أنـــا والفشل
تعالوا يا أصدقائي لأخبركم بأشياء عن حياتي الخاصة .. لالا لن أمدح نفسي وافرد خصائصها وإلا سأواجه مشكلة أن أقصر بوست في مدونتي هو الذي خصصته لإفراد مزاياي .
فسواء شئت أم أبيت فكل إنجازاتي في الحياة مع ما لدي من مبالغة وسجع وتفصيل لن تسعفني بأكثر من سطرين أو ثلاث على الأكثر .
لذا دعوني هذه المرة أحدثكم عن بعض إخفاقات حياتي .. وماذا في ذلك سأحدثكم عن عيوبي .. أبشروا إذن .
مرض القراءة سامح الله من أعطاني الرواية الأولى (للمغامرين الخمسة ) فمنذ تلك اللحظة التي لا أستطيع تحديدها بدقة وحتى اليوم أصبحت القراءة إحدى أهم سلوكياتي الحياتية ، ليس في الأمر ما يشين حتى الآن فطالما سمعنا أن القراءة شيء مفيد وهام ، لكنكم لو عدتم معي إلى الخلف قليلا ورأيتم ما فعلته بي القرآة لتغيرت وجهة نظركم .. تماما .
فصاحبكم يا أصدقائي وطوال أعوام الدراسة كلها ، وهو لا يقرأ سوى ما يحب ويهوى ، وبالطبع لا مكان لكتب الدراسة في هذا الهوى ، كان طبيعي جدا ألا أحضر دروسي ، وإذا حضرتها فلأمر طارئ وحينها تكون رواية إحسان عبدالقدوس ، أو كتاب لمصطفى محمود ساكنا بين دفتي الكتاب المدرسي .
لهذا فأنا أعترف أنني كنت من أفشل الطلبة من ناحية التحصيل الدراسي وهذا ما دعا أبواي ذات يوم إلى صنع ( هولوكست ) لي ولكتبي !
فذات يوم وعند عودتي إلى منزلي الصغير وإذا بتجمهر عائلي في حديقة بيتنا ، توغلت قلقا والعيون ترمقني بأسف وإشفاق ، حتى وصلت إلى منتصف الدائرة وإذا بنار مشتعلة قارب لهبها أن يعانق سماء الشتاء الكئيبة ، ورأيت كالنائم على أطراف النار ورقة ليست غريبة علي !
إنها غلاف رواية ( في وادي الغلابة) لإحسان عبدالقدوس ، دققت ثانية ، سحقا !! إنه غلاف كتاب الأذكياء لابن الجوزي ، وهذه الأوراق الصفراء هي ما تبقى من روايات رجل المستحيل وملف المستقبل ، وهذه المجلة الزاهية هي الدليل أن قسوة أهلي لم تستثني حتى مجلات ميكي وسمير .
بالضبط 307 كتاب وقصة تم حرقهم في هذا اليوم المشؤم ، لا زلت أذكر يومها صوت جارتنا الأستاذة / عزيزة مديرة المدرسة الابتدائية وهي تقول : ( والمسيح الحي ما هذا بفعل العقلاء ، ابنكم صبي مثقف ، انكم تحرقون مستقبله ) .
وغاب صوت جارتنا القبطية وسط توعد الأب والأم والجدة والعمة وباقي أعضاء المذبحة من الويل مني إذا لم ألتفت لدراستي وأترك تلك الترهات ( اللي هتوديني ف داهية ) .
***
لعنة الانجليزي
بالرغم من كوني لا أعترف بما يسمى ( عقدة حياتي ) لكن عندما يتعلق الأمر باللغة الانجليزي ، أجدني آسفا مضطرا لمخالفة ما أدعوا إليه وأقول ( الانجليزي عقدة عمري ) .
لا يمنع هذا من كوني ترجمت جل كتبي إلى لغات أخرى . . ( اللي فاته الميري )
***
لذة النوم
هناك ثمة عبارة مشهورة عني ، لا أشك أنها ستصبح ملكا خالصا لي في يوم من الأيام ، وأكون جاهزا لمقاضاة من ينسبها لنفسه ويعتدي على حقي الأدبي فيها ، هذه العبارة هي ( إذا كان النوم يباع ويشترى لكنت أحب زبائنه ) .
فأنا يا أصدقائي رجل يحب النوم كحبي لصغاري ( مهند ومعتز) ، ولم أقتنع يوما بالنوم المتقطع أو البسيط ، حتى أيام المحن والمشكلات ، يظل النوم هو أحد أحب أصدقائي إلى قلبي .
أنام ثمان ساعات ، لكن لا بد أن يكونا متواصلين ، وإذا ما أيقظني أحدهم ، فلا بد أن يبدأ العداد من الساعة ( صفر) .
***
كائن ليلي
للأسف هذا أنا ، أعشق السهر ، وحلم عمري أن أعيش كالبشر أستيقظ صباحا وأنام ليلا ، لكنها والله أعلم شيء في جيناتنا الشاذلية ، فنحن عائلة ينتمي معظم أفرادها للعمل الخاص ، وليس بيننا وبين الدوام الرسمي عمار ، لذا فبقليل أو بكثير من الحيل نوظف أعمالنا لتناسب طريقة عيشنا لا العكس .
حزينا أكون وأنا أصلي الفجر ، والجميع يحييني ( صباح الخير ) ، وأنا أرد عليهم بصوت أقرب للهمس ( مساء النور) .
***
العزلة
أنا شخص يعشق العزلة والتحليق وحيدا بعيد عن البشر ، يكفيني في الحياة قلب واحد يشعر بي كي أكتفي به وأعلن اعتزالي مخالطة الناس .
يسبب هذا الأمر حرجا بالغا لي مع أصدقائي الذين لا أخالطهم بشكل طبيعي ، ويبحثون عني بالأيام وأنا قابع خلف مكتبي أقرأ أو أكتب أو ألعب (FIFA2007)
لكنني ـ أبشركم ـ بدأت في إجبار نفسي على مخالطة البشر ، ومودة أصدقائي ، فأخشى ما أخشاه ألا أجد أربعة منهم يحملونني إلى قبري حينما ينادي منادي الموت على اسمي.
***
الهمجية
فكرت ألا أكتب هذا الاعتراف ، لكن دعوني أخرج ما بصدري ، أنا إنسان همجي جدا .. بمعنى ..
ـ مكتبي إن كان مرتبا فأنا في حالة نفسية سيئة ، الويل لزوجتي إن فعلتها ..
ـ لا بد من وجود أكثر من ثلاث أكواب فارغة وبعض فنجاين القهوة على مكتبي ، تلك المثالية الزائدة التي تدفع زوجتي لرفع الكوب الفارغ ووضع الممتلئ مكانه تقتلني ..
ـ أكره الحلاق ككرهي لشيمون بريز أو أكثر قليلا ، ليس بالشيء المحبب بالنسبة لي أن أضع رقبتي تحت يد شخص كل مؤهلاته أنه يمتلك عدد لا بأس به من المرايا ، وبضعة مقصات نصفها تقريبا بارد ( المقصات لا الحلاق) .
ـ لا أعرف كيف أمسك القلم ، دائما ما أكتب على ( الكيبورد) ، ولسسب لا أعلم دائما ما أنسى حفظ ما أكتبه ، لذا فانقطاع التيار الكهربي بالنسبة لي يجعلني ألعن إهمالي الذي جعلني لا أقوم بالمعادلة السحرية ctrl+s .