.
وحكى له أن عاملاً بسيطاً قام بعمل تجربة وهي ربط فرشاة صغيرة في اليد أعلى الماكينة -في الجزء المتحرك ذهاباً وإيابا- فكانت تلك الفرشاة تمسح الغبار والأتربة في ذهابها وإيابها بشكل مُرْضٍ، وببعض الحرفية أمكن تعديل طريقة الرجل لتصبح أكثر فعالية، وتم حل المشكلة على يد رجل بسيط، وفكرة أبسط!
إننا أخي الكريم قد نحتاج أحياناً إلى أن نتعامل مع الأمور ببساطة، وبدون تعقيد، وأن نبحث تحت أقدامنا عن الحلول والأطروحات المناسبة.
وتعالَ نقرأ القصة القادمة، لنؤكد ثانية كيف أننا قد لا نحتاج إلى أن نذهب بعيداً لرؤية شيء قد يكون ساكناً بين أيدينا.
فلقد كان هناك رجل قد حُكم عليه بالإعدام في عصر لويس الرابع عشر، وبينما هو في ليلته الأخيرة إذ دخل عليه الملك لويس الرابع عشر بنفسه، وقد كان معروفاً عنه ولعه بالحيل والتصرّفات الغريبة..