الاثنين، 26 مايو 2008

النقد ليس اعتداء عليك ..

لا تنزعج من النقد ..!

حالة استنفار قصوى تتملك المرء منا حينما يتم توجيه نقد إلى ذاته .
فكلنا ننظر إلى النقد على أنه اعتداء على شخصيتنا ، ومحاولة شريرة لإبراز عيوبها .
لذا نشمر الساعد ، ونتأهب في شراسة لسحق أي معتدٍ على ذواتنا .
والحقيقة يا صديقي أننا جميعا ـ وبلا استثناء ـ بشر غير معصومين ، وأن النقد هو الذي يرفعنا ويقربنا من إنسانيتنا ، هو وحده القادر على شحذنا كي نطور من أنفسنا ونستدرك أخطائنا ، هو الذي ينقينا ويدفعنا إلى الكمال والمثالية .
لكن معظمنا يخشى النقد لتوهمنا أن النقد يخبرنا والآخرين أننا أقل مما نحن في الحقيقة ، أو لأننا نرى النقد جرح لكرامتنا، أو لأن النقد سيدفعنا إلى تغيير وضع ما لا نريد تغييره ، أو لأن الناقد غير مقبول لدينا ، أو لأننا ـ في حقيقة الأمر ـ نمتلك من الغرور ما يجعلنا لا نقبل توجيه من أحد ! .
انظر معي لأكرم وأكمل خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم ، في غزوة بدر ، حينما أتاه الخباب بن المنذرt ليخبره في أدب أن المكان الذي خيموا فيه ليس استراتيجيا ، وأن لديه خطة وتصور أفضل من الخطة الحالية !! .
إنه استدراك على القائد ، وأي قائد .. أعظم خلق الله ، فما الذي فعله الحبيب صلى الله عليه وسلم .
استمع إلى صاحبه حتى إذا ما انتهى ، أمر جنوده بتنفيذ أوامر الخباب بن المنذر رضي الله عنه.
القلوب العظيمة يا صديقي تقبل النقد بهدوء نفس وبساطة ، فتنظر فيه بروية وتدبر ، فإن كان إيجابيا حقيقيا شكر صاحبه وأجزل له الثناء ، وإن كان نقدا جائرا ظالما أفحم الناقد بهدوئه وصبره وحلمه .
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (رحم الله امرَأً أهدى إليّ َعيوبي) ، إنه ينظر إلى النقد على أنه هدية ، وهذا عُمق وحكمة ودراية ،وحينما نستعرض كتب التاريخ وأحوال العظماء فإننا لن نجد عظيما أو نابغة معتدا برأيه صاماً أذنه عن قبول النقد والتقويم.

إن الأشجار الضخمة اليانعة عندما ترفض التكيف مع مستجدات المناخ ، وترفع أغصانها عاليا في كبر واعتزاز غير عابئة بنداءات الطبيعة ، تموت وتلفظها الحياة . يراها الناس فيُخدعون بشموخها وعلوها . وهي في حقيقة الأمر ليست سوى جماد لا حياة فيها ، يجب أن تُقطع لتكون منضدة أو كرسي أو خشب للمدفأة !! .

فليكن صدرك واسعا ، وروحك سمحة ، واقبل النقد باسم الثغر سعيد ، اسكب على أعصابك ماءً باردا ضد النقد الجائر الظالم .. وستجد أن حياتك أصبحت أكثر هدوءا وسكينة ونضج .

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليك اري داما من يكتبون عن جموح الشخص او ردة فعله حينما ينتقد من اخر لكني لا اري واغلب الناس يعدونه قلة رحابة صدر لكني لاارس من يتحدث عنذوق الناقد في اختياره لالفاظ النقد واوقاته وكلنا يعلم اننا نعيش في بيئة مليئة بالسلبيات فمن ينقد من - تحيتي لك استاذي الفاضل ودمت سالما -المشتاق لله

Media Power يقول...

للاسف نجد اننا ننزعج من النقد حيث اننا نعتبره اهانة فى حين اننا يمكن ان نعتبر ذلك الشخص الذى يقوم بالنقد ماهو الا مراه لعيوبنا ولكن المشكلة ايضا ليست فيمن يتلقى النقد ولكن في اللى بيقدمه لانه اوقات يتففن فى تقديم نقد لاذع يؤدى فى النهاية انك تغلق اذنك عن سماعه فيجب ان نتعلم كيف يكون النقد

rtrcbh يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاكم الله خيرا اخانا الكريم
موضوع اكثر من روعه

غير معرف يقول...

راااااااااااااااااااااااااااائع موضوعك

لكل مني الشكر ... فجزاك اله خيراً



أولاً : المجتمع بخير اذا فية أناس ينصحون الناس لقصد الخير


ثانياً : لكل منا منطقة عمياء .. وأقصد بالمنطقة العمياء هي المنطة لا تشمل بصرنا ...


ثالثا : بما أننا لا نبصرها .. فأكيد .. لا هي حقيقة .. بأنها على الأقل تحمل أكوام من الغبار ... الذي إن إستنشقناه لـ ختنقنا ... وقد تحوي على أقل الإحتملات حشرات .. تسللت ... بدون ان نشعر ... نعم بدون انشعر


رابعاً : الأخرون هم يبصروا تلك المنطقة ... لأنهم يروا كل مناطقك بلا إستثناء .. بشكل مباشر أو غير مباشر


خمساً : بغض النظر عن الأسلوب ... يجب أن لا تهمل ملاحظلات الآخرين لك


سادساً : الشخص الذي يحبك جداً فقط سوف يختار الأسلوب المناسب ... والذي يلة في الحب هو الذي لن يهتم بمشاعرك بل .. الحقيقة التي تؤلمة فيك ...والذي لا يحبك سو يتلذذ وهو يشاهد عيوبك مستمتع