كيف تقتل حبا !؟
نشرت في جريدة الدستور المصرية بتاريخ 6 مايو 2009
جلس قبالتي على المائدة وألقى بالجريدة أمامه في ملل وهو يقول : عن الحب لا زلت تتكلم ؟
فقلت بهدوء وأنا أهيئ نفسي لجدال قد يطول : وأكتب وأحاضر وأناقش .. وأناظر أيضا .
فابتسم ساخرا وقال : وهل هناك من يناظرك في الحب ، أتعب نفسه من يفعل ذلك ، الحب كما أريتنا إياه يسكن دفتي كتاب جميل ، أنيق التصميم ، حسن العنوان ، سلس العبارة .
فقلت : هكذا نؤرخ له ، لكنه يسكن حقا في قلوب العشاق والمحبين الصادقين .
تثائب في تكاسل مصطنع وهو يقول : أعط زوجتك وردة ، قل لها يا حبيبتي ، قبلها وأنت ذاهب للعمل . هذا هو الحب كما تراه أليس كذلك .
أدركت أن جدالي لن يفيد مع محاوري الذي أزعجته كتاباتي ، فقلت ملقيا الكرة في ملعبه : اخبرني إذا ما الحب يا صاحبي .
فقال وهو يشيح بيده كمن يطرد عقربا : لالالا .. تكلم أنت عنه ، ودعني أعيشه .
نظرت له كاتما ضحكة قد تأتي على البقية الباقية من حبل مودتنا المهترئ في الأصل ، وقلت محاولا تحريك ستائر التشاؤم التي تغطي نافذة قلبه : من وجهة نظرك هل الحب موجود على الأرض أم أنه كائنا أسطوريا ؟! .
فقال : الحب كائن حقيقي ، لكنه من النوع الذي ولد ليموت ، أو لو شئنا الدقة ( ولد ليقتل) ! .
فسألته باهتمام : ولد ليقتل !؟ ، من ذا الذي يتجرأ ليقتل الحب ؟
فقال مندهشا من اندهاشي : كلنا يفعل ذلك ، نفعله كل يوم وكل ساعة ، وأداة الجريمة أعلمها ، ومستعد لإطلاعك عليها إن أحببت .
فاعتدلت في جلستي وأنا أحثه على الكلام : طبعا أريد أن أعرف .
فتنهد متألما وقال : حسنا ، أن تقتل حبا فيجب أن تفعل ما يلي :
جلس قبالتي على المائدة وألقى بالجريدة أمامه في ملل وهو يقول : عن الحب لا زلت تتكلم ؟
فقلت بهدوء وأنا أهيئ نفسي لجدال قد يطول : وأكتب وأحاضر وأناقش .. وأناظر أيضا .
فابتسم ساخرا وقال : وهل هناك من يناظرك في الحب ، أتعب نفسه من يفعل ذلك ، الحب كما أريتنا إياه يسكن دفتي كتاب جميل ، أنيق التصميم ، حسن العنوان ، سلس العبارة .
فقلت : هكذا نؤرخ له ، لكنه يسكن حقا في قلوب العشاق والمحبين الصادقين .
تثائب في تكاسل مصطنع وهو يقول : أعط زوجتك وردة ، قل لها يا حبيبتي ، قبلها وأنت ذاهب للعمل . هذا هو الحب كما تراه أليس كذلك .
أدركت أن جدالي لن يفيد مع محاوري الذي أزعجته كتاباتي ، فقلت ملقيا الكرة في ملعبه : اخبرني إذا ما الحب يا صاحبي .
فقال وهو يشيح بيده كمن يطرد عقربا : لالالا .. تكلم أنت عنه ، ودعني أعيشه .
نظرت له كاتما ضحكة قد تأتي على البقية الباقية من حبل مودتنا المهترئ في الأصل ، وقلت محاولا تحريك ستائر التشاؤم التي تغطي نافذة قلبه : من وجهة نظرك هل الحب موجود على الأرض أم أنه كائنا أسطوريا ؟! .
فقال : الحب كائن حقيقي ، لكنه من النوع الذي ولد ليموت ، أو لو شئنا الدقة ( ولد ليقتل) ! .
فسألته باهتمام : ولد ليقتل !؟ ، من ذا الذي يتجرأ ليقتل الحب ؟
فقال مندهشا من اندهاشي : كلنا يفعل ذلك ، نفعله كل يوم وكل ساعة ، وأداة الجريمة أعلمها ، ومستعد لإطلاعك عليها إن أحببت .
فاعتدلت في جلستي وأنا أحثه على الكلام : طبعا أريد أن أعرف .
فتنهد متألما وقال : حسنا ، أن تقتل حبا فيجب أن تفعل ما يلي :
1. لا تثق في شريك حياتك : وأقصر طريق لزرع الشك بينكما هو الكذب ، ولا أقصد بالكذب الا تصدقها القول فقط ، بل إن إخفاء الحقائق يعد كذبا في دستور الحب أيضا .
2. الزواج مقبرة الحب : آمن بهذه المقولة واجعلها تملك عقلك ووجدانك ، أخبر زوجتك وكل من حولك بأنك تنتظر اليوم الذي ستقرأ فيه الفاتحة على روح الحب ، فهو قادم .. قادم ..لا محالة !! .
3. تمتع بلذة السلبية : فلا تطيع شريك حياتك فيما يطلبه منك ، تهرب من التزاماتك ، ليكن البيت فندقا ، تمارس فيه هواياتك من قراءة الصحف ومشاهدة التلفاز والحديث في الهاتف .
4. أرفض النقد أو النصيحة جملة وتفصيلا : ولا تستمع إلا لصوتك أنت فقط .
5. تعامل مع زواجك كانه قضاء الله الذي لا يرد وقدره الذي نفذ : ردد دائما أن ليتنا نستطيع تغيير ماضينا ، لا تجامل ولا تتسم باللباقة ، فقط أشعر شريكك بأنك في ورطة بارتباطك به طوال الوقت .
6. النظافة الشخصية أمر شخصي : عدم اهتمامك بها من المفترض ألا يزعج أحد ، وعلى شريكك ألا يزعجك بطلبه منك غير ذلك .
7. كن بخيلا : وحاول أن تتفنن في ذلك ما استطعت ، تعامل مع متطلبات الحياة مهما كانت ضرورية وكأنها ترف يجب الاقتصاد فيه .
8. كن هجوميا : احترام شخصية الآخر أمر جيد في العمل ، لكن في البيت الهجوم خير وسيلة لنيل أي شيء .
لم أستطع أن أخفي امتعاضي وأنا أنهر صاحبي قائلا : إن واحدة مما ذكرت كفيلة بقتل الحب في مهده ، فكيف إذا اجتمعوا ، وانهالوا على الحب طعنا وتمزيقا .
فقال وهو يعتدل في جلسته : و جل بيوتنا يسكنها واحدا أو أكثر من هذه الكوارث ، ومع ذلك تستمر وتمضي من اجل أي شيء .. إلا الحب .
فقلت متعجبا : أي حياة تلك التي نعيشها وكأننا في سجن وقد حكم علينا بالأشغال الشاقة المؤبدة .
فقال وهو يبادلني الحسرة : ورغم هذا تحدثنا عن الحب ، وتعدنا بأن ترفرف سحائب الرومانسية على حياتنا ، كفاك خيالا ودع كل منهم يواجه الحقيقة !! .
فقلت : عجبا لأمرك ، أبدلا من معالجة المرض والبحث عن الدواء ، تطالبني بالاستسلام للأمر الواقع ، لماذا بدلا من أن ننعي الحب ونعلن موته ، نتعلم كيف ننهض ونحاول إحيائه ليظلل دنيانا من جديد ، لماذا إذا ما وجدنا الحب يدير لنا ظهره مودعا ، آسفا على حياتنا التي رفضت استقباله وإحسان ضيافته ، نودعه ونخبره ألا يعود ثانية . لماذا نقتل الحب ما دمنا قادرين على الحفاظ عليه ؟ ! .
قال باقتضاب : ليس هناك أمل ! .
قلت : بل هناك آمال كثيرة ، شمس الحب ـ رغم سحب تشاؤمك ـ تسطع على قلوب كثير من بني البشر ، وتنعش بداخلهم أرواح تأبى التفريط فيما أنعم الله عليهم . والحب باق ما بقيت السماوات والأرض .
هناك 14 تعليقًا:
بارك الله فيك أستاذ كريم
حقيقي الحب باق ما بقيت السموات والأرض
وان كان بعض الناس لا يعترفون به أو لا يجعلون له مكان في حياتهم
ولكن لما صا حبك يائساّ كل هذا اليأس
لا تثق بشريك حياتك
الزواج مقبره
تمتع بالسلبيه
ولكن أود أن أعلق على هذه النقطه
الا وهي السلبيه
التي ان تمتع بها أ يشخص من الاشخاص صار عرضه لأن يقع في باقي العناصر التي عرضها صديقك
فالسلبيه هي كل شيئ فاشل في الحياه
وجزاك الله خير يا استاذ كريم على هذه المقاله الزاخره بالأمل
وياريت الناس كلها تقرأها
ونعرف اه معنى الحب ونصحح مفهومه ويكون منهاج تسير عليه الناس
وتقبل مروري
الشاعر الكبير ..
اهلا بيك ..
أتفق معك تماما .. السلبية قادرة على ذبح الحب بسكين بارد ..
سعيد بتسلحك بالأمل ..
دمت سعيدا متفائلا ..
مبدع دايما يا عمونا.. تسلم إيدك
سلمت يداك يا استاذ كريم
صديقك ضليع في فن قتل الحب .. لم يترك سبب من اسباب قتل الحب الا وذكره وكانه كان يقوم بعمل دراسة عن كيفية اغتياله
واكيد انه قد ارتكب الجريمة منذ زمن وهوه الان مستمتع بالحياة بلا حياة .. اقصد بلا حب
هذه المقالة ربنا تجعل كل منا يراقب تصرفاته .. لن اقول التصرفات التي تزيد الحب ولكن على الاقل ان لم تفعل ما يذيد الحب وتكثر منه فلا تفعل ما قد يقتله
جزاك الله عنا خيرا
كوننا لا نستحق الحب ولا نعتنى به كالشجرة اليانعة تحتاج الى روى لا يعنى وجوده
فقط نحن لا نراه او نتجاهل وجوده
---------
مقال جميل .. بسيط .. معبر
-------
بالمناسبة قرات كتابى الشخصية الساحرة وامراة من طراز خاص
كتاباتك رائعة
اشكرك عليها
--------
تحياتى لك
عند موت الحب سيموت الانسان
فالحب كالشمس هو مصدر الطاقة الرئيسي للحياة
جزاك الله خيرا
عجبت لامرءٍ قال الحبُ قد ماتَ
أنى له القول و قد مضى وقته و فاتَ
ولى وقت العبوس و انتهى
أتقول لي الآن هيهاتَ !!؟
من قالها و لماذا ؟
أفاته القطار أم متى ؟
متى أحب قلبه و منه قالَ
مقولة الموت و الحبَ نعى
فالحب باقٍ ما بقيت أعمارنا
حراً فتياً قد يغيب عنا
لكنه يعود دوماً إلينا
=================================
تدوينة رائعة أستاذ كريم
أرفع لك كل القبعات و ليس واحدة
^ـ^
السلام عليكم استاذ كريم
بصراحه انا مش هكدب ، انا اسمع عن حضرتك كتير ، بس دي أول مره أقرأ ليك
وبجد الموضوع تحفه ،وكنت عاوزه اضم صوتي لصوتكم في ان السبب الرئيسي هو السلبية والتردد وعدم القدره على اتخاذ القرار في الوقت المناسب ، وبالتالي لما يستطيع اتخاذ القرار بيكون هذا القرار فقد معناه وقيمته
ده سبب اول
...............................
اما السبب التاني
ان ممكن تكون نظرتك للطرف الاخر مش فى محلها ،بمعنى انت تعطيه قيمه كبيره جدا وتنظر له على انه ملاك ومافيش منه اتنين ، وبالتالي هتتوقع منه افعال و اقوال يكون هو اقل منهابكتير ، وبالتالي ممكن تحس انك اتصدمت فيه.. مع انك لو شفته بعين موضوعيه بعيد عن التحييز الاعمى هتلاقيه عادي جدا
...........................
بالتالي انا شايفه ان العيب عندنا احنا ، وهو انك تنتظر رد فعل يكون اكبر من الشخص ده
ارجو تكون وجهه نظري وصلت
وطبعا ان شاء الله هكون من المتابعيين الجيدين لحضرتك .. مع تمنياتي بدوام التوفيق
طالبة دكتوراه
وسوري للاطاله
السلام عليكم استاذ كريم
بصراحه انا مش هكدب ، انا اسمع عن حضرتك كتير ، بس دي أول مره أقرأ ليك
وبجد الموضوع تحفه ،وكنت عاوزه اضم صوتي لصوتكم في ان السبب الرئيسي هو السلبية والتردد وعدم القدره على اتخاذ القرار في الوقت المناسب ، وبالتالي لما يستطيع اتخاذ القرار بيكون هذا القرار فقد معناه وقيمته
ده سبب اول
...............................
اما السبب التاني
ان ممكن تكون نظرتك للطرف الاخر مش فى محلها ،بمعنى انت تعطيه قيمه كبيره جدا وتنظر له على انه ملاك ومافيش منه اتنين ، وبالتالي هتتوقع منه افعال و اقوال يكون هو اقل منهابكتير ، وبالتالي ممكن تحس انك اتصدمت فيه.. مع انك لو شفته بعين موضوعيه بعيد عن التحييز الاعمى هتلاقيه عادي جدا
...........................
بالتالي انا شايفه ان العيب عندنا احنا ، وهو انك تنتظر رد فعل يكون اكبر من الشخص ده
ارجو تكون وجهه نظري وصلت
وطبعا ان شاء الله هكون من المتابعيين الجيدين لحضرتك .. مع تمنياتي بدوام التوفيق
طالبة دكتوراه
وسوري للاطاله
السلام عليكم ورحمة الله
استاذي الكريم لم اعلم ان لك مدونة ولكني الأن سعيد بذلك
ولا اقول إلا وفقك الله إلي ما تحب وترضي
أعجبني كثيرا هذا الموضوع
واتمني لك دوام النجاح والتوفيق
ـ حسام مصطفى .. مرور طيب أفخر به ..
ـالفاضل ابراهيم .. أسأل الله أن يبصرنا بعيوبنا، ويعيننا على إصلاحها .. شكرا لمرورك الكريم ..
ـرؤية .. أشكرك جدا ..
وسعيد أن راقت لك كتاباتي .
ـالقمر الساهر .. نورتنا :)
ـطالبة دكتوراه .. شكرا لإطرائك مرور كريم ..
ـ محمد صلاح .. نورتنا وآنستنا، وأسعد بمرورك الدائم
لما دخلت المدونة بصراحه ماتوقعتش انى اقرا موضوع بالابداع ده
منطقي وسلس وجميل قوى
خلاني أفكر فى حاجات كتير جدا الناس بتعتبرها مسلمات وكأنها مش عايزه تحب لأنها خايفه تفرح بالحب
سعيده جدا انى اتعرفت على مدونتك
ومن النهارده احتسبنى من زوارك الدائمين
كل الود
وينكي
اسعدنا مرورك الطيب ..
ويشرفنا أن تكوني من أصدقاء المدونة ..
الحقيقه دي اول زياره لي هنا للمدونه اللطيفه دي
صديقتي الجميله اينو من دلني عليها
والحقيقه البوست عجبني جدا لما به من كلمات صادقه
منذ فتره قصيره وانا اكتب سلسله عن الحب
ياريت تزور المدونه عندي وتطلع عليها
وعايزه اقول ان غير معرف كلامها صح
إرسال تعليق