في القرن الخامس الميلادي عرفت العرب أشجع الفرسان في تاريخها، وهو عنترة بن أبي شداد، أبو الفوارس، الذي انتزع آهات الدهشة والإعجاب بشعره الأخاذ، وانتزع الرفعة والشرف بسيفه الحسام، الذي كان أول من يهب عند النداء والطلب، وآخر من يلقي بالا للغنيمة إذا ما جرى تقسيمها
ينبئك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعف عند المغنم
لكن المثير للتأمل أن عنترة ولد عبدا أسود اللون، ولم يشفع له معرفته أنه ابن أحد أشراف شبه الجزيرة العربية شداد بن عمرو بن معاوية بن مخزوم، حيث لم يعترف به بعدما أنجبته إحدى إمائه، وكان يناديه دائما بالعبد، عاش عنترة وهو يشعر بالغربة، تجري في عروقه دماء أحرار، لكنه مكتوب عليه أن يعيش عيش العبيد، بيد أن عنترة لم يستسلم للأمر الواقع، كان متمردا، تعلم ضرب السيف، ورمي الرمح كما الفرسان، بل تفوق عليهم تفوقا ملحوظا، تعلم الشعر ونبغ على شعراء زمانه كلهم، وجلس متأهبا منتظرا الفرصة .
إلى أن حدث يوما أن لقراءة باقى المقال فضلا اضغط هنا