- أشرق كالــشمس
- هناك جملة من الأشياء التي تلتبس على المسلم في حياته نظرا لتشوش رؤيتنا لها وعدم التأمل في مغزاها وقوتها في تنمية الشخصية وأهميتها في توضيح المبدأ والقيمة التي نحملها .
أحد أهم هذه الأشياء هو تزكية النفس ، وإبراز محاسنها ، وتسويق خصالها المبدعة الفريدة .
إننا نؤمن امتثالا لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، أن التواضع هو سمة من سمات الصالحين وأن ( من تواضع لله رفعه ) وهذا شيء لا جدال فيه ، ففضلا عن كونه أمر نبوي فإنه كذلك مطلب روحي وعقلاني لا يختلف عليه أي عاقل محب لانسانيته ويقدر قيمة الانسان في الحياة .. ولكن .
هل معنى هذا ألا يقف المرء في أوقات تتطلب أن يعدد نقاط قوته وأفعاله الحسنة وحجته أن التواضع مطلوب .
دعوني أوضح الأمر أكثر ..
اليوم في سوق العمل وفي ظل المنافسة الشرسة يظهر جليا الشخص المبدع الذي يتقن إبراز إبداعه وتفوقه ، ويختفي من على الساحة الفقراء والبسطاء والأشخاص الأقل احترافية في تسويق أنفسهم مهما كانوا نابغين أو متميزين .
تعالوا لنتأمل شيء أعمق وأكثر وضوحا ، بالرغم من كون الاسلام أحد أعظم المناهج الأخلاقية على وجه الارض إلا أننا دائما متهمين بالارهاب والعصبية وضيق الافق وعدم قبول الاخر ، وأننا نعشق العنف والدم ونتلهى في أوقات فراغنا بتعذيب من يخالفنا المعتقد والدين .. فهل هذا كلام حقيقي .
أترك لك الاجابة .. وأطرح سؤال آخر ..
بالرغم من كون اليهود أقل عددا ، يفتقرون إلى منهج قويم محترم يطرحوه للعالم ، الخلفية المتعلقة بهم في الأذهان أنهم بخلاء طماعين يفقأون عينك إذا لم ترجع لأحدهم فوائد المال الذي أقرضك إياه ، ولعل من قرأ رائعة شكسبير تاجر البندقية يدرك ما أقول . وبالرغم من ذلك استطاعت هذه القلة المكروهة أن تسوق جيدا لثقافة الهولوكست وتروج لنغمة الاضطهاد ، وتخلق مفهوما يخصها وهو السامية .
فكيف نجح اليهود في هذا .. أترك لك الإجابة ..
ثم أتساءل ثالثة ..
هل من الحكمة أن ندفن كنوزنا الحقيقية في باطن الأرض في الوقت الذي يبيعنا فيه الآخر بضاعته الركيكة على أنها ذهب خالص بالرغم من كون بريقها لا يتعدى القشرة الخارجية ؟؟ .
إننا يا أصدقائي بحاجة إلى أنتقن فن تسويق ( النفس و الدين والقيمة والخلق ) .- التقيت ذات يوم بالمفكر البريطاني ( دواوود بيدكوك ) رئيس المركز الاسلامي البريطاني ، وهو أول مركز إسلامي يؤسس في بريطانيا على خلفية رواية سلمان رشدي ( آيات شيطانية ) ، قال لي وقتها عندما سألته لماذا يتحمس دائما من يدخل الاسلام لخدمة الدين عن المرء الذي ولد مسلما أبا عن جد ، فقال لي : لآننا نأتي من هناك حيث العدم ، فنرى إلى أي مدى بلغت عظمة هذا الدين ، ونرى كذلك الخيبة التي تتملك المسلم في التسويق لبضاعته من القيم والاخلاق والمبادئ والحسن من السلوك والأفكار ، وقال لي بالحرف ( يا صديقي أنتم أفشل مندوبي مبيعات لبضاعة رائجة مطلوبة ) .
إننا مطالبون يا صديقي أن نُظهر روعة ما نملك ونخرجه للناس ، إن اللؤلوة تظل شيئا ليس ذو قيمة طالما مخبئة في محارة في عمق البحر ، ولا تظهر قيمتها إلا في عنق امرأة وهي تلمع في سحر يخطف الألباب .
هل تتفق معي في هذا يا صديقي ..؟
إذن .. اشرق كالشمس .. كن لؤلوة تخطف الألباب .. غازل العيون والأفهام وتألق في عنق هذا الكون
الخميس، 31 يوليو 2008
أشرق كالشمس
الثلاثاء، 29 يوليو 2008
إزدواجية
الأحد، 27 يوليو 2008
أنا والإخفاق
الجمعة، 25 يوليو 2008
حب ينتظر إسدال الستار
هل همس بأذنك أن القمر يستمد ضوءه من إشراقة جبينك ؟
هل أقسم لك بأغلاظ أيمانه أن الطيور لا تغادر أعشاشها إلا لتلقي عليك تحية الصباح ؟
حتى وإن قال هذا .. وأكثر .
حتى وإن وقع غزله في وجدانك موقعا مرغوبا .
الحب يا صغيرتي لا يكون خالصا ، إلا إذا أحبك على كل أحوالك ، أحب خطأك قبل صوابك .. هواك في غضبك ورضاك .
هام بك في إشراقك وغروبك ..
طلب ودك في إقبال الدهر عليك وإدباره .
الحب أن يحبك أنت .. كما أنت ..
وغير هذا .. حب ينتظر إسدال الستار
الثلاثاء، 22 يوليو 2008
زوجتي ليست فتاة أحلامي!
أنا لم أتزوج فتاة أحلامي !
أقولها وأنا غير مكترث مما سيحدث إذا ما قرأت زوجتي هذا الاعتراف يوما ما .
فاعترافي هذا ليس من باب الشكوى والحسرة ، بل هي معلومة أقولها لكل من لم يرى جيدا أبعاد المعادلة .
معادلة الزواج الناضج .
فبالرغم من كوني أضع الحب أساسا للزواج ، وأهيب بمن يتقدم من أجل الزواج أن يختبر مدى حبه ووله للطرف الآخر ، تماما كاختباره لأخلاقها ودينها وطيب أصلها ، إلا أنني أرى أن الحنين لفتاة الأحلام ومقارنة الزوجة الحالية بها ، هي مقارنة ظالمة وباب خلفي للهروب من متطلبات الواقع .
فبالرغم من أن للشعراء شطحات إلا أن منطق نزار قباني أعجبني حيث قال يوما لفتاة أحلامه ( فاتن وجهك .. لكن في الهوى لا تكفي فتنة الوجه الجميل) ، فالمعدة الخالية والجوارب المثقوبة والقميص ذو الزر الضائع قادرين على تفاهتهم على اختصار المساحة بين الوجه الفاتن والوجه الغاضب .
ولسبب لا أعلمه تتغير النساء ـ كل النساء ـ بعد الزواج .
إنهن يتعاملن مع الزواج وكأنه نهاية المطاف ، ويصبح التجمل والتأنق ـ بعده ـ حاجات غير ذات جدوى ، تماما كالمذاكرة بعد تأدية امتحان آخر العام !! .والزوج المسكين ما يفتأ يرى وينظر ويقارن بين تلك المرأة التي أعيا كاهلها هم البيت والالتزامات اليومية ، والأولاد ، وبين الحسناء الرائعة التي تمناها في خياله أيام وليال طوال .
والنتيجة كما نعلم مزيد من الحنق .
وهذه المقارنة ظالمة وغير واقعية ، ولن تجدي نفعا صاحبها ، بل على العكس ستحيل عيشتة إلى جحيم مستعر .
أنا يا عزيزي الزوج أجبرت نفسي أن تقول كل صباح ( ليس في الإمكان أفضل مما كان ) ، فزوجتي الحالية هي أفضل ما يمكنني الحصول عليه ، فالطموح ـ صدقني ـ غير مجدي بعد الزواج .
فلنبحث عما يمكن أن يثري الحب ويغذيه ، ولن تُعدم زوجاتنا ما يجعلنا هائمين بهم ! .
السبت، 19 يوليو 2008
أفكار صغيرة .. لحياة كبيرة .. بأقلام جديدة !!
كتب: محمد الشرقاوي
ويرون أنه لابد من إعادة الحيوية إلي الوطن.. وضخ دماء الشباب في شرايينه وتبدو كلماتهم يائسة.. وكأنهم لا يرون النصف الآخر من الكوب.. ويكتفون فقط بالبكاء علي اللبن المسكوب.. مع أنهم لو دققوا النظر في أحوالهم هم فسوف يجدون أن أعمار هؤلاء الذين يهاجمونهم بعنف.. وينتقدون أوضاع البلد بشراسة.. هم دماء جديدة.. وهم بكل المقاييس دماء شابة.. في شرايين الوطن..
أكثر الناقدين.. والغاضبين.. شباب يغوص في قاع المجتمع.. ويكتب بحرية لم نر مثلها في سنوات سابقة.. حتي الكتب التي توزع الآن في كثير من المكتبات يؤلفها شباب ربما لم نسمع عنهم.. اذهب إلي المكتبات في المولات.. ومعارض الكتب.. وسوف تجد أن أكثر الكتب مبيعاً.. يعدها أو يؤلفها أسماء جديدة.. ومضمونها جديد.. توزع بأعداد تفوق أحياناً ما كان يوزعه كتاب لأديب مشهور.
تتواري الآن في تلك المكتبات مؤلفات الكبار أمام نوعية جديدة تخاطب جيل التقنيات والوجبات السريعة.. والبحث عن المال بأسرع وسيلة.. انظر إلي العناوين ستجدها تصب في إطارات متقاربة.. تبدأ بتنمية الموارد البشرية.. ولا تنتهي بنصائح حياتية.. مستمدة من الدين.. والتاريخ.
د. أحمد خالد توفيق.. واحد من أهم المؤلفين توزيعاً في مجال قصص ما وراء الطبيعة.. وقبله بالطبع الأكثر شهرة الدكتور نبيل فاروق.. هناك أسماء أخري عديدة لا يعرفها الكثيرون.. أسماء لمعت علي الإنترنت مما دفع بعض دور النشر إلي طبع كتاباتهم وتوزيعها.. مثل غادة عبدالعال.. وهناك مؤلفون ضيعوا سنوات من عمرهم يقرأون ويستخلصون من أمهات الكتب أفكاراً رأوا أنها تفيدهم في حياتهم.. وفكروا أن ينقلوها إلي الآخرين فطبعوها.. ومنهم محمد فتحي.. وكريم الشاذلي..
علي أن الأهم من كل ذلك أن بعض هذه الكتب يرتفع سعرها إلي أعلي من أسعار كتب عمالقة الفكر العربي..
قادتني صدفة جيدة هذا الأسبوع إلي إحدي المكتبات بأحد المولات الكبري وهناك لا تجد كتب العقاد وطه حسين.. ولا حتي نجيب محفوظ.. ربما لأن مكانها في مكتبات وسط البلد.. أو دور النشر القومية.. وربما أيضاً لأن الذين يرتادون هذه النوعية من المكتبات يبحثون عن كتب ليست تراثية.. كتب في مجال تنمية الشخصية والتطوير الذاتي.. كتب مطبوعة بألوان زاهية.. وأغلفة فخمة.. التقطت أحد هذه الكتب وكان ثمنه 25 جنيهاً وحجمه بالقطع المتوسط ولا يزيد عدد صفحاته علي 224 صفحة "ورق أصفر.. وعليه رسوم خضراء" ومنسق بدقة.. يجذبك لأن تشتريه حتي من قبل أن تعرف محتواه..
الغلاف كله عليه صورة المؤلف وهو شاب. تقرأه لأول مرة.. كريم الشاذلي هو لم يُعرِّف نفسه داخل الكتاب.. بل ترك صورته بالغلاف والكتاب يتحدث عنه.. أفكار صغيرة لحياة كبيرة.. هذا هو عنوان الكتاب.. وأسأل نفسي: هل عرف هؤلاء الكتاب الشباب كيف يخاطبون الجيل الجديد.. الذي لم يعد يطيق أن يقرأ جملاً صعبة.. وكلمات تحمل أكثر من تأويل؟.. هل استطاعوا أن يجذبوا هذا الجيل الذي يريد أن يفرغ من قراءة كتاب خلال رحلة من القاهرة إلي الإسكندرية.. أو إلي شرم الشيخ؟..
الكتب التي تتصدر المكتبات تقول إن بعضها أعيد طبعه أكثر من مرة.. ماذا يقول كريم الشاذلي في كتابه الذي يستحق التقدير؟.. في البداية تجذبك كلمات رقيقة في إهدائه الخاص يقول: "إلي من أري في عيونهم كم أنا جميل.. أحبكم.. كريم"..
تأمل كلماته الشاعرية وهو يخاطب قارئه في بداية الصفحات: "أحرفي هذه المرة مزيج من روح أيامي.. وآلام تجربتي.. وصيد تأملاتي.. وسجل ذاكرتي".. .. الكتابة عمل ثنائي يشترك فيه قلم الكاتب مع عقل القارئ لينتج معادلة النجاح.. أبغض التلقين وأكرهه.. وأري أنه استهتار بالعقل وتعطيل للفكر.. وإرهاق لطاقات وقتل لموارد.. واعتداء علي المواهب.. لذا أجد نفسي حانقاً علي حال التعليم في وطننا العربي.. والذي يخرج لنا أجساداً ترتدي شهادات.. وبعد 12 صفحة من التقديم يبدأ بالحديث عن "الكلمة طائر.. والقلم صياد.. ويري أن الأفكار رزق يسوقه الله إليك.. وأول نصيحة هي أن يقوم القارئ بتسجيل أي معلومة أعجبته أو ألهمته فكرة أو خطة عمل.. ليعود إليها فيما بعد حتي لا ينساها.. ففي دورات القراءة السريعة اليوم ينصح المدربون متدربهم بكتابة فقرات وملخصات للفصول أعلي الصفحات.. كي تساعدهم أولاً علي استيعاب وفهم الكتاب.. وثانياً للاستذكار السريع فيما بعد.. وإذا فعل قارئ ذلك.. فلابد أن يصبح ذات يوم مؤلفاً.. أو هكذا فعل كريم الشاذلي.. الذي له في المكتبات العديد من المؤلفات وكلها تنتمي إلي عالم الشخصية الساحرة.. والطريق إلي المجد والنجاح في الحياة
نقلا من جريدة الجمهورية بتاريخ 10/7/2008
الأحد، 13 يوليو 2008
شيء ما أرهبه ..!
والمتتبع لسير العظماء سيرى جليا كيف أن هناك كوارث حدثت في حياة أناس فكانت هذه الكارثة بمثابة المشهد الأول في قصة نجاحهم وتميزهم وعبقريتهم .
لكن ما أخشاه حقا وأتهيبه هو تلك المشكلات الصغيرة المتراكمة التي لا نشعر بها ، والتي ما تلبث تحيط بنا حتى تغرقنا ونحن في غفلة من أمرنا .
إن القطرات الصغيرة ـ والتي لا يلقي معظمنا لها بال ـ تفعل الأعاجيب .
يحكى أن الصينيون كانوا يستخدمون إستراتيجية غريبة في التعذيب ، كانوا يجعلون السجين يستلقى على ظهره فوق لوح خشبي ويربطون يديه ويثبتون رأسه بواسطة كلابتين فلا يمكنه تحريك رأسه إطلاقا ثم يضعون المسكين تحت صنبور مياه تنزل منه نقطة واحدة كل 10 ثواني بشكل رتيب بحيث تسقط النقطة في منطقة التقاء الأنف بالجبهة !!!!
ـ في عالمنا المهني ، مع المدير ، أو الزملاء ، أو من هم تحت إمرتك ، قد تذيب تلك النقاط حبال المودة بيننا .
ـ في علاقتك مع الله ، قد تحاصرك تلك النقاط التافهة ، وتأخذك معها إلى عالم الغفلة والنسيان ، فتنسى حقوقا وواجبات مفروضة عليك .
كل هذا ومعظمنا يستهين بتلك الأشياء البسيطة التافهة ، ولا يلقي لها بالا برغم تأثيرها المدمر.
أنظر معي لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه ولكنه قد رضي بالمحقرات من أعمالكم ) ، ينبهنا رسولنا الكريم إلى أن الشيطان ( والذي هدفه إضلال الناس) ، يعمل على تضليل البشر من خلال الذنوب البسيطة المتتالية ، والتي قد تصل بالمرء المفتون إلى درجات أعلى من الكفر والإلحاد والعياذ بالله .
إننا بحاجة أخي الكريم أن ننتبه مليا إلى تلك الذنوب الصغيرة ، والمشكلات البسيطة ، ونتغلب عليها أولا بأول ، قبل أن تكبر وتصنع بيننا وبين من نحب سدا عاليا ..
ولا تنسى أن عالي الجبال تكونت من صغير الحصى ، وأن نقطة الماء البسيطة تفتك بأشد الرجال قوة وضراوة .
الأربعاء، 9 يوليو 2008
إلى حبييبن
تبدأ السعادة الزوجية بمعرفة كل طرف واجباته وحقوقه، وأهم خطوات نجاح تلك العلاقة السامية إدراك ثقافة المعاشرة ونبذ السلوكيات الخاطئة والعصبية الزائدة التي تفضي إلى متاهة الخلاف.
«كيف تسيطر على حياتك العاطفية وتكسب شريك عمرك؟» عنوان كتاب صدر حديثاً للباحث كريم الشاذلي، يطرح خلاله أهم خطوات نجاح الحياة الزوجية والطريق إلى السعادة والاستقرار بتنحية الخلافات جانباً لتجاوز العقبات والتمتع بالثقة ومشاعر المودة والرحمة.
يؤكد الشاذلي أن ثمة من يستطيع أن يحوِّل مشاكله إلى فوائد ويستشعر السعادة من خلال إدراك مغزى هذا الارتباط الذي يوثق علاقته بشريك العمر وأنه لولا الخصام والإعراض ما كان الرضا ولولا الدفع ما كانت الحركة، فالتجربة اختبار للمشاعر التي تتوطد بتجاوز الخلافات ومحاولة حلها بهدوء ومن دون عنف والإنصات باهتمام لوجهات النظر من دون سخرية أو استهزاء، وكما يقول المثل الإنكليزي «تجربة آلمتني وتجربة علمتني».
ينصح الشاذلي بمحاولة الزوجين احتواء المشكلة والتي تجعل كل طرف يخرج منها بخبرات تعينه على الحياة المقبلة، حيث كل الخلافات الزوجية ترجع إلى أسباب محورية منها الاختلاف الفطري، فالرجل له صفات تختلف عن المرأة من ناحية السلوك وأسلوب التعامل، لذا يجب أن يتفهم كل طرف «مزاج» الآخر ويختار الوقت المناسب للنقاش في أمور تخص حياتهما الزوجية.
تبدو مسؤولية الزوجة أكثر أهمية في توفير عوامل الاستقرار والهدوء داخل المنزل، وشعور الزوج العائد من عمله بالارتياح بعد الإرهاق، بدلاً من دخوله في دوائر توتر وقلق، مما يؤثر في تعامله مع زوجته ويجعله أكثر عصبية وتزداد حدة الخلاف بين الطرفين.
اختلاف فطري
يعد الاختلاف الفطري من أهم مسببات المشكلات الزوجية، فإذا كان أحدهما عصبياً وانفعاله زائداً، اشتعلت الخلافات البسيطة وكثرت التفاصيل اليومية والذي لا يجيد التعامل معها بهدوء تؤثر في سلامته النفسية والصحية. يأتي أيضاً الفهم الخاطئ لطبيعة العلاقة الزوجية ومحاولة إلغاء شخصية الآخر ورغباته في التعبير عن ذاته وعدم التعامل معه كمحور مستقل له طبيعته الخاصة وغياب التفاهم حيال المعاشرة الزوجية، كلها مشكلات خطيرة تواجه الزوجين وتنبع خطورتها من الجهل بأسسها والاعتقاد الخاطئ لدى الطرفين بأنها مسألة يخجل منها، من دون إدراك أنها الركن الأساسي في العلاقة الزوجية حسب ما نصت عليه جميع الأديان السماوية.
يوضح الشاذلي أن فقدان ثقافة المعاشرة من أبرز المحاور التي تنشأ منها المشكلات الزوجية ونجد أن معظم الخلافات التي يشكو منها الزوجان تندرج تحت هذه المحاور، مثل تدخل الأهل المستمر والقسوة والأنانية وكلها تنبع إما من الفهم الخاطئ أو جهل الحقوق أو سوء الخلق. كذلك عدَّد ثلاثة أنواع للمشاكل الزوجية الظاهرة وهي الإهانة المباشرة والخفية، كالغضب والحنق، والعابرة، كالسخرية والاستهزاء، والدائمة، كالبخل والعصبية.
المشاكل الزوجية وقفة تأمل، فمع زحمة الأحداث اليومية يحتاج كلا الزوجين وقتاً كي يراجعا حياتهما ويقوّما مسيرتهما الزوجية.
رعاية وحنان
هناك بعض الآثار السلبية التي تنتج من المشكلات الزوجية، بخاصة إذا تمت على مرأى ومسمع من الأبناء، لأنها تسبب لهم أضراراً نفسية بالغة، لذلك يجب أن تكون في أضيق الحدود لتدارك الانفعالات الزائدة كي تتلاشى قبل أن ينتبه لها الصغار الذين يتمتعون ببراءة المشاعر ولا يدركون معنى للصراخ أو الشجار وبذلك يفقدون الثقة ويلوذون بالصمت وعدم القدرة على التعبير عن ذواتهم.
يؤكد الشاذلي أهمية الاستقرار الأسري في مستقبل الأبناء بل والتأثير في مستوى الذكاء وتنميتهم عقلياً وثقافياً ونفسياً في إطار من الرعاية والحنان يكفل لهم حياة سعيدة ويوثق الارتباط الوجداني بآبائهم وأمهاتهم ويعمق في داخلهم مشاعر الاحترام والمحبة والثقة في النفس.يكفي أن يعرف كل طرف واجباته وحقوقه، ساعياً الى إسعاد الآخر وتفهم طبيعة الاختلاف الفطري الذي تنشأ عنه المشكلات الزوجية، فيكتسب خبرات التعامل مع الطرف الآخر من دون توتر أو سخرية ويحاول الوصول إلى نقاط اتفاق تفضي إلى تلاشي الخلافات وعودة الهدوء والسعادة إلى عش الزوجية.
الأحد، 6 يوليو 2008
الحياة .. تحدي
فقلت وقد غرست ابتسامة هادئة على شفتي : بلى يا سيدي .
ـ هكذا أنت .. ترى الحياة مجموعة من المعارك التي لا تنتهي ، لا تستطيع العيش إلا ومستوى الادرنالين لديك في ارتفاع دائم ، الحياة سلام يا بني .. سلام وليس تحدي .
ـ لم أزده إلا ابتساما فاستطرد قائلا : أخشى عليك من نفسك التي لا تهدأ ، طالما قلت لك أن السلام الداخلي هو أفضل ما يمكن أن يطلبه المرء منا ، وأراك تجوب حياتك راكبا صهوة طموحك ، ضعيفا عندما تحب ، قاسيا عندما تخاصم .. أعد حساباتك يا بني .
ـ فقلت وهدوئي لم يفارقني : يا سيدي ، هل من الممكن أن تضع الحرب أوزارها بين الخير والشر ، الحق والباطل ، النور والظلام . هل لنا أن نرى يوما حمائم السلام تضرب بأجنحتها فوق سمائنا وقد ارتمى الحق بين أحضان الباطل بعدما تبادلا أغصان الزيتون .
ـ أطال الله عمرك يا شيخي ، قولك حق لا أعارضه ، لكنني فقط أرى أن الحياة منذ بعث الله آدم وحتى يومنا هذا ميدان كفاح ، مليئة بالتحديات ، لا تقبل القسمة على اثنين ، معسكرين قائمين ، أحدهما للفشل وآخر للنجاح ، معسكر للفلاح وآخر للسقوط والضياع .. ونحن علينا أن ننضم للمعسكر الذي نرى فيه طريق فلاحنا . وما دام الأمر كذلك فلا بد أن نُحارب من المعسكر الآخر . لم أزد شيئا يا سيدي عما علمتني إياه من أن أصحاب الرسالات دائما في تعب ونصب .. أليس هذا قولك
ـ كعهدي بك .. قوي في جدالك لا تتغير ، لكن لا أستطيع أن أخفي إعجابي بما تقول .. وماذا سوف تكتب في كتابك هذا .
ـ لاحت ابتسامة انتصار على شفتي ، قابلها شيخي بقهقة قائلا : ما عليك ، غدا تنبئنا الأيام بنبأك ، هيا قل لي ماذا كتبت فقد أوشك وقتك على الانتهاء .